السودانشئون عربية

السودان :قوات الدعم السريع تخلي معسكر زمزم من النازحين بالقوة وتسلمه لمرتزقة كولومبيين

توثيق فيديوهات ومعلومات تؤكد مشاركة مرتزقة كولومبيين في معارك الفاشر

كتب / د. هيام الإبس

في تصعيد خطير ينذر بتداعيات إنسانية وأمنية كارثية، أعلنت تنسيقية مقاومة الفاشر، أن قوات الدعم السريع أخلت معسكر “زمزم” للنازحين بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، من سكانه بالكامل، تحت تهديد السلاح، وحولته إلى قاعدة عسكرية متقدمة تستخدم لشن هجمات على المدينة.

وأكد بيان اللجنة الشعبية أن آلاف المدنيين أُجبروا على مغادرة المعسكر قسرًا، في خطوة وصفتها بأنها “انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف”، معتبرةً أن تحويل معسكرات النزوح إلى ثكنات عسكرية يمثل سابقة خطيرة تهدد حياة مئات الآلاف من النازحين.

مرتزقة كولومبيون داخل المعسكر

في تطور يكشف الأبعاد الدولية للصراع، كشف الجيش السوداني عن وجود مرتزقة كولومبيين يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع داخل معسكر زمزم، ونشر مقاطع مصورة تم العثور عليها في هواتف قتلى المرتزقة تُظهر تجولهم داخل المعسكر بين ركام المنازل وجثامين الضحايا.

وأكد محمد خميس دودة، المتحدث باسم المعسكر، أن قوات الدعم السريع سلمت المعسكر بالكامل لهؤلاء المرتزقة، بعد تشريد نحو 499 ألف نازح كانوا يقطنونه.

توثيق فيديوهات ومعلومات صادمة

أظهر توثيق مشترك للجيش السوداني والقوة المشتركة للحركات المسلحة، لقطات مصورة تُظهر المرتزقة الكولومبيين داخل معسكر زمزم، وتؤكد ضلوعهم في عمليات قتالية بمدينة الفاشر، وتم العثور على هذه الأدلة في الهواتف المحمولة الخاصة بالمرتزقة القتلى خلال معارك حديثة.

معارك عنيفة وخسائر فادحة

شهدت مدينة الفاشر خلال الأيام الماضية اشتباكات عنيفة، تمكنت خلالها الفرقة السادسة مشاة من صد هجوم واسع لقوات الدعم السريع على المحورين الشمالي الشرقي والجنوبي الغربي للمدينة.

وأسفرت هذه المعارك عن:

  • مقتل عدد من المرتزقة الكولومبيين.

  • أسر قائد عسكري كولومبي.

  • تدمير وحرق عدد من العربات القتالية.

  • تكبيد قوات الدعم السريع خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.

اعتراف كولومبي رسمي ومفاجآت التجنيد

في ديسمبر 2024، قدمت الحكومة الكولومبية اعتذارًا رسميًا عن تورط مواطنين كولومبيين في القتال بدارفور، خلال لقاء جمع وزيري خارجية السودان وكولومبيا. وأعربت السفيرة الكولومبية بالقاهرة عن صدمة بلادها، ووصفت مشاركة المرتزقة بأنها “غير مسؤولة”.

تحقيق صحفي أجرته منصة La Silla Vacía الكولومبية كشف أن 300 كولومبي جرى تجنيدهم للعمل كـ”حراس أمن” في مواقع نفطية، ليُفاجؤوا بأنهم في قلب المعارك السودانية. وأكد التحقيق أن عمليات التجنيد تمت عبر شركات أمنية إماراتية، ونُقل المقاتلون عبر ليبيا وتشاد إلى السودان.

تحالفات جديدة ومشاركة أجنبية

أكدت القوة المشتركة مشاركة قوات من الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، في الهجوم على الفاشر، إلى جانب الدعم السريع، ما يكشف عن تغير نوعي في التحالفات الميدانية.

كما أشارت تقارير إلى مشاركة مقاتلين أجانب من جنوب السودان وتشاد وإثيوبيا وكينيا، ضمن صفوف قوات الدعم السريع، في مؤشر واضح على الطابع الإقليمي والدولي للحرب.

الوضع الإنساني في الفاشر: كارثة مستمرة

تعيش مدينة الفاشر تحت حصار خانق منذ أكثر من 15 شهرًا، تفرضه قوات الدعم السريع، مما أدى إلى:

  • تفشي المجاعة بين السكان.

  • ارتفاع سعر جوال الدخن إلى قرابة 5 مليارات جنيه (1000 دولار أمريكي).

  • توقف “التكايا” التي كانت تقدم وجبات للمحتاجين.

ووفق مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، فإن الفاشر أصبحت على شفا كارثة إنسانية مع توقف إمدادات الغذاء وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين جراء المعارك والقصف المتواصل.

إحصاءات مروعة

  • 25 مليون سوداني مهددون بالمجاعة.

  • 13 مليون نازح داخليًا.

  • 1.5 مليون لاجئ خارج السودان.

  • 640 ألف طفل مهددون بسوء التغذية الحاد.

  • 149 حالة وفاة بالكوليرا تم تسجيلها بدارفور فقط.

الإمارات في دائرة الاتهام

توجه الحكومة السودانية اتهامات مباشرة إلى دولة الإمارات بدعم قوات الدعم السريع ماليًا وعسكريًا، وتسهيل تجنيد المرتزقة عبر شركات أمنية، أبرزها “المجموعة العالمية للخدمات الأمنية” التي تتخذ من الإمارات مقرًا لها، وفقًا لتقارير استقصائية موثقة.

نمط متكرر يشبه فاغنر

يشبّه مراقبون تورط المرتزقة الكولومبيين في السودان بنمط عمليات مجموعة “فاغنر” الروسية، حيث يجري استخدام المقاتلين الأجانب كأدوات في صراعات بالوكالة دون تورط رسمي للدول الداعمة، ما يعكس اتجاهاً عالمياً خطيراً في الحروب الحديثة.

نفي رسمي ودعاية مضادة

من جهتها، نفت قوات الدعم السريع عبر مستشار قائدها، الباشا طبيق، وجود أي مقاتلين أجانب في صفوفها، واعتبر المقاطع المصورة “دعاية كاذبة وفبركات إعلامية”، وهو ما نفته أدلة الجيش والمقاومة المحلية.

مخاوف من تفكك السودان

حذّر مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، من احتمال “تحول دارفور إلى دولة أمر واقع” حال استمرار سيطرة قوات الدعم السريع، وسط مؤشرات خطيرة على مخطط لتقسيم السودان.

غياب دولي وصمت أممي

ورغم فداحة المأساة، حذرت الأمم المتحدة من ضعف الاستجابة الدولية، مشيرة إلى أن خطة الإغاثة للسودان لعام 2025 والبالغة 1.8 مليار دولار لم يُموّل منها سوى 10% فقط، في ظل انشغال المجتمع الدولي بأزمات أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى