السودان

السودان يدعو لتصنيف “الدعم السريع” منظمة إرهابية ومحاسبة قادتها بعد مجازر الفاشر

كتبت – د. هيام الإبس

 

تطورات دامية تعيشها مدينة الفاشر بإقليم دارفور، حيث تدور أعنف المعارك في السودان، في وقت تزداد فيه المخاوف من “تصعيد مروع” في المدينة التي تُعاني من المجاعة، وتأثير هذه التطورات على ثالث أكبر بلد في أفريقيا

أكد وزير الثقافة والإعلام والسياحة السوداني، خالد الأعيسر، أن موقف الحكومة الرسمي ينسجم مع تطلعات الشعب، داعياً إلى تصنيف قوات “الدعم السريع” كمنظمة إرهابية ومحاسبة قادتها على ما وصفه بارتكابهم جرائم وقتل المدنيين.

وأوضح الوزير، في تصريحات رسمية، أن الوزارة على علم بحملة إلكترونية مبرمجة تستهدف عملها ونشاطها، منوهاً إلى أن ما صدر عن الوزارة من بيانات متتالية ومؤتمرات صحفية ومقابلات إعلامية يهدف إلى توضيح الحقيقة للرأي العام السوداني، مؤكداً أن هذه الحملات الخارجية “فارغة المحتوى وتخدم أجندات العملاء والمرتزقة”.

وأشار الأعيسر إلى أن دور الوزارة يقتصر على نقل الأحداث والمعلومات، وليس إصدار بيانات حول الأنشطة العسكرية أو الميدانية، مؤكداً أن أي بيانات من هذا النوع تصدر عن الجهات المختصة وفق الصلاحيات الأمنية والرسمية.

وأضاف الوزير أن الوزارة ستواصل عملها الإعلامي في كشف ومحاربة أجندات الخارج والعملاء حتى تحقيق “النصر الكبير على الميليشيات وأعوانها”.

إجراء مفاجئ: السودان يستدعي ويطرد قيادات برنامج الغذاء العالمي

من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية السودانية، اعتبار كل من لوران بوكيرا، مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي في السودان، وسمانثا كاتراج، مديرة قسم العمليات الإنسانية، أشخاصًا غير مرغوب فيهما، وأمهلتهما 72 ساعة لمغادرة البلاد، وفق ما ذكرت وكالة السودان للأنباء الرسمية (سونا).

وجاء القرار عقب استدعاء المسؤولين الأمميين إلى مقر الوزارة، حيث أبلغا رسمياً بموقف الحكومة، دون الكشف عن الأسباب وراء هذا الإجراء.

وأكدت الوزارة أن القرار لا يؤثر على استمرار التعاون مع برنامج الغذاء العالمي، مشددة على حرص السودان على العمل مع كافة المنظمات الدولية وفق القوانين والنظم الدولية، مع احترام سيادة الدولة.

ويأتي هذا الإعلان في وقت حساس على الصعيد الإنساني، وسط مخاوف من تأثيره على برامج الإغاثة والمساعدات الدولية، خاصة مع تصاعد الوضع الإنساني في مناطق دارفور عقب سيطرة قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من مدينة الفاشر.

وفي سياق متصل، أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن قلقه البالغ حيال التقارير التي تفيد بارتكاب انتهاكات جسيمة وفظائع في الفاشر، محذراً من خطر تصاعد أعمال العنف بدوافع قبلية، وداعيًا إلى وقف الأعمال العدائية فوراً وفتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية.

قوات الدعم السريع ذراع لإسرائيل في السودان

من جهته، أعلن وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم محمد إن ما تشهده البلاد من أحداث «يأتي ضمن مخططات إسرائيل لإعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد»، مؤكداً أن السودان ليس بمعزل عن ما يجري في سوريا وفلسطين ولبنان.

وأضاف الوزير، في تصريحات رسمية، أن قوات الدعم السريع تمثل أحد أذرع الاحتلال الإسرائيلي في الحرب الدائرة بالمنطقة، مشيراً إلى أن ما يحدث يتجاوز الصراع الداخلي، ويدخل في إطار مشروع إقليمي يستهدف تقسيم وإضعاف الدول العربية.

وتمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على مقر الفرقة السادسة مشاة في مدينة الفاشر، عقب حصار استمر نحو عام ونصف. وكانت الفاشر تمثل آخر نقطة ارتكاز للجيش السوداني في إقليم دارفور قبل سقوطها، بعد أن فرضت قوات الدعم السريع نفوذها على مقرات الحاميات والفرق العسكرية في ولايات غرب وجنوب وشرق ووسط دارفور خلال عام 2023.

ويعيد هذا التحول الميداني رسم خارطة السيطرة العسكرية في الإقليم، ويطرح تحديات جديدة أمام جهود التهدئة والمصالحة الوطنية في السودان، وسط مخاوف من تصاعد التوترات في المنطقة.

الفقي: التدخل العسكري المصري في السودان وشيك

أكد الدكتور مصطفى الفقي، المستشار السياسي والإعلامي، أن مصر قد تتخذ قرارًا بالتدخل العسكري في السودان حال وقوع خطر يهدد الأمن القومي المصري.

وأضاف الفقي خلال لقائه في برنامج “يحدث في مصر” الذي يقدمه الإعلامي شريف عامر عبر فضائية “MBC مصر”، مساء الثلاثاء، أن الدستور يلزم الرئيس بالحفاظ على الحدود، وأن أي تهديد محتمل للأمن القومي قد يستدعي اتخاذ خطوات حاسمة.

وأوضح الفقي أن الأنظمة المصرية أهملت السودان بشكل تلقائي بعد عام 1952، مشيراً إلى أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بارك استقلال السودان لأنه لم يكن أمامه خيار آخر.

وشدد على ضرورة زيادة الاهتمام المصري بالسودان من خلال العودة إلى المبادئ الأساسية في العلاقات الثنائية.

ودعا الفقي إلى التخلي عن ما وصفه بـ”فكرة الاهتمام الموسمي بالدول الإفريقية”، مؤكداً أن التواصل بين مصر والسودان في السنوات الأخيرة اقتصر على ملفات محددة، أبرزها مياه النيل، سد النهضة، واسترداد الحقوق.

وعن تصريحات قائد مليشيا الدعم السريع، حميدتى، بشأن قصف مطارات دول مجاورة، رأى الفقي أن هذه التصريحات يجب استقبالها بعدم اهتمام، لأن سحقه أمر سهل، مشدداً في الوقت نفسه على أن مصر تاريخيًا دولة لا تتدخل في شؤون الآخرين، وتحظى باحترام سياسي كبير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى