أراء وقراءاتاحدث الاخبار

العلاقة الزوجية وقانون الأرض.. بقلم : عصام زايد

صورة ارشيفية تعبر عن السعادة الاسرية

العلاقات الإنسانية مثلها مثل الأرض العفية  .. في حاجة دائمة لرعاية حتى تظل مزدهرة ، كل العلاقات الإنسانية مهما تعددت أشكالها و ألوانها:

  • علاقة الزوج بالزوجة
  • علاقة الأبناء بوالديهم
  • علاقة المحب بحبيبته
  • علاقة رب العمل بمستخدميه
  • علاقة فريق العمل بعضهم ببعض
  • علاقة الساكن بجيرانه
  • علاقة رئيس الدولة بالمواطنين

ما ذكرته على سبيل المثال و ليس الحصر ، لذا علينا دائما أن ننظر للأرض التي نقف عليها، هل قمنا ببذر البذرة السليمة لتنتج أسرة قوية ، هل حصنا الزرع و نزعنا الحشائش الضارة و روينا في المواعيد المحددة لم نعطش حينما يجب الري و لم نروي حينما يجب حبس الماء، هل قمنا بتقليم الأشجار و تلقيح النخل، هل وفرنا الممرات الآمنة حتي لا ندمر الزرع بالمشي عليه.

لقد أعطي الله لنا أمثلة كثيرة في النماء والرعاية ولكني أقف دائما مبهوراً أمام علاقة الأرض بالزرع وعلاقتهما بالإنسان ومن حوله.

فنحن مثلا لا نتعامل مع الزرع على إنه شيئ قدري ما إن نبذر البذر حتي ينمو بمفرده ، ولكننا نبذل الجهد من حرث و بذر  ري وتسميد ورش وحصاد ثم عوده مره أخري لبذر جديد لمحصول جديد.

وهكذا العلاقة الزوجية من يتعامل معها وكأنها أمر حتمي بمجرد الزواج أصبح الإرتباط أبدي وكل طرف يرعي نفسه فقدنا خاصية الأرض والرعاية  بدأ التشقق يظهر والحشائش الضارة تنمو و لكن إذا قمنا بدوام الرعاية بتغذية الحب والسكن وضخ ألوان جديدة فيه وتغليفه بالحنان والدفء ستظل الأرض الزوجية مزدهرة ستختفي حشائش الشك والغيرة والملل التي تصيب الكثير من الزيجات بمجرد فترة وجيزة من رحلة الحياة ، فلننتبه لذلك وليراجع الزوجين حديقتهم وإن ذبلت وردة فليزعوا فورا غيرها.

إن تغذية العلاقة بينك وبين شريك حياتك هو ما سيحافظ على تلك العلاقة حية قوية عفية ، لذا يجب تقوية هذا الرباط يوميا ليبقى متيناً.

هذه القوة ليست شيئ نقوم به كل عام وفي المناسبات الرسمية ولكنه شيئ يجب أن نقوم به يوميا مثل غسيل الأسنان أوشرب فنجان قهوة الصباح. من السهل أن تشعر بذلك في بداية العلاقة و لكن التحدي في المحافظة عليه و على عمقه و في جعل شريك حياتك يشعر أنه الشخص الذي يجعل قلبك يقفز كلما رآك مهما طال الزمن ، إن هذا الأمر يجعل للعلاقة الزوجية مذاق و طعم مختلف.

إنكم بذلك ستعيدا للحياة الزوجية كلمة نحن و تغلقا باب الأنا للأبد…

وتذكر أن الأرض مهما عطشت و جفت يمكن إعادة زرعاتها مرة أخري ، فإرموا اليأس وراء ظهوركم..

هل تستيطعا فعل ذلك إنه تحدي ممكن .. سيجعل للحياة طعم جميل و للعلاقة الأسرية  بهجة و حتما ستكون تلك الأسرة أسرة تتمتع بالذكاء العاطفي المنتج لجيل يعي قيمة النجاح .

               عصام زايد

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.