السيرة النبوية (23) قدم مصعب بن عمير تقطر دما

بقلم : الدكتور محمد النجار

ذكرنا في الحلقة السابقة(22) اضطرار المسلمين الاوائل الى الهجرة وترك الوطن بعد أن ذاقوا العذاب من طغاة قريش واختار النبي الحبشة التي وصفها  النبي بأنها (( أرضُ صدق)) لتكون مهجرا  لهم لعدالة ملكها النجاشي الذي وصفه النبي بأنه(( لا يُظلمٌ عندهُ أحدٌ)) .ونبدأ الحلقة (23) بعنوان (قدم مصعب  بن عمير تقطر دما )..

الدفعة الاولى من المهاجرين الى الحبشة ( الهجرة الاولى الى الحبشة )

سرعان ما نفذ المؤمنون وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة الى ارض الحبشة وكانت الدفعة الاولى من المهاجرين من قبائل مختلفة  ، منهم :

1-عثمان بن عفان وزوجته  رقية بن رسول الله صلى الله ص322 سيرة بن هشام عليه وسلم (من بني أميه )

2-ابوحذيفة بن عتبة بن ربيعة  (من بني عبد شمس  بن عبد مناف) وامرأته سهلة بنت سهيل  بن عمرو (وولدت له بارض الحبشة  – ابنه – محمد ابن ابي حذيفة)..

3- الزبير بن العوام بن خويلد بن اسد (من بني اسد بن عبدالعَزَّى بن قصي) ابن عمةِالنبي ، وابنُ عم خديجة رضي الله عنها

4-مصعب  بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار ( من بني عبدالدار  بن قُصي ).

5-عبدالرحمن ابن عوف   : (من بني زُهرة بن كلاب).

6-أبوسلمة بن عبد الأسد وامرأته – أم سلمة بنت امية-بن مخزوم ( من بني مخزوم )

7 – عثمان بن مظعون   :   (من بني جُمح).

8-عامرُ بن ربيعة حليف آل الخطاب : معه امرأته ليلى بنت أبي حثمة  ( من بني عدي بن كعب )

9 -سهيل بن بيضاء ، وهو وهو سهيل بن وهب بن ربيعة بن هلال بن اُهيب بن ضبَّة بن الحارث. (من بني الحارث بن فهر).

10-أبو سَبْرة بن أبي رُهْم بن عبدالعُزى ، ويقال: بل أبوحاطب بن عمرو (بن لؤي) من ( بني عامر بن لؤي) .

ويُقال هو أول من قَدِمها . أي اول من قدِمَ الى الحبشة .

فكان هؤلاء العشرة أولَ من خرج من المسلمين الى ارض الحبشة .

وقد اختلف في عدد من خرج الى الحبشة في هذه الهجرة الاولى ، فقيل : كانوا احد عشر رجلاً وأربع نسوة .

عثمان بن مظعون أمير على المهاجرين الى الحبشة:

وكان من تنظيم الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتخذ من كل جمع احدهم ، ليكون أميرا عليهم ، يرعاهم وينظم شئونهم.

وبما أن هؤلاء الخمسة عشر ذاهبون الى ارض بعيدة ، فقد اختار لهم النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل

( عثمان بن مظعون ) ليكون أميرا لهم ، والذي سار في أول فوج من المهاجرين .

قصة اسلام  مصعب ابن عمير وهجرته الى الحبشة  :

وُلد مصعب بن عمير في  النعمة بين والديه ،  ولم يظفر أي فتى من فتيان مكة بتدليل من والديه بمثل  ماظفر به ” مصعب بن عمير ،فكان الفتى المدلل، وحديث حِسان مكة .

يصفه المؤرخون بأنه : كان أعطر أهل مكة ، ولؤلؤة ندواتها ومجالسها  التي كانت تحرص على حضوره تلك الندوات والجلسات لأناقة  مظهره  ورجاحة عقله رغم حداثة سنه ..

ولم يكن لأهل مكة سوى الحديث عن محمد ودينه الذي جاء به ، وأنه يجتمع بأصحابه في دار الارقم ابن أبي الارقم ، فتاقت نفس مصعب بن عمير  في الذهاب اليه ، وتشرف مصعب بن عمير  بمقابلة النبي صلى الله عليه وسلم واستمع لآيات القرآن الكريم وكلام سيد المرسلين ، فخالط الايمان قلبه ، واعتنق الاسلام ، وأسلم على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وكان ذلك اللقاء بداية الخير والعطاء لمصعب بن عمير الذي كانوا يسمونه  “بمصعب الخير .

