كتبت: د. هيام الإبس
تستضيف مدينة عنتيبي في أوغندا خلال الفترة من 3 إلى 6 ديسمبر الجاري اجتماعات الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”. تأتي هذه الاجتماعات في ظل تحديات كبيرة تواجه التحالف المناهض للحرب، من بينها المطالبات بإصلاح التنظيم وتكوين حكومة منفى، بالإضافة إلى تطوير الرؤية السياسية للتحالف.
السياق التنظيمي
تأسس تحالف “تقدم” في أكتوبر 2023، ويضم قوى مدنية وحزبية متنوعة، من بينها قوى الحرية والتغيير، لجان المقاومة، الجبهة الثورية، والنقابات المهنية. عُقد المؤتمر التأسيسي للتحالف في مايو الماضي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا بمشاركة أكثر من 500 ممثل من مكونات التحالف.
وأفادت مصادر داخل التنسيقية أن الاجتماعات الحالية ستناقش ملفات الإصلاح التنظيمي، إلى جانب مراجعة المذكرة التصحيحية المقدمة من الحركة الشعبية – التيار الثوري، ومطالب لجان المقاومة بشأن التمثيل. كما ستبحث سبل تطوير الرؤية السياسية للتحالف لتتماشى مع المستجدات الراهنة.
ملف حكومة المنفى
اقترحت الجبهة الثورية سابقًا تشكيل حكومة منفى، لكنها قوبلت بالرفض من قبل القوى السياسية داخل التحالف، بما في ذلك رئيس الهيئة عبد الله حمدوك. وتم إسقاط المقترح خلال الاجتماعات التحضيرية الأخيرة، حيث جاءت الأصوات المعارضة للمقترح بواقع 6 مقابل 4.
وأكد المتحدث باسم تجمع قوى تحرير السودان، فتحي عبده، أن تكوين حكومة منفى ليس مطروحًا على جدول أعمال الاجتماعات الحالية.
مطالب الإصلاح
طالب عدد من مكونات التحالف بإصلاحات تنظيمية وهيكلية. وأصدرت الحركة الشعبية – التيار الثوري الديمقراطي وتحالف القوى المدنية لشرق السودان بيانًا مشتركًا في سبتمبر الماضي لتجديد المطالبة بهذه الإصلاحات.
وتتعلق أبرز المطالب بـ:
- تحسين التوازن السياسي والجغرافي في تمثيل مكونات التحالف.
- مراجعة اللائحة التنظيمية الأخيرة.
- النظر في طريقة التعامل مع مذكرات لجان المقاومة ومجتمع المدني.
جدول الاجتماعات
أوضحت المصادر أن الاجتماعات ستبدأ بجلسات تمهيدية لمناقشة مذكرات الإصلاح المقدمة من لجان المقاومة والحركة الشعبية – التيار الثوري. ويُتوقع أن يشارك حوالي 120 عضوًا يمثلون مختلف مكونات التحالف في الاجتماعات، بالإضافة إلى إضافة 20 عضوًا جديدًا لضمان التمثيل الشامل وفق النظام الأساسي للتحالف.
وقال المتحدث باسم تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم”، بكري الجاك، إن الاجتماع سيتناول تقرير أداء الأمانة العامة وتطوير الرؤية السياسية بما يتلاءم مع التطورات الأخيرة في السودان.
آمال وتحديات
رغم التحديات التي تواجه “تقدم”، مثل تجميد لجان المقاومة لأنشطتها والخلافات حول تمثيل المكونات، يسعى التحالف إلى بناء توافق وطني يعزز من دوره في معالجة الأزمة السودانية.