الريال يلحق ببرشلونة أول خسارة ويصعد للصدارة
كتب/حسن ابوكباش
صعد ريال مدريد إلى صدارة الدوري الإسباني بشكل مؤقت، بفوزه المثير على ضيفه وغريمه برشلونة بهدفين مقابل هدف واحد في ملعب ألفريدو دي ستيفانو، بالجولة 30 من المسابقة.
واحرز كريم بنزيمة وتوني كروس هدفي ريال مدريد في الشوط الأول، فيما سجّل أوسكار مينجيزا هدف برشلونة الوحيد في الشوط الثاني.
ليرفع ريال مدريد رصيده إلى 66 نقطة بالتساوي مع أتليتكو مدريد، لكنه يتصدر بالمواجهات المباشرة، في انتظار نتيجة مباراة ريال بيتيس والروخيبلانكوس غدا الأحد.
فيما تجمد رصيد برشلونة عند 65 نقطة وتراجع للمركز الثالث، وبات مهددا بالابتعاد عن الصدارة بفارق 4 نقاط لو انتصر أتليتكو على بيتيس.
ليتلقى برشلونة هزيمته الأولى في الدوري الإسباني بالعام الميلادي 2021، بعد 19 مباراة متتالية في المسابقة المحلية دون خسارة.
برشلونة لم يعرف طعم الخسارة منذ سقوطه في أرض قادش بشهر ديسمبر الماضي، كما توقفت سلسلة الانتصارات الثمانية المتتالية له خارج أرضه في الليجا.
في المقابل أكمل ريال مدريد 13 مباراة متتالية دون هزيمة في مختلف البطولات، بواقع 11 فوزا وتعادلين.
كما عزز زين الدين زيدان المدير الفني لـ ريال مدريد رصيده الشخصي في الكلاسيكو، إذ فاز في 6 وتعادل 3 وخسر مرتين فقط.
بينما خسر رونالد كومان ثاني كلاسيكو له بعد سقوطه في الذهاب بثلاثية مقابل هدف بملعب كامب نو.
وحقق ريال مدريد الفوز في كلاسيكو الدوري الإسباني لـ3 مرات متتالية لأول مرة منذ عام 1978، أي منذ 41 سنة.
فيما توقّفت سلسلة انتصارات جوان لابورتا رئيس برشلونة في الكلاسيكو عند 4 منذ ولايته الأولى، وفشل في أن يكون أول رئيس في تاريخ الزعيم الكتالوني يحقق الفوز في 5 مباريات كلاسيكو متتالية.
وأقيم الكلاسيكو على ملعب ألفريدو دي ستيفانو لأول مرة على الإطلاق، وهو الملعب رقم 11 الذي يستضيف مباراة رسمية للكلاسيكو.
كما بات ألفريدو دي ستيفانو هو الملعب رقم 92 الذي يظهر عليه برشلونة في تاريخه بالدوري الإسباني.
وهو كذلك الملعب رقم 45 الذي يلعب عليه ميسي في الدوري الإسباني، وهو رقم قياسي يشاركه الآن مع راؤول جونزاليس، وسيرخيو راموس، وخواكين سانشيز، وسيزار سانشيز.
ويخوض ريال مدريد مباراة مصيرية يوم الأربعاء المقبل أمام ليفربول بملعب أنفيلد في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بعد انتصاره ذهابا 3-1 في دي ستيفانو.
مفاجآت
شهد تشكيلي الفريقين تعديلات من المدربين، فدفع زيدان بلاعبه فيدي فالفيردي أساسيا على حساب ماركو أسينسيو كتغيير وحيد عن موقعة ليفربول لتتحول طريقة اللعب إلى 4-4-2.
فيما غاب القائد سيرخيو راموس للإصابة، وهي المرة الأولى التي يلعب فيها الكلاسيكو منذ يناير 2013 عندما تعادل ريال مدريد وبرشلونة 1-1 في كأس ملك إسبانيا.
أمّا على مستوى الدوري، فتلك هي المرة الأولى التي يغيب فيها راموس عن الكلاسيكو منذ انضمامه إلى ريال مدريد في 2005.
بينما قرر كومان اللعب بطريقة 3-5-2 واكتفى بالثائي ليونيل ميسي وعثمان ديمبيلي في الهجوم مع إبقاء أنطوان جريزمان على مقاعد البدلاء.