حاول مصعب اخفاء اسلامه عن امه (( خُنَاس بنت مالك )) التي كانت تتمتع بقوة في شخصيتها ، وكانت تُهاب لحد الرهبة .

وقرر مصعب ان يكتم اسلامه حتى يقضي الله امرا ، لكن أبصره (( عثمان بن طلحة )) وهو يدخل دار الارقم ، ثم شاهده مرة اخرى وهو يصلي صلاة محمد صلى الله عليه وسلم ، فأسرع هذا الجاسوس وأخبر أم مصعب بخبر اسلام ابنها ، فطار صوابها.

فوقف مصعب امام أمه و عشيرته يتلو عليهم القرآن  ، فَهَمَّتْ أمه ان تسكته بلطمة ولكنها لم تفعل، وحبسته في أحد أركان بيتها ووضعت عليه حارسا من المشركين يعذبه ويضيق عليه الخناف، إلا أن تعذيبه وتضييق الخناق عليه لم يُثْنِهِ عن ايمانه ولم يرده عن دينه .

قدم مصعب بن عمير تقطر دما :

تروي ليلى بنت أبي حثمة زوجة عامر بن ربيعة انه : عندما اجتمع الصحابة على الخروج الى الحبشة ، جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (( إن مصعب بن عمير قد حبسته أمه وهو يريد الخروج الليلة إذا رقدوا )).

قال عامر بن ربيعة : فنحن ننتظره ولا نغلق بابا دونه .  فلما هدأ الليل و هدأت الرِّجْلُ جاءنا مصعب بن عمير فبات عندنا وظل يومه حتى إذا كان الليل خرج متسللا  ووعدناه فلحقناه وأدركناه فاصطحبناه.

قالت  ليلى زوجة عامر بن ربيعة  : بينما هم  يمشون على اقدامهم وأنا على بعير لنا وكان مصعب بن عمير رقيق البشر ليس بصاحب رجله ولقد رأيت رجليه يقطران دماً من الرقة ، فرأيت عامر  خلع حذاءه  فأعطاه حتى انتهينا الى السفينة ، فنجد  سفينة  قد حملت ذرة  وفرغت مافيها جاءت من مور فتكارينا ( أي استجأرنا)الى مور (ثم تكارينا – أي استأجرنا )من مور الى الحبشة .

ولقد كنت أرى عامر بن ربيعة يرق على مصعب بن عمير رقة ما يرقها  على ولده ، وما الامعه دينار ولا درهم ، وكان معنا خمسة عشر دينارا   .

قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: “ما رأيت بمكة أحسن لمة، ولا أنعم نعمة، من مصعب بن عمير”.

قال سعد بن أبي وقاص: “كان مصعب بن عمير أنعم غلام بمكة، وأجوده حلة مع أبويه، ثُمَّ لقد رأيته جهد في الإسلام جهدًا شديدًا، حتّى لقد رأيت جلده يسقط كما يسقط جلد الحية”.

إنا لجُلُوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد إذ طلع علينا مصعب بن عمير، وما عليه إلا بردة له مرقوعة بفرو ، فلما رآه  رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى للذي كان فيه من النعمة ، والذي هو فيه اليوم.

وقال عنه أبو هريرة  : “رجل لم أَرَ مثله كأنه من رجال الجنة”.

لقد تجسدت في حياة هذا الفتى المسلم(مصعب بن عمير) وتلميذ مدرسة محمد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم دورس كثيرة نذكر منها  :

1- الإيمان الحقيقي  الصادق المخلص بالرسالة والمحبة المتفانية للنبي صلى الله عليه وسلم.

2- التضحية بكل زخارف الحياة من اجل المبدأ والرسالة.

3- الزهد الكامل والروحانية الإسلامية العالية التي تشد العبد إلى خالقه.

4- الهجرة المتكررة في سبيل الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فقد هاجر الحبشة ثم كان أول المهاجرين الى يثرب .

5- الدعوة الصادقة  الدؤوبة حيث ارسله النبي الى يثرب مع أول وفد قَدِمَ  الى النبي من يثرب.

6- الدفاع  بقوة عن الإسلام  وقيمة والشهادة في سبيل الله.

7.التفاني في الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث استشهد ف غزوة احد وهو يدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

هذا هو مصعب بن عمير  الذي اتصف بخصال  ارتقي بها الدرجات العلا في الدعوة الى الله ووصل لدرجة  قل من استطاع الوصول إليها.

ولنتابع جوانب من معاني الهجرة لنقف على الينبوع الصافي الذي جعل من شباب مكة  رهبانا في الليل و فرسانا  في النهار   ينشرون  قيم الاسلام  في العدل والحرية  والامن والامان والايمان بالواحد  الديان في كل ارض الله .

سلسلة من الأمور واكبت حياته الكريمة. وقبل ذلك نحتاج أن نمر على معنى الهجرة في سبيل الله لنفهم جوانب من حياة مصعب بن عمير المهاجر إلى الله.

ماهي الهجرة في سبيل الله ؟

الهجرة في سبيل الله تعني الانتقال من الوطن الذي وُلد فيه الانسان لكنه وطن  شرك وكفر  الى بلا د الاسلام ،كما كان حال هجرة المسلمين من مكة قبل اسلام أهلها الى المدينة المنورة التي اصبحت دار اسلام بعد مبايعة أهلها  للنبي صلى الله عليه وسلم وطلب اهلها النبي هجرته اليها .

وقد تكون الهجرة من دار شرك يعاني فيه المسلمون ظلم واضهاد السلطان لهم سواء في  كان ذلك في حرية اقامة دينهم أو التضييق عليهم ومعاناتهم من قهر  الدكتاتوريات  لهم  الى دار شرك أقل لكنها تؤمن بالحريات الدينية وتعطي القائمين فيها الحريات العامة وتضمن لهم  الامن والامان ، وذلك حدث عندما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه بالهجرة الى الحبشة ووصف النبي لها بأنها (( أرض صدق )) وان ملكها (( لا يُظلم عنده أحد )).

وما يحدث في بلاد المسلمين في القرن الواحد والعشرين يشابه الوضع في بداية الاسلام واضطهاد حكام المسلمين لشعوبهم وكبت حرياتهم العامة والتضييق على اقامة شعائرهم ، وخروجهم الى بلاد الكفر ( اوربا وامريكا وغيرها ) التي تؤمن بالحريات الدينية واقامة المساجد والكنائس دون التضييق على القائمين فيها  في مزاولة شعائرهم الدينية وانشطتهم الاجتماعية  والخيرية دون ضغوط من الاجهزة الامنية والحكومية وملاحقة المتدينين فيها.

بل من الغريب ان تعهد هذه الحكومات الغربية (الكافرة ) عمليات ملاحقة المتدينين الى حكومات العالم الاسلامي التي تمارس قمع الحريات واستخدام القوة والقهر في الحصول على اعترافات المتهمين بالقوة والتعذيب بل والقتل دون محاكمة المتجاوزين في اجهزتها الذي تجاوزوا  الخطوط الحمراء في قتل المتهمين بدون محاكمات أو  بالمحاكمات الصورية التي لا تضمن للمتهم حق الدفاع عن نفسه واثبات براءته .

من معاني الهجرة :

1. فراق الوطن الذي يرتبط به الانسان جسدا وقلبا وروحا منذ ولادته حتى لحظة اضطرار الانسان الى مغادرته قهرا واضطرارا .

وقد عبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك الموقف (فيما نُسب إليه )عندما  وقف مخاطبا  بلده (( والله إنك لأحب الى نفسي، ولولا أن اهلك اخرجوني ماخرجت )) أو كما قال .

إنها تضحية غالية لله تعالى رجاء ان يعوض الله المهاجرين  مكانا آخر يحبونه  فضلا عن الاجر العظيم من الله في الدار الاخرة  ، ونجد دعاء النبي صلى الله عليه وسلم مايعبر عن تلك المشاعر فقال :

(( اللهم حبب الينا المدينة كما حببت الينا مكة)) .

2. ان مشقة الغربة وحزن الفراق عل الوطن  والحنين الى الديار والذكريات أمر تعوضه النجاة بالدين واقامة شرع الله واداء العبادة والفوز بالحرية والامان على النفس والعرض وكافة الحقوق ، وكل هذا يستحق الهجرة ومغادرة الاوطان والديار .
3. محاولة اقامة مجتمع اسلامي في ديار  جديدة تنمو فيها القيم الاخلاقية واقامة الشريعة الاسلامية لمقارعة دول الباطل التي اضطهدت المؤمنين وحاربت الدين ، وازالة دولة الظلم واعادة الحقوق لشعوبها المغلوبة على أمرها
4. فتح باب الامل لكافة شعوب الارض وذلك بإزالة دولة الباطل وإزالة الحكومات الظالمة المظلمة المستبدة  التي تسفك الدماء وتنتهك الحرمات

الهجرة هجرتان :

الهجرة الاولى : هجرة بالجسم من بلد الى بلد ، ومن مجتمع الى مجتمع ..

