احدث الاخبار

السفير على العشيري يكتب.. دلالات الإنقلابات الأفريقية في منطقة النفوذ الفرنسية

 

خمس انقلابات شهدتها القاره الافريقيه منذ عام ٢٠٢٠  جميعها في دول   francophone وهي مالي وتشاد وغينيا وبوركينافاسو والنيجر ، ثم جاء الانقلاب في الجابون –  بعد بضعه اسابيع من الانقلاب الذي شهدته النيجر- ليمثل الحاله السادسه التي تشهدها مناطق النفوذ الفرنسيه في اقل من اربعه اعوام  .

ونظرا لان  نطاق التنافس بي القوى الكبرى ( great power competition )قد امتد الي القاره الافريقيه فيبدو ان نفوذ الغرب وفرنسا تحديدا بات يتعرض لانتكاسات متلاحقه، خاصه وانه من بين القواسم المشتركه لاسباب تلك الانقلابات يأتي العامل المتصل بالاستغلال الفرنسي المجحف للموارد الطبيعيه لتلك الدول واحتكار ثرواتها  ،وتواجد قوات عسكريه فرنسيه في عدد منها حيث ترفض اطياف عديده من شعوب تلك الدول استمرار التواجد العسكري الفرنسي الذي يعتبرونه امتدادا للاحتلال الفرنسي الذي يهدف الي تأمين المصالح الفرنسيه وذلك علي حساب دعم جهود التنميه في تلك الدول .

ويؤكد تصاعد وتيره تلك الانقلابات انه علي القوي الغربيه ،وعلي فرنسا تحديدا ،  ان تغير اساليب تعاملاتها مع  الدول الافريقيه وان تدرك ان كراسي الحكم في تلك الدول لا يمكن ان تستمد استقرارها من مجرد وجود قوات فرنسيه علي اراضيها او كنتيجه لاشاده الدوائر الفرنسيه بحكمتها رغم ما يدور حولها من شبهات للفساد، خاصه وان هناك مجموعه من اللاعبين الجدد الذين دخلوا الي الساحه الافريقيه منهم روسيا والصين والهند وحتي تركيا يمكن ان يحقق التعامل معهم مردودا اقتصاديا اكبر يختلف تماما عن نتائج العلاقات مع فرنسا ومع القوي الغربيه الاخري .

اذ يبدو ان الغرب يخسر مناطق للنفوذ يمكن ان تستغله قوي جديده اخري حتي وان كانت تسعي هي الاخري الي الاستحواذ علي الثروات الطبيعيه، الا انه ليس لها ماضي استعماري تم تجديده باساليب مستحدثه تضمن استمرار النفوذ واحتكار الثروات الطبيعيه والسيطره علي مقدرات الشعوب ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.