السيسي: مصر لم تعادي “تركيا” ونرفض تدخل “الناتو” في ليبيا قبل بحث الحلول الداخلية
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن مصر لم تصدر تصريحات عدوانية ضد تركيا، كما امتنعت دائماً عن التدخل في شؤونها حتى و”إن كنا لا نتفق مع توجهاتها”.
وقال في حديث له مع مجلة “جون أفريك” المختصة بالشؤون الإفريقية بمناسبة قرب انعقاد منتدى الاستثمار في إفريقيا بمدينة شرم الشيخ يومي 20 و21 فبراير الجاري، إنه كلما استمرت الفوضى في ليبيا، ازدادت المشكلات وازدادت حلولها تعقيداً، لافتاً إلى أن “الأوضاع ستتدهور أينما استقر التطرّف ولم تتم محاربته بفاعلية”.
وتابع “عندي عدة تساؤلات حول ليبيا.. لماذا نلجأ إلى حلف الأطلسي دون محاولة بحث كل الحلول الداخلية في هذا البلد؟ هل تم مساعدة الجيش الوطني الليبي؟ هل تم رفع الحظر على الأسلحة حتى يمتلك هذا الجيش الوسائل لاستعادة سلطة الدولة؟ فالإجابة لا.. لقد قلت منذ عامين إنه يجب مساعدة الجيش الليبي، ولو كنّا فعلنا ذلك لكان الوضع اليوم مختلفاً”.
وحول الدعوة التي وجهها وزير الدفاع الفرنسي، جون ايف لودريان، إلى مصر والجزائر بالاضطلاع بمسؤولياتهما في ليبيا، أي بمعنى آخر التدخل ضد “داعش”، وهل مصر مستعدة لذلك؟ قال السيسي: “إجابتي عن ذلك بسيطة.. هل فعلنا اللازم لمنع المقاتلين المتطرفين في سوريا والعراق من الانتقال الآن إلى ليبيا وغداً إلى أبعد من ذلك؟ ما الذي يتم فعله لتجفيف منابع تمويل وتزويد الإرهابيين بالسلاح؟ فهل مجلس الأمن سيصدر قراراً في هذا الشأن؟ إذا التزمنا بشكل حقيقي بهذه النقاط الوضع سيتحسن”.
وتابع السيسي قائلاً: “نحن ننتظر إجابات عن هذه التساؤلات، ولا يمكننا التدخل في ليبيا طالما لم يتم بحث كل الحلول وبدون أن يكون الليبيون أبدوا بوضوح الرغبة في ذلك”.
وحول ما إذا كان يرى أن حلف الأطلسي لم ينه عمله في ليبيا بعد إسقاط القذافي، أجاب الرئيس السيسي: “بالطبع بعد تدخل قوات الناتو، ترك الشعب الليبي بمفرده، وأصبح رهينة للجماعات المسلحة والمتطرفين، فكان يجب العمل على استعادة مؤسسات الدولة، ومصادرة الأسلحة ودعم الجيش، ولم يتم فعل أي شيء من ذلك”.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، أكد الرئيس المصري على موقف مصر الثابت الداعي إلى الحل السلمي للنزاع والحفاظ على سلامة الأراضي السورية، والتحذير من انهيار مؤسسات الدولة، مضيفاً أن إعادة بناء سوريا ستتطلب مئات مليارات الدولارات، وأنه على غرار ليبيا لا يمكن ترك المجموعات الإرهابية تتوسع هناك، لما يمثله ذلك من تهديد لكل المنطقة.
وتابع قائلاً: “لقد أهملنا هذه الأزمة لفترة طويلة، والآن تعقد الوضع بشدة. وهنا أيضاً أقول إنه لو كنّا أوجدنا حلاً منذ عامين لم نكن لنصل إلى الوضع الحالي”.
وعما إذا كان ينوي تعديل الدستور للبقاء لأكثر من ولايتين على رأس السلطة على غرار قادة أفارقة آخرين، لفت السيسي إلى أن “مصر شهدت تغيراً، وأن الشعب المصري لن يقبل أن يبقى شخص لا يريده، فهو يتسم بالذكاء وينتمي إلى حضارة عريقة، ولعلنا نتذكر أن 30 مليون مصري نزلوا إلى الشارع للتعبير عن رفضهم لمحمد مرسي”.