الصراط المستقيم

السيرة النبوية (٣٧) حرب التجويع والإبادة للنبى وأصحابه

بقلم.د/ محمد النجار

ذكرنا في الحلقة (36) ماذا كانت تريده قريش من مفاوضاتها مع النبي صلى الله عليه وسلم مقابل تنازلها له عن المال والمُلك والجاه؟

كانت قريش تعلم أنه لو عَرف الناس هذا الدين ، و لو صلح أمر الناس باعتناقهم له، لأدركوا تلقائيا وعرفوا حقيقة وضع حكومة قريش ، وأنها حكومة غير شرعية، وتخالف الإسلام، فتسقط تلك الحكومة تلقائياً ، ويزول مُلك هؤلاء الحكام الطغاة والجبابرة . لذا ليس أمامهم من حيلة إلا بأن يتوقف محمد عن الدعوة، ويتوقف عن تبليغ الناس بهذا الدين .
إنها الدعوة المضادة التي لا تلتقي ولا تتوافق مع دين الله .. محمد يدعو الناس الى دين الله وتوحيده ، وقريش تدعو محمد للتوقف عن دعوته حتى لا يتبعه الناس ويزيلون عرش الطغاة .
فكان الموقف يتراءى لبعض حكماء قريش بأن تتم محاولة التفاوض مع محمد صلى الله عليه وسلم لكف الدماء وتنقية اجواء الاحتقان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وذوي قرابتهم ، فكان ذلك الموقف من (((عتبة بن ربيعة ))) للتشاور مع قريش في التفاوض مع النبي مباشرة .
أبو طالب يشم رائحة الشر من المشركين
انتهت محاولات قريش ومغرياتها بكل ما تملكه من مال وجاه وسلطان قدمته للنبي صلى الله عليه وسلم مقابل تنازله عن دين الله ، لكن كيف يتنازل عن نور الله الذي تستقيم به حياة البشرية مقابل حطام الدنيا ليسعد به أشرار الارض ويتحكمون به في مصائر البشر وحرياتهم وأرزاقهم . إنها الدعوة الربانية لتحرير الانسان من عبودية الانسان وطين الارض لعبودية الله مالك الملك .
اشتم ابو طالب رائحة الشر من المشركين على ابن أخيه بعد فض المفاوضات وفشلها وعدم استسلام النبي لأشرار الارض . ويفكر أبو طالب ويتساءل : نعم !! أسلم الأشاوس حمزة وعمر رضي الله عنهما

لكن ما ذا يُغني حمزة و عمر لو أن ا لمشركين انقضوا على ابن أخيه بغتة فقتلوه ؟؟
وقد وصل خبر مؤامرة قريش بقتل النبي صلى الله عليه وسلم الى عمه أبي طالب ، فعقد اجتماعا عاجلا ، ونادى بني عبد مناف أن يناصروه في منع النبي وحمايته ، ولم يجبه من بني عبد مناف إلا بنو المطلب الذين كانوا مع بني هاشم جاهلية واسلاما ، وقرروا – بنو هاشم وبنو المطلب – الحماية والدفاع عن محمد صلى الله عليه وسلم . ولجأ كل بني هاشم وبني المطلب مسلمهم وكافرهم الى شعب أبي طالب ، وتجمعوا حتى يكونوا جميعا حول النبي صلى الله عليه وسلم لحمايته من كفار قريش .

وكان بنو هاشم جميعا مع أبي طالب إلا (( أبا لهب )) الذي أبى إلا أن يكون مع قريش في طغيانها وفيما أرادت بابن أخيه.
ورد في الكامل في التاريخ :
لما رأى بنو هاشم وبنو عبدالمطلب تلك الصحيفة التي تعاقدت مكة وحلفاؤها ، انضموا الى ابي طالب ، ودخلوا معه في شعب أبي طالب واجتمعوا معه إلا أبو لهب بن عبدالمطلب الذي انضم لقريش ، فلقى هندا بنت عتبة، فقال لها : كيف رأيتِ نصريَ اللات والعزى؟؟

فردت عليه هند بنت عتبة : لقد أحسنت. فأقاموا على ذلك سنتين أو ثلاثا، حتى جهدوا ، لا يصل الى احد منهم شئ إلا سرا .