كما دفع بـ رونالد أراوخو أساسيًا في عمق الدفاع، وزج بـ فرينكي دي يونج في مركزه الأصلي بوسط الملعب، وأبقى على جيرارد بيكيه في مقاعد البدلاء.
وشارك ميسي في الكلاسيكو رقم 45 في مسيرته، ليعادل الرقم القياسي المسجل باسم راموس الغائب.
شوط ملكي
برشلونة سيطر على الشوط الأول من حيث الاستحواذ، لكنه أبدا لم يكن الطرف الأفضل، بل ريال مدريد الذي شكّلت هجماته المرتدة خطورة غير عادية على مرمى الضيوف.
رغم ذلك، فالتهديد الأول كان من نصيب برشلونة عندما مرر ليو ميسي كرة اعتيادية نحو رفيقه جوردي ألبا الذي أرسل عرضية أرضية خطيرة في الدقيقة العاشرة، تدخّل تيبو كورتوا وتصدى لها في اللحظة الأخيرة قبل وصولها إلى ديمبيلي.
لكن الرد جاء قويا، فسجل بنزيمة الهدف الأول بطريقة فنية رائعة في الدقيقة 13 بعد عرضية لوكاس فاسكيز، مستخدما كعب القدم في إسكان الكرة الشباك.
ليسجل بنزيمة هدفه العاشر في مسيرته بالكلاسيكو، ويعادل خوانيتو وهوجو سانشيز أسطورتي ريال مدريد.
كما سجل بنزيمة لأول مرة في الكلاسيكو بعد صيام دام 9 مباريات متتالية، إذ يرجع هدفه الأخير إلى أغسطس 2017.
على نفس الصعيد، رفع لوكاس فاسكيز رصيده من التمريرات الحاسمة إلى 8 هذا الموسم في مختلف البطولات.
بنزيمة تحصل على فرصة مضاعفة النتيجة في الدقيقة 24 من ركلة حرة مباشرة، لكنها نفذها بشكل سيئ أعلى العارضة.
بعدها انطلق فينيسيوس بشكل رائع وتلاعب بمدافعي برشلونة وتحصّل على مخالفة من مكان خطير بعد عرقلة أراوخو الذي تحصل على بطاقة صفراء.
هذه المرة تقدّم كروس للتسديد، وكانت النتيجة هدفا ثانيا في شباك برشلونة بالدقيقة 28.
تسديدة كروس اصطدمت بـ سيرجينيو ديست وغيّرت اتجاهها، قبل أن تصطدم برأس جوردي ألبا الذي حاول إبعادها من على الخط دون أن يفلح.
ليسجل كروس أول هدف له في مسيرته بالكلاسيكو، كما سجل ريال مدريد من ركلة حرة مباشرة في الكلاسيكو لأول مرة منذ قذيفة روبيرتو كارلوس الصاروخية في فبراير 2000.
وبات كروس خامس ألماني يسجل في تاريخ الكلاسيكو بعد أولي شتيليكه، وبيرند شوستر، وسامي خضيرة، وميسوت أوزيل.
برشلونة حاول الرد، فوصلت الكرة في الدقيقة 34 إلى ديمبيلي بعمق منطقة الجزاء، لكن الفرنسي أخطأ التصويب لتضيع إمكانية تقليص الفارق.
هجمات برشلونة زادت شراسة، فشن أصحاب الأرض مرتدة رائعة بالدقيقة 35 اختتمها فالفيردي بتسديدة صاروخية ارتدت من القائم ووجدت لوكاس فاسكيز الذي تابعها بتسديدة أخرى تصدى لها مارك أندري تير شتيجن بأعجوبة.
ليكون ريال مدريد أكثر فريق يضرب القائمين والعارضة في الدوري هذا الموسم بواقع 17 مرة.
النبأ السيئ حل على كتيبة زيدان في الدقيقة 43 عندما غادر لوكاس فاسكيز الملعب مصابا، ودخل بدلا منه ألفارو أودريوزولا الذي خسر 3 من أصل 3 مواجهات كلاسيكو خاضها سابقا.
برشلونة حاول تدارك الموقف في نهاية الشوط، فنفذ ميسي ركلة ركنية رائعة بالدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع، ارتدت من قائم كورتوا بغرابة.
ميسي عاد للتهديد في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع من مسافة قريبة، لكن كورتوا تصدى وأبعد الخطر في الثانية الأخيرة من الشوط.
تحت الأمطار
بدأ الشوط الثاني بتغييرين مهمين، الأول على مستوى الطقس مع تهاطل رهيب للأمطار على العاصمة مدريد، والثاني في صفوف برشلونة بإخراج ديست وتعويضه بـ جريزمان، والعودة لطريقة 4-4-3.
هجمات ريال مدريد السريعة لم تتوقف، فسدد بنزيمة كرة يسارية في الدقيقة 57، لكنها مرت أعلى العارضة.
الدقيقة 60 شهدت هدف تقليص الفارق لـ برشلونة بواسطة مينجيزا بعد عرضية جوردي ألبا، ليهز ناشئ لاماسيا الشباك في أول كلاسيكو له بمسيرته.
زيدان تحرك سريعا ودفع بـ أسينسيو بدلا من فالفيردي في الجهة اليمنى من خط الهجوم.
والرد المدريدي كاد أن يأتي سريعا للغاية في الدقيقة 62 عندما أرسل فينيسيوس عرضية اصطدمت بـ أراوخو واتجهت نحو المرمى لكنها ارتدت من القائم بغرابة شديدة.
بعدها تحرّك كومان بدوره ودفع بـ سيرجي روبيرتو العائد من الإصابة بدلا من سيرخيو بوسكيتس.
مرتدات ريال مدريد استمرت من جهة فينيسيوس الذي فشل في إرسال العرضية المناسبة نحو بنزيمة في الدقيقة 66، لتخرج الكرة إلى ركنية.
بعدها صنع فينسيوس فرصة أخرى بالرأس في الدقيقة 68 نحو كروس الذي حاول التسديد برأسه من الوضع طائرا، لكن كرته لم تصب المرمى.
برشلونة لم يقف متفرجا، فحاول ميسي التسجيل من ركلة حرة مباشرة من مسافة قريبة بالدقيقة 70، لكنها ارتدت من الحائط البشري.
من جانبه واصل مينجيزا تشكيل الخطورة من الجهة اليمنى وأطلق تسديدة قوية في الدقيقة 71 مرت بجوار القائم بقليل.
كومان أجرى تعديلا جديدا على خطته، ودفع بالشاب إلايش موريبا بدلا من أراوخو في الدقيقة 72، ليعود دي يونج إلى عمق الدفاع.
في المقابل حاول زيدان لملمة شمل فريقه، فأقحم الثلاثي مارسيلو وإيسكو وماريانو دياز، بدلا من فينيسيوس وبنزيمة وكروس.
البديل إلايش كاد أن يتعادل فور دخوله من ضربة رأسية في الدقيقة 75 بعد عرضية ميسي، لكنها استقرت بين قفازي كورتوا.
في الجهة المقابلة كاد بديل آخر أن يسجل، هو أودريوزولا الذي أرسل عرضية طائشة غيّرت اتجاهها في الهواء وكادت تسكن شباك تير شتيجن الذي تألق وأبعدها بالدقيقة 76.
كومان رمى بآخر أوراقه في في الدقيقة 81، بدخول مارتن برايثوايت وفرانسيسكو ترينكاو، بدلا من ديمبيلي وبيدري.
إثارة الثواني الأخيرة
بحلول الدقيقة 90 واحتساب 4 دقائق وقت بدل ضائع، بدأ فصل جديد من الإثارة فاق المباراة بأكملها.
بدايةً، تحصّل كاسيميرو على بطاقة صفراء ثانية سريعة بعد الأولى، فغادر الملعب مطرودا وتسبب في تحصل برشلونة على ركلة حرة مباشرة من مكان مذهل.
ميسي انبرى للتسديد، لكن كرته وجدت جدار كورتوا الذي أمسك الكرة بثبات.
في المقابل فاز ماريانو بكرة هوائية في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، لينفرد مارسيلو بالمرمى الكتالوني، لكن مينجيزا تدخل في اللحظة الأخيرة وأبعد الكرة من أمامه.
في المقابل كاد برايثوايت أن يتعادل بعدها بثوانٍ بضربة رأسية مرت بجوار القائم بقليل.
الفرصة الأخطر كان في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع، عندما سدد إلايش كرة صاروخية على قائم ريال مدريد، وحاول تير شتيجن متابعتها بتسديدة أخرى اصطدمت بـ ترينكاو.
ليطلق الحكم صافرة النهاية بعدها مباشرةً، مسدلا الستار على واحد من أكثر مواجهات الكلاسيكو إثارة في السنوات الأخيرة ليعلن فوز الريال وصعوده للصدارة وتسجيل اول خسارة لفريق برشلونة في عام 2021