السودان أمام 3 سيناريوهات أخطرها “التقسيم”
كتبت : د.هيام الإبس
تزايدت المخاوف بين السودانيين من إمكانية تقسيم بلادهم على غرار ما حدث فى دول مجاورة، وذلك فى ظل تداعيات الحرب المستمرة منذ أبريل 2023. وقد أدت هذه الحرب إلى تقسيم البلاد إلى مناطق خاضعة للجيش وأخرى لقوات الدعم السريع، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الوحدة الوطنية فى السودان.
فقد رأى خبراء أن تداعيات التصعيد الميدانى الأخير وتغير إستراتيجيات أطراف الصراع والتقاطعات الدولية، ستسهم فى تعقيد الجهود الرامية لوقف حرب السودان المستمرة منذ منتصف أبريل 2023.
وقال خبراء، إن التحول الملحوظ فى ديناميكية الصراع أدى إلى تغيير جذرى فى واقع الحرب، مشيرين إلى أن مستقبل السودان بات أمام 3 سيناريوهات تشمل الحرب الأهلية الشاملة أو “التقسيم”، أو سيناريو الحل السياسى، مستبعدين أى حل عسكرى لأى من طرفى الحرب.
الفوضى والحرب الأهلية
ومع اتساع رقعة القتال وشموله أكثر من 70% من مساحة السودان، وانغلاق أفق الحل السياسى، برزت العديد من المؤشرات التى تعزز مخاوف سيناريو “الفوضى” الذى سيلقى بتداعيات محلية وإقليمية كارثية.
وحولت عمليات التسليح الشعبى الواسعة النطاق السودان بالفعل إلى “برميل بارود”، فى ظل وجود تباينات عرقية وقبلية كبيرة وانتشار أكثر من 3 ملايين قطعة سلاح ونحو 90 حركة مسلحة فى مختلف أنحاء البلاد.
ولا يستبعد المحلل السياسى شوقى عبدالعظيم، أن تقود الأوضاع الحالية وعمليات الاستقطاب إلى تحويل الحرب إلى صراع أهلى، ويقول عبد العظيم، إن الفترة الأخيرة شهدت تصاعداً خطيراً فى عمليات التحشيد القبلى؛ الأمر الذى يعزز مخاوف تحول الصراع إلى حرب أهلية شاملة، ويرى أن هذا الاحتمال يتزايد بشكل مخيف كلما تراجعت فرص الحل السياسى والجهود السلمية.
وفى ظل احتدام المعارك فى العديد من مناطق التماس الحدود، تتزايد مخاوف انتقال عدوى الفوضى إلى بلدان الجوار التى يشهد بعضها هشاشة أمنية كبيرة.
وفى حين تشكل الفاشر عاصمة إقليم دارفور، التى تشهد قتالاً عنيفاً منذ أكثر من 6 أشهر عمقاً إستراتيجياً نحو تشاد وأفريقيا الوسطى، يعد محور سنار والنيل الأزرق من المحاور المثيرة للقلق بالنسبة لأثيوبيا ودولة جنوب السودان.
علاقة ترابط إقليمى للإضطرابات والأزمات
ويشير موسى شيخو، الخبير في الشؤون الاستراتيجية الأفريقية، إلى العلاقة الترابطية الإقليمية للإضطرابات والأزمات، ويقول إن الأوضاع الداخلية فى بلدان الجوار الإفريقى تتأثر ببعضها بشكل كبير، كما تتزايد المخاوف من أن توفر الفوضى بيئة مواتية للجماعات المتشدده العابرة للحدود، خصوصا فى ظل وجود علاقة بين تلك الجماعات ومجموعات مشاركة فى الحرب الحالية.
استمرار الحرب أضعف مؤسسات الدولة
ووفقاً لعبد المنعم همت، الأكاديمى والباحث فى شؤون الإرهاب، فإن استمرار الحرب أضعف مؤسسات الدولة، وأدى إلى ثغرات توفر فرصاً كبيرة تمكن الجماعات المسحلة من ممارسة أنشطتها.
الحل السياسى
فشلت حتى الآن 10 مبادرات إقليمية ودولية لوقف الحرب السودانية، لكن فى الجانب الآخر ظلت الولايات المتحدة الأمريكية تشدد على أنها ستعمل مع الأطراف الدولية والإقليمية على الاستمرار فى جهود الحل السلمى.
ويشدد توم بيريللو، المبعوث الأمريكى الخاص للسودان، على استحالة الحل العسكرى ويقول إن التفاوض هو السبيل الوحيد لحل الأزمة.
وتبدى المحللة صباح محمد تفاؤلاَ بإمكانية التوصل إلى الحل السلمى، وتشير إلى بوادر اتفاق دولى يمهد لعودة طرفى الصراع إلى طاولة التفاوض بمنبر جدة.
وينبه شهاب الطيب، القيادى فى تنسيقية القوى المدنية “تقدم”، إلى وجود تداخلات إقليمية ودولية تؤثر على الأزمة السودانية بصورة تزيد من تعقيداتها وتصعب من إيجاد صيغة معقولة لإيقاف الحرب.
وأشار إلى أن تقاطع الأزمة السودانية مع ملفات هى محل صراع بين دول جوار السودان، كما تتباين المواقف حيال دعم أطراف الحرب، ويظهر هذا فى اختلاف صيغ الحل التى يتبناها الاتحاد الإفريقى وتلك التى تتبناها أطراف دولية”.
سيناريو التقسيم
معظم مناطق ولايات دارفور والجزيرة وسنار والنيل الأزرق تحت سيطرة الدعم السريع.
فى المقابل يسيطر الجيش بالكامل على ولايات البحر الأحمر وكسلا والقضارف ونهر النيل والشمالية، فى حين يتقاسم الطرفان السيطرة على العاصمة الخرطوم.