Site icon وضوح الاخبارى

الشرق أوسط يشتعل أم هو زلزال لبركان خامل؟ّ

ايران والسعودية واسرائيل

العالم اليوم يذكرني بفيلم هاري بوتر الجزء الأول، عندما صعد السلم المتحرك لأول مرة في مدرسة السحر وكان عليه ان يسرع قبل أن يغير السلم المتحرك اتجاهه فينقله إلى مكان آخر ومختلف.

هذا ما يحدث اليوم في العالم السياسي العسكري،  تحالفات تتغير بسرعة البرق ما بين ليلة وضحاها وسنجد الدول  واقعة في تحالفات بعضها اختياري والبعض الاخر إجباري.

فمنذ سنوات طويلة والعلاقة بين السنة والشيعة متوترة، والجميع ظن انها مناوشات اختلاف ايدولوجيات، وتمر الأيام والسنون ليكشف النقاب عن أزمة سياسية بحتة لا علاقة لها بأي انتماء ايدولوجي، والواقع خير شاهد على هذا في منطقة الشرق الاوسط.

واليوم يبدو لنا وكأن المشهد مربك وغير واضح، لكن الحقيقة هي ان المشهد واضح كوضوح الشمس في كبد السماء، وسنحاول تفنيد ما يحدث بهدوء ربما نعي ما يدور حولنا.

قمة سلمان

دعا الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لعقد قمة عربية وقال بعض محللي السياسة بأن السعودية تستغيث بالعالم لحمايتها من الحوثيين في اليمن والتي تعتبرها ذراع ايران في اليمن، حيث انها تهدد بضرب النفط السعودي، لكن يا ترى هل هذا هو السبب الحقيقي وراء ما يحدث؟!

وهل حقا هناك احتمال حرب بين السعودية وايران؟! أم هي كما كان في السابق مجرد مناوشات؟!

وهل امريكا على استعداد ان تحارب ايران حرب عسكرية بالفعل؟!

وهل ايران لديها نية خوض حرب شرق اوسطية عالمية؟!

والسؤال الاهم هل ايران وامريكا حقا اعداء اسرائيل ام هي لعبة بوجه جديد؟!

إن استطعنا الاجابة على تلك التساؤلات بصدق بالتأكيد سنصل الى حقيقة ما يحدث في المنطقة.

مشهد سوريا وايران واسرائيل

هناك احتمال نشوب مواجهة قوية بين اسرائيل وحزب الله والتلويح بحرب اخرى بين اسرائيل وايران ، مما يؤثر على مصالح وخطة امريكا في المنطقة خاصة ان تدخلت بعض المليشيات الشيعية،  وانتهزت ميليشيات السنة والمجاهدين الفرصة واشعلت حالة التوتر لاكتساب ارض انتصار لها وبطبيعة الحال سيحاول الاكراد مساندة من بيده مصالحها الخاصة في المنطقة، ولهذا ارتبك المشهد وكان لابد من تنظيم سياسي حتى لا تنفلت صفقة القرن من القوى العظمى ويتغير السلم السياسي بشكل مفاجئ، خاصة وان ايران قد طورت الصواريخ الخاصة بها ودعمت حزب الله ومليشيات سوريا والمنطقة، والأدهى من هذا كله أنها قررت ان تأخذ من العراق مظلة تتحرك من خلالها بدلا من التحرك المباشر، وبهذا تصبح اسرائيل مهددة من صواريخ ايران التي جعلت من بعض البلدان العربية منصة لها، هذا على رغم ان ايران من خلال وجود حسن روحاني والذي يبدو عليه انه هادئ ويرفض الحروب الشرسة ويسعى للتعاون والتحالف مع السعودية ويتودد الى العرب بصفة خاصة إلا اننا رأينا ان ايران ارسلت طائرة بلا طيار محملة ببعض المتفجرات لتهديد اجواء اسرائيل منذ عام تقريبا، وايضا اسرائيل تفعل نفس الشئ، ففي الوقت الذي تصرح فيه انها لا تريد تصعيد الامر بشأن ايران  نجدها تستهدف بعض مليشيات ايران في المنطقة مثل حزب الله واراضي سوريا.

