الصومال

الصومال خارج القائمة السوداء وتخرج من قائمة أقل10 دول أماناً فى العالم

كتبت/ د.هيام الإبس

 

رحّبت وزارة الدفاع الصومالية بنتائج تقرير “مؤشر السلام العالمي” لعام 2025، الذي أظهر تقدماً كبيراً أحرزته البلاد في مجالي الأمن والاستقرار الداخلي، مؤكدةً على التزامها بمواصلة الجهود لضمان أمن الصومال واستقراره، انطلاقاً من رؤيتها لبلد آمن وموحّد يسير نحو التنمية والازدهار.

وقد شهدت الصومال تطوراً مهماً في ترتيبها ضمن مؤشر السلام العالمي لعام 2025، حيث خرجت لأول مرة منذ سنوات من قائمة أقل عشر دول أماناً في العالم، وارتفعت الدولة الواقعة في القرن الأفريقي إلى المركز 151 من أصل 163 دولة، مما يضعها خارج القائمة السوداء للدول العشر الأقل أماناً على مستوى العالم.

رغم هذا التحسن الملحوظ، لا تزال الصومال تواجه تحديات جسيمة، حيث تستمر النزاعات والإرهاب وضعف المؤسسات الأمنية في إلحاق الضرر بالمجتمع والاقتصاد، إلا أن المسؤولين وصفوا هذا التطور بأنه “إنجاز تاريخي” للدولة التي مزقتها الصراعات لعقود طويلة.

تغيير في النظرة الدولية

يمثل تحسن الترتيب تحولاً مهماً في النظرة الدولية تجاه الصومال، ويعكس التقدم المحرز في جهود الاستقرار والأمن القومي والحوكمة. وقد نسبت الحكومة الصومالية هذا الإنجاز إلى تكثيف العمليات العسكرية ضد حركة الشباب المتطرفة، والإصلاحات المؤسسية، وتعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين.

الجدير بالذكر أن الصومال ظلت تحتل مراكز متدنية باستمرار منذ بداية إصدار المؤشر في عام 2007، مما يجعل هذا التحسن إنجازاً استثنائياً يبعث على الأمل في مستقبل أكثر استقراراً للبلاد.

التحديات المستمرة

رغم هذا التقدم المشجع، تواجه الصومال طريقاً طويلاً نحو تحقيق الاستقرار الكامل، حيث تحتاج إلى مواصلة جهودها في مكافحة الإرهاب وبناء المؤسسات وتعزيز سيادة القانون لضمان استمرار هذا التحسن في السنوات القادمة.

ويُعد مؤشر السلام العالمي أحد أهم المعايير الدولية لقياس مستوى الأمان والاستقرار في دول العالم، ويأخذ في الاعتبار عوامل متعددة منها مستوى العنف المجتمعي، والصراعات الداخلية والخارجية، ودرجة العسكرة، والأمن والسلامة المجتمعية.

واشنطن تتعهد بمواصلة دعم الصومال في مواجهة الإرهاب

من جهة أخرى، تعهدت الولايات المتحدة بمواصلة دعمها العسكري والأمني للصومال في مواجهة حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة والجماعات المسلحة، وذلك خلال لقاء جمع السفير الأمريكي لدى الصومال،  ريتشارد رايلي بالمستشار الجديد للأمن القومي السفير أويس حاج يوسف أحمد في العاصمة مقديشو.

وقالت السفارة الأمريكية في بيان نشرته على منصاتها الرقمية إن السفير كان “سعيداً للغاية” بلقاء أويس وتهنئته على توليه المنصب، مشيرةً إلى أن الاجتماع يأتي في إطار الشراكة الأمنية الطويلة الأمد بين واشنطن والصومال وبعثة الاتحاد الإفريقي  (أوصوم).

وأكدت السفارة أن الإرهاب يمثل تهديداً وجودياً للصومال والمنطقة والعالم، متعهدة بالعمل عن قرب مع المستشار الجديد للأمن القومي في مواجهة ما وصفته بـ”التحدي الأهم” الذي يواجه البلاد، كما شددت على أن هزيمة الإرهاب تتطلب تركيزاً ودعماً مستمرين من جميع الشركاء والأصدقاء الدوليين.

ويأتى هذا اللقاء في وقت تكثّف فيه الحكومة الصومالية عملياتها العسكرية ضد حركة الشباب، بالتوازي مع تعزيز التعاون الأمني مع الحلفاء الدوليين، ما يمنح المستشار الجديد للأمن القومي دوراً محورياً في صياغة استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب وتعزيز العلاقات الأمنية مع شركاء الصومال الدوليين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى