الطلاق الصامت
كتب/محمد سعد الأزهري.
أحياناً تجد العلاقة بينك وبين زوجتك مليئة بالاضطرابات، فشل في التواصل، وفشل في حل المشكلات، ورغبة في الابتعاد، ووصول العلاقة بينكما إلى طريق العناد وأحياناً العنف اللفظي “شتم، سب، تعيير، … الخ” وكأنكما لم تكونا يوماً على ما يُرام!
حتى الرغبة الجنسية تتراجع، والاهتمام بالأولاد يتضاءل، لأن المشكلات الناتجة عن النقاشات أو اللامبالاة أو العناد ما زالت مستمرة ولا تتوقّف!
فكيف تنتصر هي عليّ وتحقق رغباتها؟!
وهي أيضاً لا تقبل بأن تُهزَم منكَ في كل وقت!
ويظل شيطان التفريق يرفع مستوى هرمونات الانقسام وعدم التعايش حتى يصل بكما الأمر إلى الطلاق الصامت!
والطلاق الصامت تعبير أراه مناسباً لمثل هذه الحالة التي وصلت للخرس الزوجي والتباعد العقلي والعاطفي والجنسي، فهما يعيشان ولكن للأولاد أو لأنهما لا يستطيعان الانفصال الكامل!
الطلاق الصامت خطر على الأسرة، لذا يجب اقتحام المشكلات بجرأة أولاً بأول حتى لا تتحوّل إلى معضلات ثم إلى كوارث.
ولابد من وجود مسامرات ومداعبات وحكايات وتكوين جزء مشترك في الحياة كمصلحة الأولاد أو وحدة الفكر، أو أي شيء يرسم مسارهما بعيداً عن كون الأب بنك والأم خادمة!
الخلاصة: الاختلالات الزوجية تقوم على الاختلافات التي لا تجد طريقاً معتدلاً يؤلف بينها، فالخلاف شرّ لكن لا مفرّ منه، والشرور يتم التعامل معها بالقطع عند الصلابة وبالمحايلة عند الرّخاوة، والخلافات الزوجية هي أقرب للأفكار الهلامية التي تحتاج للمحايلة، فالقطع يفسدها والحزم باللين يحميها ويحفظها من التحلل أو الذوبان.
فالفهم نعم، والقُرب بينكما نعمة أكبر، والتجاهل وعدم التقدير والاهتمام نقمة، فمن يستبدل النعمة بالنقمة فلا يلومن إلا نفسه.