أراء وقراءاتالصراط المستقيم

العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد

بقلم / مدبولي عتمان رئيس التحرير 

“إن العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائمًا موضع الاحترام والإجلال، فإنه أقوى دين على هضم جميع الديانات، خالدًا خلود الأبد، وفي رأيي أنه لو تولى أمر العالم اليوم، لوفق في حل مشكلاتنا، بما يؤمن السلام والسعادة التي يسعى البشر إليها”.سجل هذه الشهادة المنصفة في حق رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم الكاتب والمفكر الإنجليزي الشهير جورج برنارد شو( يوليو 1856 – نوفمبر 1950)، في كتابه القيم (محمد).

وأوضح الكاتب شو في كتابه عظمة المصطفى صلى الله عليه وسلم ودوره في حياة البشرية قائلا :” كان الإنسان الأكثر تميزاً من بين كل من مشوا بأرجلهم على هذه الأرض. لقد هدى إلى تعاليم دين وأسس دولة وبنى أمه وأرسي أسس قانون أخلاقي ولقن مبادئ اصلاحات إجتماعية وسياسية عديدة ، لقد غير بشكل كامل وثوري كل عوامل الفكر السلوك الإنساني لكل الأزمنة اللآتية بعده”.

وكشف شو في كتابه ( محمد) عن جوانب من عبقرية رسولنا الكريم قائلا :”خلال الفترة القصيرة لنبوته والتي كانت 23 عاما، نقل جزيرة العرب بكاملها من الشرك وعبادة الأصنام إلى عبادة الله الواحد ، ومن المعارك والحروب بين القبائل إلى الوحدة الوطنية والتماسك، من السكر والفسوق إلى الصحو والتقوى، ومن إنعدام القانون والفوضى إلى الحياة المنظمة ،ان التاريخ البشري لم يعرف أبدا مثل هذه النقلة والتحول الكامل لشعب أو مكان قبل ذلك “.

ودافع الكاتب الانجليزي في كتابه عن الإسلام وفند الآراء المغرضة لبعض الغربيين والتي تربط بين الإسلام وتخلف المسلمين قائلا: ” الإسلام دين الديمقراطية وحرية الفكر، وهو دين العقلاء، وليس فيما أعرف من الأديان نظام اجتماعى صالح كالنظام الذى يقوم على القوانين والتعاليم الإسلامية “.

وتنبأ برنارد شو في مقال كتبه عام ‏1936‏ بعنوان (الإسلام الحقيقى) بإنتشار الإسلام في أوروبا ، قال فيه “إذا كان لديانة معينة أن تنتشر فى أوروبا‏ خلال مئات السنوات المقبلة‏ فيجب أن تكون الإسلام . فالديانة الإسلامية تحتل أعلى درجات السمو بسبب حيويتها الجميلة‏، وهي الديانة الوحيدة التى تملك قدرة الاندماج”.

تلك الكتابات المنصفة لرسولنا الكريم وديننا الاسلامي الحنيف جاءت من كاتب ومفكر يعتبر من اشهر المؤلفين المسرحيين على مستوى العالم وصاحب رؤية منصفة ويحترم ذاته . وأبرز دليل على ذلك موقفه من جائزة نوبل ، التي يبيع البعض دينه وقيمه من أجل الحصول عليها . وذكرت موسوعة المعرفه أن برنارد شو تردد كثيرا في قبول جائزة نوبل حين عرضت عليه عام 1925 ولكنه قبلها وبرر ذلك بقوله: “إن وطني ايرلندا سيقبل هذه الجائزة بسرور, ولكنني لا أستطيع قبول قيمتها المادية ، إن هذا طوق نجاة يلقى به إلى رجل وصل فعلا إلى بر الأمان، ولم يعد عليه من خطر” وتبرع بقيمة الجائزة لتأسيس منشأة تشجع نشر أعمال كبار مؤلفي بلاد الشمال إلى اللغة الانجليزية.

قد يرى البعض أن عظمة الرسول محمد والدين الاسلامي الحنيف ثابتة بشهادة الخالق سبحانه وتعالى ، ولسنا في حاجة لنشر شهادات هؤلاء الاجانب الغير مسلمين. وهنا نوضح أن الهدف هو تحفيز المسلمين للعودة لدراسة السنة النبوية فهم الأولى بذلك على ان تكون دراسة متعمة تحفزهم على العمل بها للتغلب على الصعاب التي تواجهنا في حياتنا وأملا في الفوز في الآخرة ..

مقال نشرته في جريدة الجمهورية المصرية  23 نوفمبر 2019 اعيد نشره اليوم بمناسبة ذكرى مولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.