وسواء ايران او اسرائيل فهما يبعثان برسائل للعالم مفادها انهما على استعداد للدخول في حرب شرسة وبهذا يعود كل فريق الى زاويته الخاصة كما لو كانت هي لعبة القط والفأر،  لا هذا يأكل ذاك ولا ذاك يستطيع التخلص من هذا.

إذا ماذا يحدث في المنطقة العربية؟!

استطاعت ايران من خلال ما يحدث في سوريا ان تكون جبهة قوية لها، وفي المقابل تسعى اسرائيل لكسب تحالفات عربية قوية، وقد صرح السيد حسن نصر الله ان الجبهة الشيعية على مستوى عالمي قوية ومترابطة وعلى اتم استعداد لمواجهة اسرائيل وامريكا، خاصة وان امريكا ترفض وتسعى لتدمير المشروع النووي لايران ، ويبدو ان لبنان اصبحت مركزا هاما وبؤرة خاملة تجمع فيها الشيعة والسنة واسرائيل وقوات من حماس ايضا مما سيؤدي الى هدوء نسبي في سوريا والتي سيتعامل معها الجميع على انها مجرد بوابة دخول وخروج من والى لبنان، وهذا ما يفسر سر ما سيكون الفترة القادمة من انسحاب وصمت روسيا في سوريا وتجميد موقفها الى حين.

ومن هذا التصور ربما يحدث تصعيد اسرائيلي على غزة وتصعيد للحوثيين على الاراضي السعودية من جهة اخرى وتهديد مضيق باب المندب، وتهديد الامارات كحليف سعودي اسرائيلي، وربما يصل لضرب المنشآت النفطية لاستفزاز جميع الاطراف، وقد يصل الامر الى تسلل ايران الى اراضي بعض الدول مثل اسرائيل والسعودية ومصر لتسيطر بعد هذا على البنية وتهددها من خلال دعم لوجيستي لوكلائها في المنطقة .

وفي المقابل تسعى اسرائيل للسيطرة وتحجيم حجم المتحالفين مع ايران مثل روسيا والتي تعتبرها طرفا هاما ومؤثرا ان دخلت حربا مستقبلية كداعم لوكلاء ايران في المنطقة، وتسعى ايضا لتغيير الصورة الذهنية لبعض التحالفات حتى تفقد الشعوب الثقة بهم ويسهل السيطرة والقضاء على قوة التأثير المعنوي لهم على الشعوب وتصديرهم للعالم كقوى شر.

ومن هذا المنطلق كان لزاما على امريكا ان تجعل من روسيا طرفا صامتا لكسر شوكة حلافائها وعدم تصعيد الموقف حتى لا تصل الى حرب عسكرية بين ايران واسرائيل بصورة مباشرة، خاصة وان ايران تلوح بغلق مضيق هرمز وهو ما يعني تهديدا للمصالح العالمية فيما يخص  تجارة النفط ولكنه سيؤدي الى خلل في تحالفات ايران لأن غلق مضيق هرمز سيكون ضررا اقتصاديا للصين وبعض الدول المتحالفة وقد ينضمون للعالم ضد ايران حفاظا على الممر الملاحي هذا.

ولهذا ستبقي امريكا قوات خاصة بها في المنطقة  خاصة سوريا خوفا من حدوث اي تصاعدات من قبل ايران لتستفز اسرائيل.

وايضا من الذكاء السياسي لامريكا واسرائيل ان يتم دعم التعاون والتحالف مع الدول العربية واسرائيل كجبهة ضد ايران ومليشياتها في المنطقة خاصة السعودية وسلطنة عمان .

تركيا كطرف هام في المعادلة السياسية

تشعر امريكا بعدم الرضا لإبرام تركيا صفقة اس 400 مع روسيا وتسعى جاهدة لكسر شوكة تركيا القوة المقابلة لايران بعد عراق صدام حسين، وتقوم واشنطن بتهديد تركيا بفرض عقوبات ان تمت صفقة الصواريخ هذه مع موسكو، ومع تهديد امريكا بفرض عقوبات على الجيش التركي  خاصة وان امريكا تشعر بالقلق من نظام الدفاع الصاروخي لأنه يهدد طائرات اف 35،  واظن ان تركيا ستسعى لتكوين جيشا موازيا للتخلص تدريجيا من عملاء امريكا واسرائيل المندسين في الجيش التركي.

