السودانشئون عربية

السودان يرحب بالبيان الأممي الرافض لتشكيل حكومة موازية وتزايد الدعم الدولي للشرعية

زيارة مفاجئة للبرهان في شرق النيل تحمل رسائل سياسية وأمنية

كتبت: د. هيام الإبس

رحّبت وزارة الخارجية والتعاون الدولي السودانية بالمواقف الدولية والإقليمية التي رفضت إعلان قوات الدعم السريع تشكيل ما يسمى بـ”حكومة تأسيس” في مدينة نيالا، ووصفت الخطوة بأنها “محاولة غير شرعية خارج إطار مؤسسات الدولة”.

وأوضحت الوزارة في بيانها أن العديد من الدول الصديقة والجهات الدولية عبّرت عن دعمها الكامل للسلطة الشرعية في السودان وتمسكها بوحدة أراضيه، مؤكدة أن ما جرى لا يمثل الإرادة الشعبية ولا يستند إلى أي غطاء قانوني أو دستوري.

وأشادت الخارجية السودانية بما وصفته بـ”الموقف المسؤول” من المجتمع الدولي تجاه سيادة السودان واستقلاله، معربة عن تطلعها لمزيد من التنسيق والتعاون مع تلك الدول.


لقاء سوداني مصري لتعزيز التنسيق ومواجهة التحديات المشتركة

في سياق متصل، التقى السفير عمر صديق، وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية، بسفير مصر لدى الخرطوم السفير هاني صلاح، حيث ناقش الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتنسيق الإقليمي.

وأعرب الجانب السوداني عن امتنان القيادة السياسية للدعم المصري المتواصل في المحافل الدولية، مشيرًا إلى أن القاهرة لعبت دورًا محوريًا في الدفاع عن استقلال السودان ووحدة ترابه، خاصة في ظل تصاعد التحديات الإقليمية والدولية.


خلافات الرباعية تؤجل جولة وقف إطلاق النار

وفي تطور دبلوماسي لافت، أعلنت الخارجية الأمريكية تأجيل الجولة الجديدة من اجتماعات “الرباعية الدولية” المعنية بالأزمة السودانية، والتي تضم مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة، بسبب تباينات حادة حول الترتيبات الانتقالية.

وأكدت مصادر دبلوماسية أن مصر طالبت بإشراك الجيش السوداني في المرحلة الانتقالية، في حين رفضت الإمارات مشاركة الجيش والدعم السريع معاً، ما أدى إلى تأجيل الاجتماع إلى سبتمبر المقبل، بحسب تصريحات السفير المصري في واشنطن عمر زهران.


تصاعد القتال في كردفان… ومئات القتلى ونزوح جماعي

أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن ولايات كردفان الثلاث تشهد منذ مطلع العام تصاعدًا كبيرًا في العمليات العسكرية بين الجيش السوداني والدعم السريع، مما أسفر عن مقتل المئات ونزوح جماعي وانهيار شبه كامل للخدمات الأساسية.

وقال دانيال أومالي، رئيس بعثة الصليب الأحمر في السودان، إن “90% من المدنيين فرّوا من بعض المناطق”، محذرًا من خطر الألغام ومخلفات الحرب على حياة السكان، خصوصًا العائدين.

وأضاف أن موجات النزوح في كردفان ازدادت بفعل تبدّل خطوط المواجهة، مؤكدًا أن المناطق المتضررة تواجه عزلة تامة ونقصًا حادًا في الإمدادات الطبية والغذائية، وسط تحذيرات من تفشي الكوليرا بسبب موسم الأمطار وسوء الصرف الصحي، حيث تم تسجيل أكثر من 7800 حالة إصابة.


الجيش يوسّع سيطرته وتراجع في نفوذ الدعم السريع

أكدت تقارير ميدانية أن الجيش السوداني وسّع نطاق سيطرته خلال الأشهر الماضية، ليشمل الخرطوم وولاية النيل الأبيض، فيما تقلصت مناطق نفوذ الدعم السريع إلى أجزاء من شمال وغرب كردفان، وجيوب في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وبعض ولايات دارفور.

وبحسب إحصاءات الأمم المتحدة، فإن الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، في حين تشير دراسات مستقلة إلى أن العدد قد يصل إلى 130 ألف قتيل، إضافة إلى نزوح أكثر من 15 مليون شخص داخل وخارج البلاد.


مؤشرات على عودة تدريجية للنازحين رغم هشاشة الأوضاع

أعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عن عودة أكثر من 1.3 مليون نازح إلى ولاياتهم الأصلية، خاصة في الخرطوم، الجزيرة وسنار، معتبرة أن ذلك يُعد مؤشرًا على تحسن نسبي في بعض المناطق.

وأكدت المفوضية أن وتيرة العودة الطوعية تتزايد رغم تحديات التمويل، داعية المجتمع الدولي إلى زيادة الدعم الإنساني لإعادة الإعمار وتثبيت الاستقرار، مشيرة إلى أن بعض المناطق شهدت استئنافًا محدودًا للخدمات العامة.

في المقابل، حذر مراقبون من الإفراط في التفاؤل، مؤكدين أن عودة المدنيين لا تعني نهاية الأزمة، بل تتطلب دعمًا دوليًا طويل الأمد لإعادة البناء وضمان الاستقرار المجتمعي.


زيارة مفاجئة للبرهان في شرق النيل 

في خطوة ميدانية لافتة، أجرى رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان زيارة مفاجئة إلى منطقة عد بابكر بشرق النيل في ولاية الخرطوم، حيث التقى الأهالي واستمع إلى شكاواهم بشأن انقطاع الكهرباء والمياه وتدهور الخدمات الأساسية.

وتُعد هذه الزيارة ذات طابع رمزي وأمني، خصوصًا وأن المنطقة كانت من بؤر التوتر الأمني خلال الأشهر الماضية. واعتبر مراقبون أن الزيارة تهدف إلى تعزيز حضور الدولة في المناطق المتأثرة بالنزاع، وإيصال رسالة مفادها أن إعادة الإعمار ستبدأ من داخل المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الدولة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى