السودان: مطالب بالتحرك الفوري لحماية الحقوق المائية وتحذيرات من كارثة إنسانية في كادقلي

Table of Contents
Toggleصمت رسمي تجاه إعلان افتتاح سد النهضة
كتبت: د. هيام الإبس
وسط تجاهل حكومي مثير للقلق، التزمت السلطات السودانية الصمت إزاء إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، عن افتتاح «سد النهضة» رسميًا في سبتمبر المقبل، بعد انتهاء موسم الأمطار، دون أي رد فعل من رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس أو وزارة الري.
ورغم تحفظ السودان سابقًا على إجراءات ملء وتشغيل السد وتوقف التفاوض مع الجانب الإثيوبي، إلا أن الخبير الدولي في قانون المياه، د. أحمد المفتي، دعا إلى تحرك سوداني عاجل لحماية الحقوق المائية على نهر النيل، محذرًا من مغبة التراخي في مواجهة الخطوات الأحادية لأديس أبابا.
آبي أحمد يدعو مصر والسودان لحضور الافتتاح
كان رئيس الوزراء الإثيوبي قد أعلن أمام البرلمان في 3 يوليو الجاري عن دعوة رسمية لحكومتي مصر والسودان لحضور حفل افتتاح السد، واصفًا الحدث بـ”التاريخي”، ومؤكدًا أنه “لن يُلحق أي ضرر بمصالح البلدين”.
لكن المفتي وصف هذه الدعوة بأنها محاولة لتقنين الخطوات الأحادية، مشيرًا إلى أن إثيوبيا لم تلتزم باتفاق المبادئ الموقع في مارس 2015، والذي ينص على ضرورة التوافق حول قواعد الملء والتشغيل. كما رفضت أديس أبابا الاعتراف باتفاقية 1959 التي تحدد حصص مياه النيل بين السودان ومصر.
سد النهضة يهدد الأمن المائي للسودان
يقع السد على النيل الأزرق، على بعد 15 كيلومتراً فقط من الحدود مع السودان، وعلى مقربة من «سد الروصيرص» الحيوي. وأكد المفتي أن بناء السد دون اتفاق ملزم من شأنه أن يُحدث تغييرات كارثية على حصص السودان ومصر، مشددًا على أن إثيوبيا تسعى للتحكم الكامل في مياه النيل.
تحذيرات أممية من كارثة إنسانية تلوح في كادقلي
في تطور مأساوي، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” تعليق جميع أنشطتها في مدينة كادقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، بسبب توقف الإمدادات وصعوبات لوجستية حادة، مما أثار مخاوف من حدوث مجاعة وشيكة.
توقف رحلات “يونيسفا” يعمّق الأزمة
توقف الدعم الجوي المقدم من بعثة الأمم المتحدة “يونيسفا”، والذي كان يُعد الشريان الأساسي لتوصيل المساعدات، شكل ضربة قاسية للعمل الإنساني. وأشارت مصادر داخل المنظمة إلى أن ارتفاع تكلفة تشغيل الطيران كان السبب الرئيسي لإيقاف الرحلات.
المدينة بلا غذاء ولا دواء
تعاني كادقلي من شح بالغ في المواد الغذائية والأدوية والمياه، مع تصاعد الأسعار بشكل غير مسبوق. وحذّرت مصادر محلية من انتشار الأمراض وارتفاع معدلات الجوع، في ظل غياب الدعم الدولي وعجز المنظمات الإنسانية عن الوصول إلى المدينة المنكوبة.
تحذيرات من موجة نزوح جماعي
نبهت منظمات مدنية وشخصيات محلية إلى أن استمرار الوضع الحالي قد يدفع إلى موجة نزوح واسعة من المدينة، داعين المجتمع الدولي والبعثات الأممية لإيجاد بدائل عاجلة تُمكّن من استئناف العمل الإنساني.
مطار الخرطوم يستعد للعودة إلى الحياة
بعد أكثر من عامين من التوقف جراء الحرب، بدأت الخطوات الجادة لإعادة تشغيل مطار الخرطوم الدولي، الميناء الجوي الأكبر في السودان، رغم الدمار الكبير الذي خلفته المواجهات العسكرية في محيط القيادة العامة.
إنهاء الإجازات وعودة العاملين
أعلنت شركة مطارات السودان في 8 يوليو الجاري إنهاء الإجازات المفتوحة للعاملين، وبدء الاستعدادات لمرحلة إعادة الهيكلة التشغيلية، وسط أعمال صيانة مكثفة للمدرج والمنشآت المتضررة.
تقديرات الخسائر تتجاوز 2.7 مليار دولار
قدّرت الخسائر الأولية لإعادة تأهيل المطار بنحو 2.7 مليار دولار، بينما تشير تقديرات أخرى إلى أن الرقم قد يصل إلى 700 مليون دولار، في ظل الحاجة إلى بناء صالات جديدة ومدارج محدثة.
السعودية تدخل على خط الدعم
أعلن وزير المالية السوداني، جبريل إبراهيم، عن تقديم السودان طلب دعم رسمي إلى السعودية لإعادة تشغيل المطار، خلال زيارة وفد سعودي رفيع المستوى إلى بورتسودان.
خطط طموحة لتوسعة وتطوير المطار
تشمل المقترحات إنشاء صالة جديدة بطول 1000 متر، وتوسعة المدرج، وبناء مخازن وقود تحت الأرض، وتحديث البنية الأمنية. واعتبر مسؤولون في قطاع الطيران أن هذا المشروع يمثل فرصة لمعالجة المشكلات الهيكلية التي طالما عانى منها المطار.