السعودية تستضيف محادثات روسية أمريكية لتعزيز السلام والاستقرار الدولي

كتب – محمد السيد راشد
اختتمت المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الأزمة الأوكرانية في المملكة العربية السعودية، حيث تم الاتفاق على تشكيل فرق تفاوض رفيعة المستوى لوضع خارطة طريق لإنهاء النزاع. وجاء الاجتماع، الذي استضافته الرياض، بحضور وزيري الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” والأمريكي “ماركو روبيو”، إضافة إلى مسؤولين سعوديين. وعلى الرغم من أهمية اللقاء، إلا أنه أثار انتقادات من الجانب الأوروبي والأوكراني.
تفاصيل الاتفاق بين واشنطن وموسكو
عُقد الاجتماع بين وزيري خارجية البلدين في قصر الدرعية بالرياض، حيث استمر لأربع ساعات، وأسفر عن تفاهم مشترك على تعيين فرق تفاوض للعمل على تسوية دائمة للصراع.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي “ماركو روبيو” أن الهدف الأساسي هو تحقيق “حل عادل ومستدام”، مشددًا على ضرورة إشراك الاتحاد الأوروبي في أي مفاوضات مستقبلية. من جانبه، وصف “سيرغي لافروف” المحادثات بأنها “مفيدة للغاية”، مؤكداً أن واشنطن باتت تدرك موقف موسكو بشكل أفضل.
وشدد لافروف خلال المباحثات على رفض روسيا التام لنشر قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوكرانيا تحت أي راية، سواء باسم الاتحاد الأوروبي أو غيره. كما أكد الكرملين أن “أي حل مستدام يتطلب معالجة القضايا الأمنية في أوروبا”، مجدداً رفض موسكو لانضمام أوكرانيا إلى الناتو، رغم إقرارها بحقها في الانضمام للاتحاد الأوروبي.
البعد الاقتصادي للمحادثات
لم تقتصر المباحثات على الجوانب الأمنية، بل شملت أيضاً القضايا الاقتصادية. فقد أشار “لافروف” إلى وجود “اهتمام متبادل” بين موسكو وواشنطن برفع العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، والتي تُعد إحدى العقبات الرئيسية أمام تطبيع العلاقات بين البلدين.
في المقابل، انتقد الرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي” استبعاد بلاده من هذه المحادثات، بينما اقترح الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أنقرة كمضيف مثالي لجولات تفاوضية مستقبلية، مستنداً إلى علاقات بلاده الجيدة مع طرفي النزاع.

دور السعودية في تعزيز السلام الدولي
جاءت استضافة السعودية لهذا اللقاء الرفيع في إطار جهودها المتواصلة لتعزيز الاستقرار العالمي. وقد حضر الاجتماع وزير الخارجية السعودي الأمير “فيصل بن فرحان”، ومستشار الأمن القومي “مساعد بن محمد العيبان”.
وأعرب وزير الخارجية الأمريكي “ماركو روبيو” عن امتنانه العميق للدور السعودي، قائلاً:
“السعودية لعبت دورًا حاسمًا في هذه المباحثات، ليس فقط من خلال الاستضافة، بل في جعل هذا اللقاء ممكنًا. نحن ممتنون بشدة للمملكة، ونقدر شراكتها في العديد من القضايا”.
وأضاف:
“على مدار ثلاث سنوات ونصف، لم يتمكن أحد من جمع شيء مماثل لما شهدناه اليوم. هذا يؤكد أن الرئيس ترامب هو الزعيم الوحيد القادر على تحقيق السلام، وقد بدأنا هذه العملية بالفعل”.
ردود الفعل العربية والدولية
ترحيب عربي واسع
أشادت العديد من الدول العربية بدور السعودية في استضافة المحادثات، حيث جاءت ردود الفعل كالتالي:
- الأردن: استضافة السعودية للمحادثات تعكس سعيها لتحقيق السلام في العالم.
- الكويت: نرحب باستضافة المملكة للحوار بين روسيا وأمريكا.
- قطر: تؤكد ريادة السعودية في تعزيز الاستقرار الدولي.
- فلسطين: تدل على التزام الرياض بتحقيق الأمن والسلام.
- الإمارات: تؤكد دعم المملكة لجهود السلام والاستقرار العالميين.
- سلطنة عمان: تُرحّب بالبيان الصادر عن السعودية بشأن استضافة المفاوضات.
غضب أوكراني
على الجانب الآخر، انتقد الرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي” المحادثات، وصرح من أنقرة قائلاً:
“اللقاء الأمريكي-الروسي في السعودية كان مفاجئًا لنا”.
خطوة محورية
تمثل استضافة السعودية لهذه المحادثات خطوة محورية نحو تحقيق السلام العالمي، وتؤكد دورها الريادي في تقريب وجهات النظر بين القوى الكبرى. وبينما تتواصل المباحثات، يبقى السؤال مفتوحًا حول مستقبل العلاقات الدولية وما إذا كانت هذه الخطوة ستُفضي إلى حلول حقيقية لإنهاء النزاع في أوكرانيا.