السفير رضا الطايفي يكتب عن لقائه الأول والأخير مع الراحل حسب الله الكفراوي

وداعا حسب الله الكفراوي وزير الإسكان والتعمير الأسبق .
كان لقائي الأول والأخير معه في هونج كونج -حيث كنت نائب قنصل – في منتصف الثمانينات،وجدته شخصية بسيطة جدا ومتواضعة إلي أبعد الحدود ،جاد جدا ودقيق وعملي:لم يطلب الإقامة في جناح فاخر في فندق متميز فقط حجرة عادية،لم يطلب اصطحابه في جولة سياحية يشاهد فيها مقاصد ومعالم هونج كونج وماأكثرها،لم يطلب القيام للتسوق في مولات وبازارات هونج كونج الضخمة والمتفردة،بل جاء حاملا هموم ومشاكل مصر فوق كاهله،حيث قضي كل وقت الزيارة المتاح في لقاءات متواصلة مع كبار المسئولين في المستعمرة البريطانية(حينها)،وزيارات ميدانية للمشروعات السكنية والعمرانية في الجزيرة المعجزة وهو ماحرص علي تنفيذه في مصر بعد هذه الزيارة تحديدا.
كان شاغله الأكبر وتساؤلاته المستمرة كيف حققت هونج كونج معجزتها الاقتصادية والتجارية والمصرفية والعمرانية،وماهي إمكانيات تحقيق هونج كونج مماثلة في مصر في شرق التفريعة وعلي ضفاف قناة السويس لتعظيم القيمة المضافة لهذا الممر البحري العالمي،المشروع الذي لطالما حلم بتحقيقه والذي شاءت الأقدار أن يري القيادة السياسية تشرع في تحقيقه بعد حوالي ثلاثين عاما من هذه الزيارة لهونج كونج والذي استعادت الصين سيادتها عليها منذ عام1997.زيارة فيها الكثير من اللقاءات المهمة جدا مع حكومة هونج كونج ،وسأحاول تسجيلها كاملة اذا ماسمحت الظروف وإذا كان في العمر بقية.
رحم الله الوزير حسب الله الكفراوي وغفر له، وأسكنه فسيح جناته وعزائي لأسرته ولكل أحبته في دمياط المحافظة التي شهدت مولده والتي أحبها وأحبته وحقق لها الكثير من الإنجازات محافظا ووزيرا.

مساعد وزير الخارجية سابقا