السودانيون يقاومون برد الشتاء القارس بالمديدة

كتبت : د.هيام الإبس

تعتبر المديدة أحد أهم الأطباق التقليدية الشهيرة فى السودان، خاصة فى فصل الشتاء، لما تتمتع به من خواص فى مد الجسم بالطاقة والدفء اللازمين لمواجهة برد الشتاء القارس.

وللمديدة السودانية ثلاثة أنواع رئيسية، تتمثل فى مديدة البلح، مديدة الدخن، ومديدة الحلبة، وتتميز المديدة بكافة أنواعها بالبساطة وتوفر معظم مكوناتها فى المنازل، والتى تتضمن الدقيق، السمن أو الزيت، بالإضافة إلى السكر للتحلية.

 

تُقدّم المديدة كطبق أو كمشروب

ويمكن أن تُقدّم المديدة كطبق أو كمشروب، وغالباً ما تُقدّم مع الزلابية الساخنة، وقد تمكّن هذا الطبق من أن يعكس مقدرة السودانيين على التكيف مع الظروف المناخية القاسية فى فصل الشتاء، ويعد من الأطعمة الشعبية التى يتم تحضيرها بسرعة وسهولة، وغالباً ما تُقدّم ساخنة، مما يجعلها خيارً مثالياً في الليالى الباردة.

جدير بالذكر ، أن المديدة تعتبر جزءاً من تراث المطبخ السودانى، إذ ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالعادات والتقاليد التى تتوارثها الأجيال. فنجدها حاضرة فى مناسبة “السماية”، وهى الاحتفال الذى تقيمه الأسر بمناسبة قدوم مولود جديد.

ويعتبر الملمس الكريمى الدافئ قاسماً مشتركاً لكل الأنواع الخاصة بطباق المديدة.

مديدة البلح

تصنع مديدة البلح من التمر بالإضافة إلى مكونات المديدة الرئيسية، وغالباً ما تُصنع من التمر الجاف الذى يتم تكسيره، ثم إخراج النواة من داخله وغليه، ويمكن أن تُقدّم كطبق أو كمشروب، ويشتهر هذا النوع بتقديمه فى “السماية”. وتتكون من: التمر ، الدقيق، السمن

السكر وكربونات الصوديوم و يتم إضافة الحليب لمديدة البلح لتقديمها كمشروب، فيما تُقدّم كطبق بجانب اللقيمات والزلابية، ويمكن تناولها دون أى إضافات.،ويفضّل البعض تزيينها بجوز الهند أو المكسرات.

ويعتبر هذا الطبق غنياً بالكالسيوم، الحديد، الفوسفور، البوتاسيوم، المغنيسيوم والزنك، وذلك لاحتوائه على التمر الذى يحتوى على فوائد كبيرة لجسم الإنسان، بما فيها تعزيز صحة العظام والجهاز الهضمى والدماغ.

ولتحضير المديدة، يتم خفق البلح فى الخلاط بعد غليه جيداً ثم يُضاف كربونات الصوديوم (العطرون) ليكسبها لوناً يميل إلى الحمرة.

بعد ذلك يُضاف السكر حسب الرغبة، ويُخفق بعض الدقيق فى الماء ويُضاف إلى الخليط. يُقلب جيداً حتى تأخذ المديدة قوامها المتماسك، وتُقدّم مع السمن البلدى الذى يُضاف على وجه الطبق.

مديدة الحلبة

تعتبر مديدة الحلبة من الأطباق التى تُقدّم فى الشتاء، وارتبط هذا الطبق بشكل وثيق بتقديمه للسيدات بعد الولادة، نظراً لدور الحلبة الكبير فى إدرار الحليب للنساء المرضعات ، وعلى الرغم من ذلك، لم يقتصر هذا الطبق على السيدات فقط، إذ يُعد من الأطباق المحببة للجميع ، وتتكون مديدة الحلبة من:  حلبة، زيت، دقيق،  حليب، سكر، سمن، كربونات الصوديوم.

ولتحضير مديدة الحلبة، يتم تحميص حبوب الحلبة فى كمية مناسبة من الزيت، وبعد أن تتحول إلى اللون الذهبى، يتم إضافة الماء على الحلبة وتُترك حتى تغلى، ثم يُضاف الدقيق المذاب فى مقدار من الماء ويُمزج جيدًا، بعد ذلك يُضاف إلى الحلبة المغلية ويُحرّك حتى يصبح القوام متجانساً، فى النهاية، يُضاف السكر والحليب ويُزين وجه المديدة بالسمن البلدى.

مديدة الدخن

تشير أبحاث إلى أن الدخن يساعد فى تقليل خطر الإصابة بأمراض مزمنة، وذلك بفضل احتوائه على كميات كبيرة من الفينولات التى تعمل كمضادات للأكسدة، مما يسهم فى الوقاية من السرطان وهشاشة العظام وأمراض القلب والسكرى.

وتعتبر مديدة الدخن أحد أهم المشروبات التى تُقدّم فى الشتاء، وتصنع بشكل أساسى من دقيق الدخن، مع مكونات بسيطة تشمل: دقيق الدخن، السكر ، الحليب ، الماء.

ولتحضير مديدة الدخن، توضع كمية مناسبة من الماء فى قدر على النار وتُترك حتى الغليان، ثم يُضاف الدقيق بعد خلطه بالماء إلى القدر ويُحرّك حتى يأخذ القوام المتماسك، بعد ذلك يُضاف السكر والحليب.