الصراط المستقيم

الطريق للقدس”٢”

فتح الإله في وجوب تعظيم حرمات الله

كتب: هاني حسبو.

مازال الحديث موصولا حول صفات عباد الله الذين سيقاتلون اليهود آخر الزمان حين ينطق الله الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر “يا مسلم يا عبدالله تعال وراءي يهودي فاقتله”

مر معنا بالمقال السابق انهم يعظمون بيوت الله “المساجد” واليوم هم يعظمون حرمات وشعائر الله عموما إذ ليس من المعقول أن يدافعوا عن المقدسات وهم لا يقدسونها؟

حرمات وشعائر الله هي كل ما أشعرنا الله بحرمته وقدسيته وعظمته.

ومن أسماء الله “العظيم”ومن صفاته “العظمة’ لذا فمن تعظيم الله تعظيم حرماته وشعائره.

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

“فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ)) فيرددون في إخبات وخشوع، وتذلل وخضوع: سبحان ربي العظيم.

وثبت عنه أيضا في بيان أهمية حرمات وحدود الله :

“أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ، وَاللَّهِ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي، وَمِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ)) رواه البخاري.

لذا وجه الله أنظار عباده إلى ضرورة تعظيم الحرمات والشعائر فقال سبحانه:

ذٰلِكَ وَمَن يُعَظّمْ حُرُمَـٰتِ ٱللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبّهِ [الحج:30] وقال تعالى: ذٰلِكَ وَمَن يُعَظّمْ شَعَـٰئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ [الحج:32] وقال تعالى: تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ [البقرة:229].

وفي بيان أهمية هذه الشعائر والحرمات يقول النبي صلى الله عليه وسلم:

“أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ، وَاللَّهِ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي، وَمِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ)) رواه البخاري.

وتأتي كلمات سلفنا الصالح لتبرز أهمية هذه القضية فيقول بلال بن سعد رحمه الله:

” “لَا تَنْظُرْ إلَى صِغَرِ الْخَطِيئَةِ وَلَكِنْ اُنْظُرْ إلَى مَنْ عَصَيْتَ”.

ومن صور تعظيم حرمات الله :

تعظيم كتابه الكريم، فإن تعظيم كلام الله تعظيم لله، قال النووي: “أجمع المسلمون على وجوب تعظيم القرآن العزيز على الإطلاق وتنزيهه وصيانته”. وقال القاضي عياض: “من استخف بالقرآن أو بالمصحف أو بشيء منه فهو كافر بإجماع المسلمين”.

ويشمل التعظيم إقامة حدوده مثل إقامة حروفه أي تدبر معانيه والوقوف على أحكامه.

من تعظيم حرمات الله تعالى: تعظيم نبيه وتقديم أمره ونهيه على أي أحد، كائناً من كان، والرضا بدينه والاتباع لسنته، والذب عن شرعته قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ [آل عمران:31]، ولا يؤمن أحد حتى يكون النبي أحب إليه من نفسه وأهله والناس أجمعين.
ومن تعظيم حرمات الله تعالى: تعظيم حرمة المؤمن واحترام حقوقه وعدم النيل من كرامته والتعدي عليه، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ ذَكَرَ النَّبِيَّ قَعَدَ عَلَى بَعِيرِهِ وَأَمْسَكَ إِنْسَانٌ بِخِطَامِهِ أَوْ بِزِمَامِهِ قَالَ: ((أَيُّ يَوْمٍ هَذَا فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ سِوَى اسْمِهِ قَالَ: أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟ قُلْنَا: بَلَى قَالَ: فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ فَقَالَ: أَلَيْسَ بِذِي الْحِجَّةِ؟ قُلْنَا: بَلَى. قَالَ: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا))، ويقول عبد الله بن عمر يوماً بعد ما نظر إلى الكعبة: (ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمنون عند الله أعظم حرمة منك).
ومن تعظيم حرمات الله تعالى: تعظيم المقدسات الإسلامية وتعظيم الشعائر الدينية، تعظيم المسجد الحرام ومعرفة مكانته ومنزلته، وأنه أشرف البقاع على وجه الأرض، وأن الذنوب فيه أشد حرمة وأعظم مكاناً من غيره. ويجب تعظيم شعائر الله تعالى: ذٰلِكَ وَمَن يُعَظّمْ شَعَـٰئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ [الحج:32]، وتعظيم مسجد الرسول ، والأدب مع صاحبه وعدم رفع الصوت على سنته أو تقديم قول أحد من البشر على قوله.
وتعظيم المسجد الأقصى والسعي في إنقاذه من أيدي أعداء الله، ولو لم يملك الإنسان إلا الدعاء الصادق واللجوء إلى الله تعالى دائماً وأبداً بأن يفك أسره من أعداء الدين وقتلة الأنبياء، وأن يكون في قلبه متألماً متحسراً لما هو عليه من تسلط أعداء الله.
لقد كان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله في مجلس من المجالس، ودارت بعض أحاديث الأنس، وضحك القوم وهو لا يضحك، فقالوا له: مالك لا تضحك أيها القائد، فقال: إني أستحي من الله أن يراني ضاحكاً والمسجد الأقصى بأيدي الصليبيين.

ولقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيف نعظم حرمات الله تعليما واقعيا فعليا :

فعن عائشة- رضي الله عنها- أن قريشا أهمهم شأن المرأة التي سرقت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح. فقالوا: من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا ومن يجترأ عليه إلا أسامة بن زيد، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأتي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم: فكلمه فيها أسامة بن زيد فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أتشفع في حد من حدود الله؟ فقال أسامة: استغفر لي يا رسول الله. فلما كان العشي قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختطب فأثنى على الله بما هو أهله.
ثم قال: «أما بعد فإنما أهلك الذين من قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وإني والذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها» ، ثم أمر بتلك المرأة فقطعت يدها) .

وللحديث بقية إن شاء الله وقدر.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.