الطبيب الأول… سقراط
كتبت. ا. د/نادية حجازي نعمان
ذهب أحد الأطباء إلى الملك وأبلغه أنه أفضل من الطبيب سقراط وسأله لماذا إطلاق لقب (الطبيب الأول) على سقراط، وادعى أنه أفهم منه. أحضر الملك سقراط وقال له : إن هذا الطبيب يدعي أنه أعلم منك ، وأنه يستحق اللقب .
قال سقراط: إذا أثبت ذلك فإن اللقب سيكون من نصيبه
سأل الملك سقراط: كيف نشخـّص من الأعلم ؟
أجاب سقراط : سل الطبيب عن ذلك فإنه أدرى
قال الطبيب : أنا أسقيه سم، وهو يسقيني سم ، ومن لا يستطيع إخراج السم من جسده سيموت وهو الخاسر.
قبل سقراط هذا النوع من التحكيم، وحدد موعد اللقاء بعد أربعين يوماً .. انهمك الطبيب في تجهيز الدواء السام ، في حين استدعى سقراط ثلاثة أشخاص وأمرهم أن يسكبوا الماء في وعاء ، وأن يدقوه بقوة واستمرار ، وكان الطبيب يسمع صوت الدق بحكم جواره لبيت سقراط .
وفي يوم الأربعين حضر الإثنان إلى الملك … سأل سقراط من الطبيب : من يشرب السم اولاً؟
قال الطبيب: أنت يا سقراط
وأعطى الطبيب مقداراً من السم ، وبعد أن ابتلع سقراط السموم تناول ما يزيلها ، فأخذت الحمى مأخذاً من سقراط وعرق كثيراً واصفر لونه ، ولكن بعد ساعة قد أخرج السم من جسده
توجه سقراط إلى الطبيب قائلاً: أمـّا أنا لن أسقيك السم لأن شفائي دليل على أعلميتي
أصر الطبيب على أن يشرب السم ، وفي وسط إلحاح الحضور على سقراط أخرج زجاجة وسكب نصف ما فيها في إناء ، وأعطى باقي الزجاجة للطبيب الذي شربها وسقط على الأرض…
توجـّه سقراط إلى الحضور ، وقال: كنت أخاف ذلك عندما امتنعت من إعطاءه.
ثم توجه إلى الملك وقال: إن الذي شربه الطبيب لم يكن سمًاً ، وإنما كان ماًءًا عذًبًاً، والدليل على ذلك أنني سأشرب الباقي .
وعندما سئـل سقراط عن سبب موت الطبيب ، أجاب سقراط : إنه هوى صريعاً لإيحائه النفسي حيث كان يعتقد أن ما تناوله سم ، خصوصاً بعد أن سمع طيلة أربعين يوماً أصوات الدق وتجهيز الدواء .
