السودان
السودان: إيفاء المجتمع الدولى بالتزاماته لا يتعدى الـ30%
كتبت : د.هيام الإبس
أعلنت الحكومة التى يسيطر عليها الجيش السودانى، إن المجتمع الدولى ظل يهرب إلى الأمام من الإيفاء بالتزاماته تجاه الاحتياجات الإنسانية فى السودان، وكشفت أن نسبة إيفاء المجتمع الدولى بالتزاماته بلغت 30% فقط من تعهداته.
وجدد مدير إدارة الشؤون الإنسانية والسلام بوزارة الخارجية، عضو اللجنة العليا للطوارئ الإنسانية عمر الأمين، مطالبة السودان للمجتمع الدولى بإعلان مليشيا قوات الدعم السريع منظمة إرهابية وإصدار مذكرات اعتقال لقادتها ومعاقبة الدول التى أسهمت فى معاونتها وعلى رأسها الإمارات وتشاد.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع منتصف ابريل العام الماضى، ظلت حكومة السودان توجه انتقادات للمجتمع الدولى بالتساهل مع جرائم الدعم السريع، والتقاعس فى تقديم المساعدات للسودانيين الذين يعانون تبعات الحرب والانتهاكات.
تعاون الحكومة وأضاف عمر الأمين فى مؤتمر صحفى ببورتسودان الأربعاء، أن الحكومة بذلت وسعها وقامت بدورها كاملاً.
وأشار إلى أنها أصدرت 99% من التأشيرات التى طلبتها المنظمات والدول للدخول بخصوص العمل الانسانى، وأنها تجاوزت عن كثير من المتطلبات غير المهمة لتسهيل العمل الإنسانى.
وأضاف الأمين أن بعض المنظمات أصبحت تقدم لطلب تأشيرات دخول بصورة يومية، ونوه إلى أنهم اصدروا أكثر من 3 آلاف تأشيرة، مع ملاحظة أن نسبة دخول طالبى التأشيرة بلغ 26% فقط. ونبه إلى أن الغرض من الحديث عن التأشيرات العالقة الضغط المستمر على الحكومة ليس إلا.
وأوضح الأمين، أن الحكومة فتحت معابر كثيرة جوية وبحرية وبرية وليست هناك مشكلة معابر وإنما المشكلة تكمن فى خطوط النقل الداخلى التى تتسبب فيها “المليشيا” باعتراض الطريق ونهب المساعدات وعدم استجابتها للنداءات المتكررة وقرار مجلس الأمن الصادر منذ أكثر من أربعة أشهر بهذا الخصوص.
وأشار إلى أن الحل هو أن يلزم المجتمع المدنى المليشيا بسحب ارتكازاتها وتنفيذ بنود اتفاق جدة بالخروج من الأعيان المدنية.
وقال الأمين إن الحكومة فتحت معبر أدرى استجابة لحاجة المواطنين الماسة فى ولايات دارفور للوصول الإنسانى وفق متطلبات عملياتية، وأن يكون المعبر للمساعدات مع وجود للحكومة وتحديد وجهات وصول الشاحنات وغيرها من الإجراءات التى تحد من المخاطر.
مجهود لدعم النازحين من جانبه، كشف مدير إدارة الطوارئ ومكافحة الأوبئة بوزارة الصحة د. منتصر محمد عثمان، أن الوزير دعا المنظمات لاجتماع طارئ بخصوص منطقة الهلالية وطلب منهم تحديد الدعم العاجل الذى سيقدمونه وينتظر إلى أن يتم الرد خلال أربعة وعشرين ساعة.
وأشار إلى أن الوزارة التزمت بالترتيب لإيصال ما يقدمونه من دعم، وقال إن الوزارة وفرت 250 طن من المساعدات الطبية والميزانيات لضمان استمرار عمل الوزرات.
ونوه إلى توفر الكوادر ضمن النازحين وقدرتهم على تسيير العمل الصحى والإسناد فى المستشفيات، وقال: “نحتاج زيادة الإمداد الصحى والعمل فى معينات وقاية الأمراض”.
وأضاف د. منتصر أنهم يحتاجون مجهوداً أكبر لدعم النازحين، بجانب المناطق تحت سيطرة المليشيا التى يضيقون فيها على الكادر الطبى العامل.
وحذر من أن عدم التمكن من الاستجابة بصورة كاملة للمناطق التى يوجد فيها “التمرد” قد يؤدي إلى انتشار الاوبئة.
وأوضح د. منتصر أن الحكومة قامت بدورها كاملاً، لكنه توقع وقوع ضرر صحى خلال الأسابيع القادمة إذا لم يتم العمل لمكافحة النواقل سيما وأن أعداد النازحين فى تزايد مستمر.