الشهيد “أبو فراس”مقاوم اختار الميدان على المكتب، والجهاد على المرافعات…..ما هي قصته؟

متابعة/ هاني حسبو.
من هو المقاوم الذي دهسته دبابة إسرائيلية في #خان_يونس؟ أبو فراس.. ترك المحاماة خلفه، وقاد مقاومي النخبة بعين واحدة حتى استشهد
نشرت هيئة البث العبرية مشاهد توثّق لحظة إقدام دبابة إسرائيلية على دهس رجل خلال الهجوم على موقع لجيش الاحتلال في خان يونس، جنوبي قطاع غزة.
يُظهر المقطع دبابة تتقدّم ببطء، تدهس جسده، ثم تعود للخلف وسط سحابة كثيفة من الغبار.
هكذا أراد الاحتلال أن يُظهر “مشهد الانتصار”، واصفاً الضحية بأنه “مخرب”.. لكن خلف هذا المشهد المبتور تختبئ حكاية رجل لا يمكن للجنازير أن تسحقها…
فمن هو المقاوم الذي دهسته الدبابة وارتقى شهيداً؟
ماذا حدث في واقعة الدهس؟
وما المسيرة النضالية لهذا المقاوم؟
من هو المقاوم؟
المقاوم ليس “مخرباً” كما يزعم الاحتلال، بل هو رجل يواجه آلة الحرب بصدور عارية وقلوب مؤمنة.
وهذا ما مثّله الشهيد عبد_الله خليل حامد عابدين “أبو فراس”، المحامي الذي اختار أن يحوّل قاعات المحاكم إلى خنادق جهاد، ويحوّل الكلمات إلى أفعال، بحسب وسائل إعلام فلسطينية.
الوسائل الفلسطينية أشارت إلى أن “أبو فراس” أحد أبرز قادة النخبة في كتائب القسام.
ماذا حدث في واقعة الدهس؟
في معركة جنوب خان يونس الأخيرة، اقتحم مقاتلو القسام موقعاً عسكرياً للاحتلال، فاستهدفوا دبابات “ميركافا 4” بالعبوات والقذائف، وهاجموا منازل تحصّن بها الجنود، وأجهزوا على عدد منهم من مسافة الصفر.
أبو فراس كان في مقدمة الصفوف، يقاتل بشجاعة حتى لحظة الطوق. حين أحاطت الدبابات بالمكان لم يختبئ، بل بقي ثابتاً.
عندها تقدمت دبابة الاحتلال نحوه ودهسته تحت جنازيرها، في مشهد أراد الاحتلال أن يُظهره كـ “انتصار”.
لكن ما وثّقته عدساتهم كان في الحقيقة شهادة جديدة: أن الأبطال يُقتلون واقفين، ولا يُسحقون مهما بلغت قوة الحديد.
المسيرة النضالية لأبو فراس
لم يكن الشهيد عبد الله خليل حامد عابدين أبو فراس مجرد مقاتل، كان محامياً ناجحاً، لكنه اختار الميدان على المكتب، والجهاد على المرافعات، وفقاً لوسائل إعلام فلسطينية.
أصيب في الاجتياح الأول لـ خان يونس إصابة أفقدته إحدى عينيه وأخرى كادت أن تُقعده.
اعتقد كثيرون أنها النهاية، لكنه ابتسم يومها وقال عبارته الشهيرة: “الجهاد لا يتوقف بجراح”.
شارك في عملية السابع من أكتوبر، وتصدّر اقتحامات نوعية ضد مواقع الاحتلال، بحسب المصادر الفلسطينية.
نجا من عدة محاولات اغتيال كان آخرها قبل أسبوعين فقط من استشهاده.
علّم أجيال المقاتلين فنون القتال وروح الثبات، وقاد الصفوف من الأمام بابتسامة زرعت في جنوده يقيناً أن الشهادة أسمى أماني الرجال.