الشرع رئيسًا انتقاليًا لسوريا لمدة 4 سنوات وحل البرلمان والجيش السابق
تحديات كبرى تواجه الشرع أبرزها إنهاء العزلة الدولية

بقلم: محمد السيد راشد
أعلنت الإدارة السورية الجديدة تعيين أحمد الشرع رئيسًا انتقاليًا لسوريا لفترة تمتد لأربع سنوات، وذلك في خطوة تهدف إلى تحقيق الاستقرار السياسي بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد. وجاء هذا القرار بعد مشاورات مكثفة بين الفصائل المسلحة وقوى الثورة السورية، حيث تم التوافق على اختيار الشرع لإدارة المرحلة الانتقالية نظرًا لخبرته السياسية وقدرته على توحيد الصفوف.
إجراءات جذرية لحكومة ما بعد الأسد
في بيان رسمي نُشر عبر منصة “تليغرام” عقب مؤتمر “انتصار الثورة”، أعلنت الإدارة السورية الجديدة عن حل جميع الفصائل العسكرية والأجسام السياسية والمدنية الثورية، ودمجها ضمن مؤسسات الدولة، في خطوة تهدف إلى إنهاء الانقسامات الداخلية وتأسيس نظام حكم موحد.
كما تقرر حل حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي كان الحزب الحاكم في النظام السابق، إضافة إلى حل أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية وجميع المنظمات والمؤسسات التابعة لها، مع فرض حظر على إعادة تشكيلها تحت أي مسمى آخر.
وفي السياق ذاته، فوضت الإدارة الجديدة رئيس الجمهورية بتشكيل مجلس تشريعي مؤقت يتولى مهامه إلى حين اعتماد دستور دائم للبلاد، مما يضع أسسًا قانونية جديدة للمرحلة الانتقالية.
أربع أولويات في المرحلة القادمة
خلال فعاليات “مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية”، الذي عُقد في قصر الشعب الرئاسي بدمشق، حدد الرئيس الانتقالي فاروق الشرع أربع أولويات أساسية لبلاده خلال المرحلة المقبلة:
- ملء فراغ السلطة: من خلال تشكيل حكومة انتقالية قوية قادرة على إدارة شؤون الدولة بكفاءة.
- الحفاظ على السلم الأهلي: عبر تعزيز الاستقرار الأمني ومنع الفوضى والانقسامات الداخلية.
- بناء مؤسسات الدولة: لضمان استمرارية العمل الحكومي وتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.
- إعادة سوريا إلى مكانتها الدولية والإقليمية: عبر تطوير العلاقات الدبلوماسية والتعاون مع المجتمع الدولي.
تصريحات الشرع: سوريا تبدأ مرحلة جديدة
أكد الشرع في كلمته بالمؤتمر أن “سوريا كسرت قيود الاستبداد بفضل الله وبفضل تضحيات أبنائها، وتم تحرير المعتقلين من سجون النظام السابق، وانطلقت البلاد نحو مستقبل جديد”.
وأضاف: “النصر ليس فقط نهاية مرحلة، بل هو تكليف ومسؤولية كبرى. فكما قاتلنا من أجل تحرير سوريا، فإن واجبنا الآن هو إعادة بنائها وتطويرها على أسس العدل والحرية والكرامة”.
واختتم حديثه قائلًا: “ما تحتاجه سوريا اليوم هو إرادة حقيقية للتغيير والإصلاح، ولن يتحقق ذلك إلا بتضافر جهود جميع أبنائها في الداخل والخارج”.
نهاية نظام الأسد وبداية عهد جديد
في 8 ديسمبر 2024، تمكنت الفصائل الثورية السورية من السيطرة على دمشق بعد تحرير عدة مدن أخرى، واضعة حدًا لنظام حزب البعث الذي استمر 61 عامًا، وحكم عائلة الأسد الذي دام 53 سنة.
تواجه الحكومة الانتقالية تحديات كبرى، أبرزها تحقيق الاستقرار الداخلي، وإعادة إعمار البلاد، وكسب الاعتراف الدولي، لكنها تمضي قدمًا في تنفيذ خططها لإعادة سوريا إلى المسار الصحيح.