الهجرة الثانية : الهجرة بالقلب الى الله ورسوله ،وهذه هي الهجرة الحقيقية وهي الأصل ، وهجرة الجسد تابعة لها.

والهجرة الى الله تعالى ورسوله لا تتحقق إلا  بشقين :

الشق الاول : شق (( من )).

الشق الثاني : شق (( إلى )) .

يهاجر المؤمن  (( من ))   محبة غير  الله    (( إلى)) محبةا الله سبحانه وتعالى .

يهاجر   (( من )) العبودية لغير الله  (( إلى )) العبودية لله الواحد  الاحد.

يهاجر   (( من )) الخوف من غير الله(( إلى )) الخوف من الله والتوكل عليه

يهاجر   (( من )) الدعاء والسؤال والتذلل لغير الله  (( إلى))الى الذل والاستعانة والدعاء لله

يهاجر  (( من  )) الحكم والتحاكم لشريعة للبشر (( الى )) الحكم والتحاكم لشريعة الله وحده.

فالله سبحانه وتعالى هو الغني المطلق ، وكل الخلق فقراء اليه .

الفِرَارُ  (( من )) الله (( الى )) الله

والمعنى العام  للهجرة هو  الفِرَارُ  (( من )) الله (( الى )) الله .. سبحانه وتعالى

حيث قال الله ((﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾  الذاريات: 50

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( وأعوذ بك منك ))

وقوله (( لا ملجأ  ولا منجىى منك إلا  إليك )).

وقوله  (( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه))  .

والهجرة في أصلها  تعني الحب والبغض ، يهاجر  ما يبغضه  الله  الى ما يحبه الله  سبحانه  ويرضى .

والهجرة تعني المراجعة الشاملة  لكافة القوانين التشريعية و المناهج التعليمية والتربوية و الموروثات الثقافية والتقاليد المجتمعية والاجراءات القضائية  ، واكتشاف  جوانب الفساد في الفهم والتطبيق، مراجعة عملية فاعلة.

ماذا تبقى في زماننا من عِلْم الهجرة ؟؟

من ينظر الى احوال المسلمين في شتى بقاع الارض ، يجدهم مشردين يهيمون على وجوههم في كافة مخيمات اللاجئين ، ورؤساءهم اصبحوا  مستسلمين لأعداء الأمة من اليهود والنصارى والشيوعيين والعلمانيين، وعن مقدساتهم غير مبالين ، ولأوطانهم بائعين . ولشعوبهم قاهرين ، ولشباب امتهم قاتلين ..

فاستهان بهم الاعادي ، وغارت عليهم جيوش  أولاد الأفاعي، واستولوا على موارد اوطانهم ، وسلبوا حرياتهم  ، ودنسوا  مقدساتهم . واصبحت الامة مستباحة ، وطاردة لأبنائها الأبرار  و اولادها الاخيار .

ان سالك منهج الهجرة النبوية في عصر تسوده الانهزامية الروحية والسياسية  تجده في مجتمعات المسلمين غريب بين العباد ، مستوحش في كل حي وناد ، ومنفرد في طلبه الهجرة الى الله ورسوله لكل ماهو سئ ، وكاره لكل ماهو معوق لتقدم أمته وتحرير وطنه ، يزدريه الجهلاء ، ويسخر منه اصحاب الأهواء ، غريب في قومه ، ليس له إلا  قول الله :

(( قال ربِّ احكم بالحق ، وربُنا الرحمنُ المستعانُ على مات صفون))  سورة الانبياء 112

والهجرة فرض على كل مسلم  ، وهي مقتضى ” شهادة أن لا  إله إلا الله .. وأن محمدا رسول الله   “حسب المعنى الذي أوضحناه ..فحاسب نفسك ما بينك وبين الله !!

فهل أنت من الهاجرين لها ، أو المهاجرين إليها ؟

قال قتادة : ” كلمتان يُسأل عنهما الأولون والاخرون : ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين ؟؟ ”   .

ولن تعود أمتنا الى سابق عهدها من الخير والهدى والصلاح إلا عندما تتخذ منهج الهجرة لكل المساوئ والعيوب ، وسلوك طريق الله المستقيم.

بهذا نختم  الحلقة (23) ونلتقي معكم الاسبوع القادم بإذن الله في الحلقة  (24) يوم الجمعة القادم  مع فقه السيرة وظلال النبوة.   مع ملاحظة  احتفاظي بالمراجع لعدم امكانية نشرها في الجريدة في الوقت الحاضر..