العشاء الأخير
بقلم / الفنان أمير وهيب
مادة الثقافة هي من ضمن المواد الاساسية المقررة على اي شعب ، بجانب قائمة طويلة من المواد من ضمنها التعليم والسياحة والصناعة وغيره.
ومادة الثقافة يمكن أن تصل للإنسان في عدة أشكال مختلفة و متنوعة ، ليست كمادة الصناعة تصل على شكل أدوات استهلاكية للاستخدام وليست كمادة التعليم تصل للإنسان على شكل مناهج للشرح والفهم والاستيعاب.
وهذا هو جمال وعبقرية مادة الثقافة ، فمادة الثقافة تصل للإنسان على هيئة منتج ثقافى للاستخدام ، وتصل ايضا من خلال مناهج الفكر ، وتصل ايضا من خلال السلوك و الأداء.
الثقافة تصل للإنسان من خلال كتاب وايضا من خلال تنسيق جميل لميدان و شارع و رصيف.
لأن الثقافة أداة وأداء.
وحرصا مني على أن يكون شعب مصر على درجة عالية من الثقافة تناسب تاريخه العملاق ، كان لابد أن يعلم الاخوة المسلمين طقوس شركائهم المسيحيين في بعض المناسبات و التي تأكدت من أنها ليست معلومة لديهم بالشكل الصحيح خاصة و أن هذه المناسبة تحديدا هي من ضمن المناسبات الشهيرة جدا و سبب شهرتها أنها كانت و لازالت مادة فنية شهيرة تم رسمها و نحتها على مدار تاريخ الفن و اشهرهم ” ليوناردو دافنشي ” بجانب أعمال سينمائية و أدبية.
اتكلم عن مناسبة ” العشاء الأخير “
* العشاء الأخير ، هو ” حدث ” ديني ، و اصبح مناسبة يوم احتفالي تمهيدي قبل ” عيد القيامة ” ، هذه المناسبة ، في الأصل ، هو يوم من ضمن ” ثمانية أيام عيد ” ل عيد اسمه في الطقوس اليهودية ” عيد الفصح ” ، و ” الفصح ” هي الكلمة العربية بعد الترجمة من ” العبرية ” و” اليونانية ” و معناها ” ” العبور ” لانه تزامن مع خروج و هروب وفرار اليهود من مصر في عملية عبور البحر الأحمر و هو عيد أساسي عند اليهود.
* في هذا اليوم ، على حسب العادات اليهودية ، اجتمع المسيح مع تلاميذه ل ” أكل الفصح ” و لكن تم استبداله و اصبح على يد المسيح اسمه ” خميس العهد ” لأن المسيح في هذا الإجتماع و أثناء الأكل ، أعلن أن هذا اليوم هو أخر يوم في رسالته التبشيرية و أن هذا العشاء هو أخر عشاء يأكله معهم و اخر فصح يأكله تلاميذه و اقام معهم اتفاق في صيغة ” عهد ” هو عهد المسيح ، عهد جديد ، على أن لن يأكل التلاميذ من بعده ” فصح اليهود ” باعتباره ” عهد قديم “.
و هو ايضا آخر ” فصح ” بالنسبة ل اليهود الذين آمنوا برسالته.
* لذلك سمي هذا اليوم ب ” خميس العهد ” و المرتبط ب ” العشاء الأخير “.
و لذلك ايضا ينقسم الكتاب المقدس الي ” العهد القديم ” ، عهد موسى و ” العهد الجديد ” ، عهد المسيح ، عهد تأسيس ” الديانة المسيحية ” و طقوسها ، على رأسها ” المناولة ” كما فعل بينه و بين التلاميذ ، أثناء أكل الفصح و في هذه الليلة ايضا ، تم اقتياد المسيح تمهيدا ل قتله ، بعد خيانة تلميذه ” يهوذا الاسخريوطي ” و تسليمه للسلطات لمحاكمته في ” الغد ” اي يوم ” الجمعة ” يوم إعدامه مصلوب.
* الحدث الهم كثير من الفنانين على مر العصور ، رسموا العشاء الاخير ، و بدوري انا أيضا رسمت العشاء الأخير بأسلوبي و بفكرة جديدة غير مسبوقة.
* في لوحة ” العشاء الأخير ” ، رسمت المسيح و تلاميذه الأثنى عشر ، بهذا الشكل و بهذا التنسيق في الجلوس ، و ليس كما رسمهم ” ليوناردو دافنشي ” ( متراصين في خط مستقيم في وجه الصورة في مواجهة العين ، لانه المنطقي انهم جلوس حول المائدة ) ، دون تفاصيل الوجه ، راسم علامة الاستهداف على شخص المسيح كتلك التى ترسم على أهداف ” التنشين ” ب ” السلاح ” ب اعتباره الشخص المستهدف لقتله لأنه قام بتعديل الديانة اليهودية و انتقادها ، رسمته و هو يمسك ” الكأس ” و ” الخبز ” ، و هما أساسيات العهد الجديد.
* المشهد في جو ليلي ، على إضاءة القمر و ثلاث شمعات ، في وجود ” طبق الخبز ” في مكان عد خصيصا لهم ، و باب مفتوح ، و شخص يدخل من عند الباب ، هذا الشخص هو أنا.
* اللوحة تم عرضها اول مرة في معرض جماعي ضم المسيحيين و المسلمين بعنوان ” مشاهد قبطية ” قام ب افتتاحه ” البابا شنودة ” و ” شيخ الأزهر حسين طنطاوي ” في ديسمبر ١٩٩٦.
و ايضا شاركت اللوحة في العديد من المعارض الدولية الجماعية و معارض فردية و المتحف الكاثوليكي ل الفن و التاريخ في نيويورك استعارها لمدة ١٤ شهر ، و واجهة مركز ثقافي و كنيسة في نيويورك لمدة ٨ أسابيع.
* لوحة العشاء الأخير تم تقييمها ماليا ، اي تحديد سعرها من جهة متخصصة في مدينة نيويورك بمبلغ عشرين ألف دولار.
* لوحة ” العشاء الأخير ” ، أبعادها ( ١٠٠ × ٧٠ سم ) الوان جواش على كرتون.
* خميس العهد هذا العام موافق يوم ٢ مايو ٢٠٢٤.
أمير وهيب
فنان تشكيلي وكاتب ومفكر
01148212273