الشخصية المتزنة
بقلم / السفير د. أحمد سمير
النفس البشرية سر من أسرار الله سبحانه وتعالى في خلقه فقد وهبنا الله ملكات وقدرات وخصائص نفسية إن أحسنا استغلالها حققنا المستحيل..
لذا نحن أحوج ما نكون إلى التنقيب في أرجاء أنفسنا لنعرف مواطن الخلل والضعف.. وتقوية مواطن القوة فيها.
فإن الناس من حولنا يحكمون علينا من خلال سلوكنا، ويعاملوننا بعد أن يترجموا حركاتنا ونظرات أعيننا، بل وطريقة كلامنا، فكل ما يصدر عنا قد يسجل لنا أو علينا..
وهذا الأمر يدفعنا الى ضرورة الشعور بأننا أشخاص لنا قيمة حتى يشعر الآخرون بأهميتنا.. وعليه فإننا نقول إن قيمتنا لا تؤكد أولاً من قبل الآخرين، بل منا نحن.. فإننا بقوانا الكامنة وموهبتنا المميزة نستطيع أن نبني حياة جديدة..
البداية في كل شيء صعبة.. ولكن النهاية مريحة ومثمرة بشرط مقاومة التحديات والمصائب بقوة وعزم والصبر على التغيير والنجاح، ومحاربة الإحباط، واليأس، والقنوط..
الشخصيّة المتزنة تتميّز باستقلاليتها وتميّزها عن الآخرين وتطوّرها الدّائم ناحية الأفضل ويتميّز الأفراد أصحاب الشخصية المتزنة بأنهم يمثّلون عامل جذب للآخرين، وذلك لتميّزهم وقدرتهم على استيعاب التعامل مع غيرهم، وأيضاً لما يمثلونه من مثل أعلى لغيرهم في جوانب الحياة.
فكل منّا يريد أن يتحلّى بشخصيّة متزنة، ولكي ينجح أي منا في مسعاه يجب أن يدرك أولاً أبعاد شخصيّته ويصارح ذاته بنقاط ضعفه ونقاط قوّته، والمهم في مرحلة مصارحة الذات أن تكون دون أن يبخّس الشخص قدره بدون أن يقصد، وأيضاً دون تعظيم للذات.
وبالنّسبة لنقاط الضّعف التي يجدها كل شخص في ذاته، فالخطوة الأولى في البناء هي التّصالح مع تلك الصّفات والرّغبة الدّؤوبة في تطويرها بشكل إيجابي أولاً فالنجاح في بناء الشخصية المتزنة لا يأتي إلا بمواصلة الجهد والمثابرة عليها.
* أيقونة الاتزان السفير د. أحمد سمير
عضو هيئة ملهمي ومستشاري الأمم المتحدة
السفير الأممي للشراكة المجتمعية
رئيس مؤسسة الحياة المتزنة العالمية