السودانشئون عربية

تصاعد التوترات حول دور قوات درع السودان المنشقة عن الدعم السريع

كتبت: د. هيام الإبس

اتهمت منصة أم القرى المعنية بمراقبة الانتهاكات والأوضاع الميدانية في ولاية الجزيرة ومنطقة البطانة، حزب المؤتمر الوطني “المحلول” بمحاولة السيطرة على قوات درع السودان وتفكيكها لضمان إلغائها مستقبلاً.

وأشارت المنصة، اليوم السبت 15 مارس، إلى أن قوات درع السودان نشأت عقب انشقاق أبو عاقلة كيكل عن قوات الدعم السريع، ومع ذلك، حاول المؤتمر الوطني “المحلول” وبعض الحركات المسلحة وضع عراقيل أمامها.

دوافع التحجيم والتفكيك

أكدت منصة أم القرى أن الهدف من عرقلة قوات درع السودان هو السيطرة على القوات المسلحة، ومنع أي قوة منافسة للحركات المسلحة ولعناصر المؤتمر الوطني “المحلول” في المستقبل. ورغم الحملات المضادة، تمكنت قوات درع السودان من تجاوز محاولات تفكيكها، حيث كانت انطلاقتها لحماية الأهل من هجمات قوات الدعم السريع دون أجندة سياسية أو قبلية، ما جعلها تحظى بدعم واسع.

كما أشارت المنصة إلى أن ظهور قيادات المؤتمر الوطني “المحلول” بالعقلية القديمة ساهم في زيادة دعم المواطنين لقوات درع السودان، محذرةً من انتقال الحزب إلى “الخطة ب” بعد فشل محاولات تفكيك القوات، والتي تهدف إلى احتوائها عبر اختراقها من الداخل.

انشقاق كيكل وتصاعد العنف

أعلن أبو عاقلة كيكل، قائد قوات درع السودان، انشقاقه عن قوات الدعم السريع في أكتوبر 2024، ما أدى إلى تصاعد هجمات الدعم السريع الانتقامية في شرق ولاية الجزيرة، وأسفرت عن مقتل المئات.

أدى ذلك إلى انضمام مزيد من المواطنين لقوات درع السودان، حيث حصلوا على دعم وتسليح من الجيش السوداني، وساهموا في استعادة محلية شرق النيل وولاية الجزيرة بالتعاون مع الجيش والقوات النظامية.

مخاوف من تعدد القوى المسلحة

في ظل الحرب المستمرة، تقاتل أكثر من عشر مجموعات عسكرية إلى جانب الجيش السوداني، مما يثير القلق بشأن مستقبل الجيش الموحد. ويشير مراقبون سياسيون إلى أن تعدد الجيوش كان أحد الأسباب الرئيسية لاندلاع الحرب، خاصة مع بقاء قوات الدعم السريع ككيان منفصل خارج المؤسسة العسكرية.

كما انعكس تعدد القوى العسكرية سلبًا على المناطق المستعادة، حيث سُجلت حالات نهب وقتل خارج القانون في بعض المدن، ما استدعى تشكيل مجلس تحقيق بعد عمليات قتل شهدتها مدينة ودمدني منتصف يناير 2025.

من جانبها، شددت منصة أم القرى على ضرورة الوصول إلى توحيد القوات المسلحة في أقرب وقت ممكن لضمان استقرار البلاد.


قصف لا يهدأ على مدينة الأبيض

لليوم الثاني عشر على التوالي، استمر القصف المدفعي لقوات الدعم السريع على مدينة الأبيض، مما أسفر عن سقوط قذائف صاروخية على المنازل وإصابة ومقتل العشرات من المدنيين، وفقًا لمصادر طبية.

ويقول سكان المدينة إن القصف يبدأ ليلاً ويستمر حتى ساعات الفجر، مما يخلق حالة من القلق المستمر لدى الأهالي الذين يبحثون عن سبل للحماية.

معاناة المدنيين واستمرار الأزمة الإنسانية

بحسب نادين، إحدى سكان المدينة، فإن الوضع بات كارثيًا مع غياب أي ردع لقوات الدعم السريع التي تستمر في القصف دون مراعاة حرمة الشهر الكريم.

ازدادت وتيرة القصف بعد نجاح متحرك “الصياد” التابع للجيش في فك الحصار عن الأبيض نهاية فبراير 2025. ومع ذلك، تواجه المدينة أزمة إنسانية حادة، حيث تعاني المستشفيات الحكومية من نقص في المعدات الطبية، ما يضطر المصابين لدفع مبالغ طائلة للعلاج في المستشفيات الخاصة.

وصول الإمدادات وفتح الطرق

رغم استمرار القصف، شهدت الأبيض تحسنًا نسبيًا بعد وصول شحنات تجارية من الوقود والسلع الاستهلاكية مطلع مارس، عقب فتح الطريق مع مدن الرهد وأم روابة بفضل تحركات الجيش السوداني.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى