السودانشئون عربية

السودان.. مخاوف من سيطرة كتائب الإخوان على المشهد العسكري

كتبت: د. هيام الإبس

تصاعد المخاوف من دور كتائب الإخوان

أثار الظهور المتكرر لقائد “كتيبة البراء” المصباح طلحة وعدد من قادة كتائب تنظيم الإخوان داخل القصر الرئاسي في الخرطوم، قلقًا متزايدًا حول تصاعد نفوذ هذه الكتائب في المشهد العسكري والإعلامي. جاء ذلك بعد خروج قوات الدعم السريع من القصر يوم الجمعة، حيث ظهر قائد الكتيبة حاملاً علم السودان وسط تهاني من ضباط ومقاتلين.

يأتي ذلك وسط تنافس حاد بين الفصائل المسلحة المتحالفة مع الجيش، مما يثير المخاوف من مواجهات داخلية وصراع على السلطة، خاصة مع تنامي عدد الميليشيات التي تشكلت منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، والتي تجاوزت 11 مجموعة مسلحة.

تأثير التنافس المسلح على السودان

يرى المراقبون أن ظهور قيادات كتيبة البراء المتكرر يزيد من التوتر بين الفصائل المسلحة المتحالفة مع الجيش، مما قد يؤدي إلى نتائج كارثية في ظل تزايد التسلح القائم على أسس قبلية وجهوية ودينية.

ويحذر الباحث السياسي الأمين بلال من أن انتشار الفصائل المسلحة خارج المنظومة العسكرية النظامية يمثل الخطر الأكبر، حيث قد تندلع مواجهات بينها في إطار الصراع على السلطة. وأضاف:
“معظم هذه المجموعات المسلحة لا تقاتل من أجل حماية السودان، بل تسعى للحصول على النفوذ والسلطة، مستغلة الإعلام والتعبئة القبلية لكسب التأييد بدلاً من اللجوء إلى العمل السياسي والمدني.”

وفي السياق ذاته، أشار الناشط حسن الرضي إلى أن التنافس الإعلامي بين الميليشيات يعكس حقيقة الحرب، التي لم تكن صراعًا سياسيًا بل “نزاعًا بين مجموعات عسكرية تسعى للاستحواذ على السلطة بأي ثمن.”

محركات التنافس المسلح

بحسب المحللين، فإن المكاسب السياسية والسلطوية هي المحرك الأساسي لغالبية المجموعات المسلحة المتحالفة مع الجيش. وظهر هذا بوضوح في تصريحات القيادي بالحركة الإسلامية عبد الحي يوسف، الذي أكد في ندوة بإسطنبول، نوفمبر الماضي، أن “كتائب الإخوان التي تقاتل مع الجيش لها الحق في السلطة”.

كما أكد قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في مارس الجاري، أن كل من حمل السلاح وقاتل إلى جانب الجيش “سيكون شريكًا في أي مشروع سياسي بالبلاد”.

وحذر الصحفي والمحلل السياسي محمد المختار محمد من أن هيمنة كتيبة البراء على المشهد تتنافى مع القواعد العسكرية، حيث يجب أن تقتصر التصريحات الإعلامية حول العمليات العسكرية على ضباط متخصصين داخل الجيش. وأضاف:
“وجود مجموعات متطرفة مثل كتيبة البراء، وظهورها الإعلامي المكثف، يقدح في مهنية الجيش ويؤثر سلبًا على سمعته، خاصة في ظل اتهامات لها بارتكاب جرائم على طريقة داعش.”

تحذيرات من تهديدات إقليمية

في تطور آخر، حذر مبارك أردول، القيادي بالكتلة الديمقراطية، من اقتراب القوات الإقليمية الأوغندية من حدود السودان الجنوبية بحجة محاربة متمردي الجيش الأبيض في أعالي النيل. واعتبر أردول ذلك تهديدًا مباشرًا للأمن القومي السوداني، مشيرًا إلى أن هذه القوات قد تكون جزءًا من مؤامرة إقليمية تستدعي استعداد السودان لمواجهتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى