السعودية بين تصريحات ترامب .. وحادث إختفاء جمال خاشقجي
بقلم / الدكتور محمد النجار
مع حب المسلمين للحرمين الشريفين – مكة المكرمة والمدينة المنورة – الذي ينبثق منه حب المسلمين للسعودية ، واستعداد كل مسلم للدفاع عن مكة والمدينة وبالتبعية الدفاع عن السعودية . إلا ان نظرة الشعوب المسلمة تغيرت ربما 180 درجة بعد تصريحات رئيس الولايات المتحدة الامريكية دونالد ترامب و حادث اختفاء الصحفي السعودي المسلم جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول ، فما هي أسباب ذلك التراجع القلبي تجاه السعودية .
في مقدمتها الاهانات المتكررة على الهواء مباشرة من رئيس الولايات المتحدة الامريكية ، وامام حشود ضخمة . فمنذ اسبوع قال الرئيس الامريكي ترامب انه يحب الملك سلمان ، وأنه اخبره بأنه لولا حماية الولايات المتحدة الامريكية ما كان يستطيع الملك سلمان حماية طائرته . وانتظر المسلمون ردة فعل قوية من السعودية ضد هذا التصريح . ومر يوم ويومان ولم ترد . رغم تكرار التصريحات المستفزه لترامب.
المفارقة العجيبة تتمثل في رد ولي عهد السعودية الامير محمد بن سلمان المخيب للأمال حينما قال : انه يُحب العمل مع الرئيس ترامب ، وانه يقبل النقد من المحب كما يقبل المدح .
وجاء حادث اختفاء الصحفى السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول ليسكب الزيت على النار ، كما كان رد القنصل السعودي على عدم تقديم القنصلية فيديو كاميرات المراقبة بما يفيد خروج الصحفي خاشقجي من القنصلية غير مقنع والمتمثل في قوله : بعدم تسجيل كاميرات القنصلية في اسطنبول لأنها تعرض صور فقط دون تسجيلها ، وهذا الرد لايقبله أي عقل في العالم كله، وإلا مافائدة تلك الكاميرات.
إنه المأزق الذي وقعت فيه السعودية على مشهد من العالم اجمع ويمثل أزمة كبرى ويضع مصداقيتها على المحك ، وستكون محطة خطيرة في وجه السعودية وما تمثله للعالم الاسلامي .
فهل ستخرج السعودية سالمة من هذه المآزق التي تواجهه حاليا بتصريحات ترامب واختفاء جمال خاشجي ؟ فضلا عن أزمة اليمن ؟
1