أراء وقراءات

العقاب بين السعادة والتعاسة

بقلم / محمد بهى

قال تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}… [البقرة : 179].

شرع المولى سبحانه وتعالى القصاص وهو رب الناس جميعاً كى يمنع الظلم، ويعيد الحق،  ويصون  المال والعرض ويحمى سائر الأفراد من كل مجرم يهدد أمنهم وحياتهم ويحافظ على استقرار المجتمع .

إن العقوبة هدفها منع الجريمة من التكرار وبث الخوف والرعب فى نفوس المجرمين وهى وسيلة ردع لكل من تسول له نفسه  إيذاء الناس وإرهابهم ولهذا يجب على أصحاب العقول المستنيرة أن تحترم القانون و أن تبتعد عن العاطفة الحمقاء ولا تأخذهم الشفقة فى حد من حدود الله لتسود العدالة بين الناس.

والقانون لابد ان يكون ناجزاً في أحكامه  حتى يكون رادعاً ،وليعتبر من يريد العبرة حتى وإن كان المجرم الذى يٌعاقب (كبش فداء) لأن من يتم القبض عليه أقل بكثير ممن إرتكبوا الجرائم الأخرى.  فمثلاً على سبيل المثال جريمة السرقة  نسبة من يتم القبض عليهم أقل بكثير من العدد الفعلى . وبما أننا لانطبق الشريعة بقطع اليد للردع فليكن الحكم مغلظاً وقاسياً و بأقصى عقوبة حددها القانون وبتطبيق نفس المبدأ على مختلف الجرائم.

وفى عصرنا الحالى نجد أن أسلوب الجريمة  قد تطور  ويتفنن المجرمون فى كيفية خداع القانون للهروب من العقاب ولذلك لابد من تطور القانون وتجديد التشريعات بالعقوبات اللازمة  ومعالجة ثغرات القانون التى تستطيع أن ترهب بها المجرمين وتحد من الجريمة.

و عقاب المجرمين له أهداف أخرى تربوية لباقى أفراد المجتمع ففيه العبرة والعظة والخوف والهلع من المصير الذى تؤدى اليه الجريمة من ندم وحسرة و ألام و تقييد الحريات بالحبس و الحكم بالاعدام وسوء السمعة  وجلب العار لعائلة المجرم.

العقاب بشكل عام له وجهان هما السعادة والتعاسة وتكون السعادة لأهل المجنى عليه كى يشفى صدورهم وترتاح أبدانهم و تذوب أحزانهم عندما ينال القصاص العادل من المجرم .وكذلك أفراد المجتمع كله يشعرون بالامان والاستقرار وبالانسانية ويستطيعون أن يباشروا حياتهم فى هدوء وطمأنينة, أما التعاسة فتكون للمجرم وعائلته بما أصابهم من حزن وألم من العقاب والفضيحة ولذلك لابد أن يعمل العقاب بالقانون على الحد من الجريمة و تقليص عدد المجرمين والحفاظ على أمن وسلامة المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.