ومن هذه المعطيات الهامة يجب على تركيا ان تكون مستعدة لتهديدات من قبل حلف شمال الاطلسي لخوفها من التأثير على الحلفاء وسرية التعاون وتبادل المعلومات، فحلف شمال الاطلسي سيضع علامات استفهام وعلامات تعجب كثيرة حول تركيا التي تعيش نهم وشراسة القوة المعنوية قبل القوة العسكرية وهذا هو اخطر ما تحاول الدول الكبرى هدمه في تركيا والتي تسعى لوضع صواريخ دفاعية على الحدود التركية السورية ان تمت صفقة اس 400 مع روسيا.

روسيا التي حيرت الحلفاء

لا احد يعرف موقف روسيا فيما يحدث في المنطقة ولا احد يعرف مدى قوة روسيا العسكرية والاستخباريتية، ولكن امريكا تسعى لكبح جماحها في المنطقة حتى يصبح الوضع كالبركان الخامل ويتم منع نشوب حرب عسكرية شرسة ستكون مدمرة وطويلة الأجل ولا احد يستطيع تحديد عواقبها على اسرائيل وايران ومن ثم مصالح واشنطن، ولهذا تتعامل واشنطن مع روسيا دبلوماسيا وليس عسكريا حتى تكتسب فترة هادئة وتوازن في منطقة الشرق الاوسط، لكن تكمن الخطورة في امتلاك روسيا لمعدات تستطيع بها ايران ان تضعها على حدود موانئ العدو لإحداث موجات عالية جدا يمكن بها سحب السفن من ميناء العدو الى داخل حدود المياة للدول الاخرى.

ناتو الدول العربية

في موقف يبدو جديدا نرى الناتو العربي يضم بشكل واضح اسرائيل كعضو اساسي لمواجهة الجانب الشيعي الايراني سواء بشكل مباشر او مواجهة غير مباشرة من خلال اذرع ايران في المنطقة وخاصة بعد سيطرة ايران على العراق وانها ستكون منصة اطلاق قوية للصواريخ وستكون ايضا بوابة الدخول والخروج لدول الخليج، لهذا كان لزاما على امريكا حامية اسرائيل من اتخاذ قواعد لها ونشر قوات في الدول العربية مدعية انها تحافظ على امن المنطقة.

لهذا جاء نداء الملك سلمان لعقد قمة يطالب من خلالها معاونة قوية من الدول العربية للوقوف في وجه الحوثييين ذراع ايران في اليمن والدليل هو ما حدث من ترحيب سلمان وولي عهده بمسؤول قطر واستقباله في قصر الصفا ولا نستبعد ان تنسلخ سورية من ايران وتجري لتختبئ تحت عباءة اسرائيل ونرى تحالفا جديدا من نوع خاص .

مصير القضية الفلسطينية

ومن كل ما ذكرناه سنجد تلميعا واضحا لحركة فتح وستحاول حماس اللجوء لتحالف مع تركيا وباكستان وبعض الدول الاسلامية السنية.

ونستطيع الآن من خلال هذا التفنيد ان نظن ان كل ما يحدث هو مجرد اوراق عمل تم إعدادها من قبل حتى يتثنى لحلفاء صفقة القرن من تنفيذها الايام القادمة بحجة انها اللعبة الدبلوماسية والخيار الوحيد امام العالم كله لتجنب حربا شرسة نووية في المنطقة، وقد تم السيطرة على السعودية ببعض المخالفات التي وقعت فيها المملكة مثل مقتل خاشقجي وسجن علماء الدين واحتمال اعدام بعضهم ، وايضا السيطرة بالدعم اللوجيستي للسنة في مواجهة ايران  وان كان هو فخ وليس دعما في باطنه، والتحالف مع اسرائيل اصبح ضرورة لمواجهة ايران الشيعة .

وسيقسم العالم الى دويلات حتى يضيع الانتماء وتضيع الدول في دوامة عقيمة اسمها حرب ايران واسرائيل سيدمر العالم، تلك الخديعة البلهاء التي صدقتها الشعوب .

وسننتظر ماذا ستقول لنا الأيام القادمة ونسأل لمصر والامة السلامة.

اقرأ ايضا

لماذا عادت روسيا الى الشرق الاوسط بعد غياب ربع قرن

الرائحة الكريهة في أجواء طهران تجبر الايرانيين على إرتداء الكمامات

الاقتصاد الصيني يهدد اقتصاد امريكا

Exit mobile version