تحالف المقاطعة الاقتصادية الإجرامي رغم الشهر الحرام

كان العُرف والدستور السائد في جزيرة العرب وخاصة عند قريش في مكة هو المحافظة على السلام والكف عن العدوان والقتال والأذى في الأشهر الحرم ، وها هو شهر ذي الحجة ذلك الشهر الحرام في البلد الحرام يجتمع المشركون فيه حول كيفية تحقيق اقصى اذى لبني هاشم وبني عبدالمطلب ! فكيف يتفق الشهر الحرام مع ذلك الأذى الذي تضمره قريش لمحمد وعشيرته؟؟ وكيف يكون في مكة البلد الحرام ويجتمعون على قتل محمد وتدمير قبيلته ؟؟ لكن الطغاة والجبابرة ليس لهم دستور أو ميثاق، فدستورهم هو مصالحهم التي يقدمونها على كل الدساتير والقوانين والأعراف ، فلا يحترمون مبادئ ، ولا يعظمون قوانين.
فقد عقد كفار مكة اجتماعا طارئا عاجلا – مقابل اجتماع أبي طالب مع بني عبد مناف – واستحدثوا قانونا جديدا لحرب النبي صلى الله عليه وسلم وبني هاشم وبني عبدالمطلب ، وسلاحا جديدا ((سلاح الحصار والتجويع الجماعي )) الذي يخالف كل أعراف وتقاليد وقيم مكة السابقة…. لكن لا ضير اذا كان هذا القانون الجديد من عند انفسهم وبأيديهم تغييره وقتما شاءوا ليحقق اهدافهم ومصالحهم حتى لو كان ذلك القانون يخالف أعراف وقيم الشهر الحرام .
نصوص قانون المقاطعة :
نص هذا القانون على أن يلتزم أهل مكة بكاملهم بمقاطعة بني عبد مناف كالتالي :
1. لا يزوجوهم ، ولا يتزوجوا منهم .
2. لا يبايعوهم ، ولا يبيعون لهم (أي لا يشترون منهم ولا يبيعون لهم).
3. لا يجالسوهم ولا يخالطونهم ولا يدخلوا بيوتهم.
4. لا يقبلوا من بني هاشم وبني المطلب أي صلح.
5. لا يدعوا شيئا من اسباب الرزق يصل اليهم.
6. لا تأخذهم رأفة ببني هاشم وبني عبدالمطلب حتى يُسلموا لهم محمدا (صلى الله عليه وسلم)ليقتلوه.
7. تعليق الصحيفة في جوف الكعبة.
ثم تعاهدوا وتواثقوا على ذلك ، ثم علقوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيدا على أنفسهم .
فكان الشرط الواضح لفك هذا الحصار هو تسليم محمد حيا لزعماء الكفر بمكة ليقتلوه والتخلص منه نهائيا.

تنفيذ المقاطعة والتجويع والإبادة الجماعية
بدأ تنفيذ الحصار والمقاطعة في أول ليلة من ليالي المحرم في السنة السابعة من البعثة ، وقد تم قطع الطعام عن بني هاشم وبني عبدالمطلب ، فلا بيع وشراء ، وكان القرشيون يرفعون أسعارهم حتى لا يستطيع المحاصرون شراء احتياجاتهم من الطعام ومستلزمات الاطفال حتى وصل بهم الاضطرار الى أكل ورق الشجر والجلود وكانت اصوات النساء والاطفال تتعالى صراخا من شدة الجوع .
يقول سعد بن ابي وقاص : لقد جُعْت حتى إني وطئت ذات ليلة عل شئ رطب ، فوضعته في فمي وبلعته ،وما ادري ما هو الى الآن .
يقول الزهري :
“إن المشركين اشتدوا على المسلمين أشد ما كانوا ، حتى بلغ المسلمين الجهد ، واشتد عليهم البلاء ، وجمعت قريش في مَكْرِها أن يقتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم علانية . فلم 

