البحث العلمى

الطحالب الدياتومية أمل جديد لعلاج السرطان

كتبت أ.د.نادية حجازي نعمان

الدياتومات هى كائنات مجهرية وحيدة الخلية، وشكلت صور الدياتومات لوحات فنية هندسية، لما تتمتع به من جمال أخّاذ وتنوع فى الأشكال والألوان. وعلى الرغم من شهرة هذه الطحالب لدى جميع دارسي علوم البيولوجي ، إلا أن هذه الكائنات لم تشغل الباحثين إلا مؤخرا. ولقد زاد الاهتمام بها بشكل كبير بعد أن تمكن فريق من الباحثين من تعديلها وراثيا لتساهم فى قتل الخلايا السرطانية لتعزف سيمفونية جديدة فى مجال التكامل بين التخصصات العلمية المختلفة، ويتراوح قياس قطر الدياتوم ما بين ٤ :٦ ميكرومتر ( المليمتر يساوي ١٠٠٠ ميكرومتر ، ويغطى الدياتوم صدفة صلبة شبيهة بالزجاج تتكون من جدار مسامى مصنوع من ثانى أكسيد السليكون المائى المعروف بالسليكا، وهي غالبًا ما تتكون من جانبين غير متماثلين مع وجود انقسام بينهما، وهى شبيهة بالصندوق وغطائه.

يمثل السرطان كسبب للوفاة سُدس أسباب الوفيات في العالم، وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية.

بدأت فكرة استغلال الدياتومات فى علاج هذا المرض عندما حاول علماء تكنولوجيا النانو تطوير تقنيات حديثة للقضاء على خلايا السرطان، وبالفعل تُعتبر تكنولوجيا النانو من بين أفضل الآمال المعقودة لعلاج السرطان، ولكن ربما كانت أكبر عقبة أمام استخدام، مثل هذه التكنولوجيا هى كلفة التصنيع، نظرا لأن استخدام الجسيمات النانوية المصطنعة فى علاج السرطان مازال مكلفا كثيرا، كما أن عملية تصنيع هذه الجسيمات مازالت خطيرة ومُدمرة للبيئة وتتطلب استخدام مواد كيميائية وصناعية قاتلة.

ومن المعروف أنه فى العلاج الكيميائى التقليدى يتم إغراق جسد المريض بالمواد الكيميائية الخطرة التى تقتل الخلايا السرطانية، ولكنها تُدمر الخلايا السليمة ، مما يسبب آثار جانبية ضارة . ولهذا اتجهت أنظار العُلماء نحو استخدام تقنيات للأدوية عن طريق استخدام الجسيمات النانوية لتحميل الأدوية عليها ثم يتم توجيه هذه الجسيمات لاحقا للخلايا السرطانية. وفكر العلماء فى إيجاد بديل طبيعى للمواد المصنعة كيميائيا، للقيام بنقل الدواء الكيميائى إلى الخلايا السرطانية المستهدفة، ولهذا قاموا بتطوير جسيمات دقيقة مسامية كجسيمات السليكا المسامية والتى يمكن تحميل الدواء فى مسامها لتحمله بعد ذلك إلى الخلايا السرطانية.

وقام فولكر، من جامعة جنوب أستراليا، مع باحثين من مدينة درسدن فى ألمانيا بهندسة الدياتومات وراثيا، وتعبئتها بأدوية العلاج الكيميائى. وقامت نظرية فولكر على استخدام علوم الهندسة الوراثية للقيام بتحوير طحلب الدياتوم ذى الحجم الصغير ووحيد الخلية وراثيا لإنتاج بروتين مرتبط بالجسم المضاد على سطح صدفته الخارجية، ويقوم هذا الجسم المضاد بالارتباط بالجزيئات الموجودة على الخلايا السرطانية فقط، ما يعنى أنه قادر على إيصال العلاج الكيميائى إلى الخلايا المستهدفة فقط فقط.

وتم استخدام الدياتومات مؤخراً فى حزمة من الأدوية الكيميائية لتقليل سُميتها أيضا، عن طريق هندستها وراثيا لإنتاج البروتينات

٢٠٢١/٦/٢١

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.