الطريق للقدس”١”

إرشاد الساجد إلى تعظيم المساجد

كتب: هاني حسبو.الطريق للقدس"١" 1

توقفنا في المقالة السابقة “القدس بين وعد الله ووعد ترمب”عند نقطة مهمة وهي ما أخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم من أن المسلمين سيقاتلون اليهود آخر الزمان وسيقتل المسلمون اليهود ويختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر حتى ينطق الحجر والشجر ويقول “يا مسلم يا عبد الله تعال وراءي يهودي فاقتله”

تلك هي النقطة الفاصلة”يا مسلم يا عبد الله” .فالجيل الموعود بالنصر هم “عباد الله” الذين يعظمون شعائره ويحفظون حدوده ؛الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش.

عباد الله هم خريجو المساجد بيوت الله تعالى؛عباد الله هم الذين يعرفون قدر المساجد ويعمروها لذا كان لزاما أن نتحدث عن المسجد وأهميته في الإسلام وبعضا من أحكامه.

المساجد هي بيوت الله في الأرض أمر بتشييدها ورفعها لذكره وإقامة شعائره.قال تعالى:

“فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾ [النور: 36، 37].

المساجد شهد الله لعمارها وروادها بالإيمان :

“إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾ [التوبة: 18].

المساجد هي معاقل تخريج الأبطال والسجلات الذين يحملون هم الدين وإقامة الدول المتقدمة والناهضة.

في المسجد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه أمور دينهم ودنياهم؛في المسجد عرف الصحابة كيف يديرون دنياهم بدينهم.

مشهد رفيع القدر عظيم الشأن تحكيه لنا سنة النبي صلى الله عليه وسلم:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : جاء أعرابي فبال في طائفة المسجد ، فزجره الناس ، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما قضى بوله أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذنوب من ماء فأهريق عليه .”

حكمة ما بعدها حكمة حينما ترك النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يقضي حاجته ثم علمه أن هذه المساجد لم تبن لمثل هذه الأشياء إنما لذكر الله وإقامة الصلوات.

يقول الأعرابي “فو الله ما كهرني ولا زجرني “ثم دعا وقال”اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم بعدنا أحد”

في المساجد تتخرج “العصبة المؤمنة” التي تحمل هم الدين وتقيم الدول.

ومن تعظيم الله للمساجد أن جعل هناك ثوابا عظيماً لمن جاءها برغم الصعوبات:

“بشِّرِ المشَّائين في الظُّلَم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)).

لذا استحق أهل المساجد أن يكونوا صفوة الخلق.

ومن عظيم تعظيم الله للمساجد أن جعل لها أحكاما خاصه منها:

– النهي عن حضور المساجد لمن أكل الثوم أو البصل ونحوهما: يجب على من أكل بصلاً أو ثوماً نيئاً أن يجتنب المساجد حتى لا يؤذي المصلين برائحته الخبيثة، ومن آذى المصلين فقد آذى الملائكة.. فعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا أو قال: فليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته » [رواه البخاري”

وذلك لأن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم

ومنها:

المشي إلى الصلاة بخشوع وسكينة: يستحب للماشي إلى الصلاة، أن يكون مشيه إليها في خشوع وسكون وطمأنينة، لأن من قَدِمَ إلى الصلاة وهو مطمئن في مشيه؛ كان ذلك أدعى لخشوعه في صلاته وإقباله عليها، وعكسه من جاء إليها مسرعاً مستعجلاً فإنه يدخل في صلاته وهو مشتت الفكر والذهن. ولقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن يسعوا إلى صلاتهم حتى ولو أقيمت الصلاة. فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: « بينما نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ سمع جلبة رجال فلما صلى قال: ما شأنكم؟ قالوا: استعجلنا إلى الصلاة. قال: فلا تفعلوا . إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا » [البخاري ومسلم”

ومن الأحكام أيضا:

لا يجوز البيع والشراء في المساجد فهي لم تبن لهذا، وإنما بنيت لذكر الله، وإقامة الصلاة، وتعليم الناس أمور دينهم.. . ومن رأى رجلاً يبيع أو يبتاع في المساجد فليدع عليه وليقل: لا أربح الله تجارتك. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك… الحديث » [رواه الترمذي.

كل هذا صيانة للمساجد وبيان لحرمتها وقدسيتها.

ومنها أيضا:

النهي عن إنشاد الضالة في المساجد: مساجد الله بنيت لذكره، وتسبيحه، وتلاوة القرآن، والصلاة فيها. ولم تجعل مكاناً للسؤال عن الضوال، أو المفقودات. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من سمع رجلاً ينشد ضالة في المسجد فليقل: لا ردها الله عليك، فإن المساجد لم تبن لهذا » [رواه مسلم] وعند أحمد: « لا أداها الله عليك » وعند الدارمي: « لا أدى الله عليك.

وللحديث بقية إن شاء الله.

Exit mobile version