نقض الصحيفة
وبلاء هشام بن عمرو في نقض الصحيفة :
انقضت ثلاث سنوات على ذلك الحصار الغاشم الذي تسبب في مرض الكبار ووفاة الاطفال والصغار ، وحملت ايامه الآلام والأحزان ، وشاء الله ان تنتهي تلك المقاطعة الرهيبة على يد احد المشركين من بني عامر بن لؤي – (هشام بن عمرو) – ، وهو ليس من بني هاشم ولا بني المطلب . لقد حاك في صدره ألم الاطفال المحرومين من الطعام ، فكيف يأكل اطفاله وينام اطفال المحاصرين جوعى وعطشى ؟ وكيف يشبع وينام والنساء وكبار السن وغيرهم في الشعب لا يجدون ما يطفئ ظمأهم ويكسر جوعتهم؟ لقد تألم كثيرا ((عمرو بن هشام)) ، فكان يحمل الطعام سرا الى شعب ابي طالب ، “كان يأتي بالبعير وبنو هاشم وبنو المطلب في الشعب ليلا ، قد اوقره طعاما حتى اذا بلغ به فم الشعب خلع خطامه من رأسه ثم ضرب على جنبيه فدخل الشعب عليهم ” ،وظل فترة من الزمان على ذلك ، لكنه وجد ان هذا ليس كافيا ، بل عليه ان يعمل كل ما في وسعه لإلغاء هذا الحصار وفك تلك المقاطعة الجائرة ، لكن قبيلته ليست بالحجم التي تساعده في فك الحصار ، فكان لابد له من البحث عن قبائل واشخاص آخرين يساعدونه في فك ذلك الحصار .
هشام بن عمرو.. يبحث عمن يسانده لفك الحصار
(جهد لا يعرف اليأس)
قال ابن اسحاق :
بينما كان بنو هاشم ، وبنو المطلب في منزلهم الذي تعاقدت فيه قريش عليهم في الصحيفة التي كتبوها ، ثم إنه قام في نقض تلك الصحيفة التي تكاتبت فيها قريشٌ على بني هاشم وبني المطلب نفرٌ من قريش ، ولم يبل فيها أحد أحسن من بلاء ((هشام بن عمرو)) بن ربيعة بن الحارث بن حُبيب بن نضر بن (جزيمة) ، وذلك لأنه كان ابن أخي نَضْلة بن هاشم ابن عبد مناف لأمه ، فكان هشام لبني هاشم واصلا ، وكان ذا شرف في قومه ،فكان يأتي بالبعير ، وبنو هاشم وبنو المطلب في الشعب ليلا ، قد أوفره طعاما ، حتى أذا اقبل به فم الشعب خلع خطامه من رأسه ، ثم ضرب جنبه ، فيدخل الشعب عليهم ثم يأتي به قد أوفره برا ، فيفعل به مثل ذلك.
جُهد هشام لضم زهير ابن امية لفك الحصار
قال ابن اسحاق :
مشى هشام بن عمرو الى (زهير بن أمية ابن عاتكة بنت عبدالمطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم) .
فقال هشام بن عمرو : يا زهير .. أقد رضيتَ أن تأكلَ الطعامَ ، وتلبسَ الثيابَ ، وتَنكِح النساءَ ، وأخوالُك حيثُ قد علمتَ ، لا يُباعون ولا يُبتاع منهم ، ولا يَنكحون ولا يُنكح اليهم ؟ أما إني أحْلِفُ بالله أن لو كانوا أخوال أبي الحكم بن هشام (ابو جهل) ، ثم دعوتَه الى (مثل) ما دعاك إليه منهم ، ما أجابك إليه أبدا ؟؟
قال زهير : ويحك يا هشام ! فماذا أصنع؟ إنما أنا رجل واحد ، والله لو كان معي رجلٌ آخر لقُمْت في نقضها حتى أنقضها.
فقال هشام بن عمرو : قد وجدت رجلا.
فقال زهير : فمن هو ؟
قال هشام بن عمرو : أنا .
فقال زهير : أبْغنا رجلا ثالثا .
سعي هشام في ضم المُطْعِم بن عدي
ذهب هشام بن عمرو الى المُطْعِم بن عدي (بن نوفل بن عبد مناف ) فقال له : يا مُطْعِم.. أقد رضيت أن يهلك بطنان من بني عبد مناف ، وأنت شاهدٌ على ذلك ، موافق لقريش فيه؟ أما والله لئن أمكنتموهم من هذه لتجدنهم إليها منكم سراعا !!!
فرد مُطْعِم قائلا : ويحك يا هشام !!! ماذا أصنع ؟؟ إنما أنا رجلٌ واحد .
قال هشام : قد وجدت ثانيا .
قال مُطْعِم : مَنْ هو ؟
قال هشام : أنا .
قال مُطْعِم : أبْغنا ا ثالثا.
قال هشام : قد فعلتُ.
قال مطعم : من هو ؟؟؟
قال هشام : زهير بن أبن أمية .
فقال مطعم : أبْغنا رجلا رابعا .
سعي هشام لضم أبي البحتري بن هشام
فذهب هشام الى البختري بن هشام ، فقال له نحوا مما قال للمطعم بن عدي .
فقال ابو البختري : وهل من أحد يُعين على هذا ؟؟
قال هشام : نعم ، فقال من هو ؟؟
فأجاب هشام بن عمرو : زهير ابن ابي اميه ، والمطعم بن عدي ، وأنا معك ، قال أبغنا خامسا .
سعي هشام بن عمرو لضم زمعة بن الاسود بن المطلب بن اسد
ذهب هشام بن عمرو الى زمعة بن الاسود بن المطلب بن اسد ، فكلمه ، وذكر قرابتهم وحقهم ، فقال له : وهل على هذا الأمر الذي تدعوني إليه من أحد ؟؟؟
فقال هشام بن عمرو : نعم ، وسمى له القوم .
الاجتماع لفك الحصار :
اجتمع هشام بن عمرو مع رفاقه الخمسة ليلا عند خطم الحجون أعلى مكة :
هشام بن عمرو (من بني عامر بن لؤي)
زهير بن ابي أمية المخزومي ( من قبيلة أبي جهل – أمه عاتكة بن عبدالمطلب)
المطعم بن عدي
ابو البختري بن هشام
زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد
وتعاقد الخمسة على نقض الصحيفة ، فقال زهير بن امية : أنا أبدأكم فأكون أول من يتكلم ، ووافقوا على ان يكون المتحدث الاول هو زهير بن امية المخزومي . (الرحيق المختوم ص111)
فلما أصبحوا غدوا إلى أندية قريش في المسجد الحرام ، وغدا زهير وعليه حلة ، فطاف بالبيت سبعا ، ثم أقبل على الناس فقال : يا أهل مكة ! أنأكل الطعام ، ونلبس الثياب ، وبنو هاشم هلكى ، لا يبتاعون ولا يُبتاع منهم ، والله لا أقعد حتى تُشق هذه الصحيفة الظالمة القاطعة
فقال أبو جهل وكان في ناحية المسجد : كذبت ، والله لا تشق .
فقال زمعة : أنت والله أكذب ، ما رضينا كتابتها حين كتبت .
فقال أبو البختري : صدق والله زمعة ، لا نرضى ما كتب فيها ولا نقربه .
قال المُطعم بن عدي : صدقتما وكذب من قال غير ذلك ، نبرأ الى الله منه ومما كتب فيها
قال هشام بن عمرو نحوا من ذلك.

فقال أبو جهل : هذا أمر قضي بليل ، وتشوروا فيه بغير هذا المكان .

اشتعال أزمة الحصار وفكها بمعجزة النبي :
تأزم الموقف بين هؤلاء الخمسة رجال الذين سعوا في نقض الصحيفة وبين أبي جهل زعيم مكة ومعه كثير من زعمائها ، وظهرت بوادر ازمة كبيرة في مكة ، فكانت ارادة الله ان تنتهي هذه الازمة بمعجز ، فأوحى الله الى نبيه أن الأَرَضَةَ ((دودة الأرض)) قد اكلت الصحيفة ولم تترك منها سوى اسم الله ، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب الذي سارع الى نادي قريش وقد رأى الحوار الساخن بين الرجال الخمسة وبين أبي جهل ، فأخبرهم بما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال لهم : ” فإن كان كاذبا خلينا بينكم وبينه ، وإن كان صادقا رجعتم عن قطيعتنا وظلمنا “.
فقال زعماء قريش في المسجد الحرام : “قد انصفت يا أبا طالب”.
وذهبوا الى الصحيفة في جوف الكعبة ، فوجدوها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، قد أُكلت بكاملها ما عدا اسم الله “باسمك اللهم ” .
فلم يكن بعد ذلك من خيارات امام زعماء قريش بعد رؤيتهم آية عظيمة من آيات نبوته إلا نقض الصحيفة وانهاء المقاطعة التي دامت ثلاث سنوات كاملة ، وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم ومَنْ معه مِن الشِعْب .
وفي رواية ، قال ابو طالب :
إن ابني اخبرني – ولم يكذبني- أن الله عز وجل برئ من هذه الصحيفة التي في ايديكم ، وأنه محا كل اسم له فيها ، وترك فيها غدركم وقطيعتكم ، فإن كان ما قال حقا ، فو الله لا نسلمه إليكم حتى نموت عن آخرنا ، وإن كان الذي يقول باطلا ، دفعناه لكم فقتلتموه ، أو استحييتموه ، قالوا رضينا ، ففتحوا الصحيفة فوجدوها كما أخبر .وخرج بنو هاشم من شعبهم ، وخالطوا الناس ، وكان خروجهم في سنة عشر من النبوة .
شُلت يد كاتب الصحيفة: دعا النبي صلى الله عليه وسلم على كاتب الصحيفة الظالمة التي آذت المحاصرين ايذاءً شديدا ، وكان الذي تولى كتابة الصحيفة الظالمة منصور بن عكرمة ، فَشُلت يده وصار عبرة للعالمين .
بهذا أختم الحلقة (37) ونلتقي معكم الاسبوع القادم بإذن الله في الحلقة (38) مع فقه السيرة وظلال النبوة مع ملاحظة احتفاظي بالمراجع لعدم امكانية نشرها في الجريدة في الوقت الحاضر..
اسأل الله ان يكتب لنا ولكم الاجر ” صدقة جارية” عن نشر سيرة وفقه أعظم نبي ورسول صلى الله عليه وسلم وان يجمعنا به صحبة في الفردوس الاعلى من الجنة .
اخوكم د. محمد النجار (20/07/2018) الجمعة 07ذوالقعدة 1439هـ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.