العملات الرقمية ..الذهب الجديد
بقلم : عبدالغفار مصطفي
في عالم العملات الرقمية الحديثة يمكنك صنع ثروة بين ليلة وضحاها إذ أصيب المتعاملون الجدد في هذه العملات بهوس الربح والخسارة حيث تشهد هذه العملات تقلبات حادة. بيد أن ذلك لم يمنع المتعاملين مع هذه السوق الجديدة التواصل والدخول في هذا العالم حيث إن العديد من الشخصيات قد حققت ثروات في العام 2017.
الثروات التي تحققت من خلال هذه العملات الافتراضية ثار بشأنها جدل كبير ما إذا كانت الأرباح الناتجة من هذه العملات قانونية أم لا. رغم أنها قد لاقت استحسانا من جانب بعض المهتمين في مصر والإمارات وأفريقيا. فيما أن دار الإفتاء المصرية قد أفتت بحرمة تداول هذه العملات الرقمية المشفرة بيعا وشراء.
العملات الرقمية.. هل لها مستقبل في عالم العملات وهل سيتم تداولها بشكل كبير في الأسواق العالمية والمحلية؟
إن عام 2017 كان محموما بالنسبة للعملات الرقمية وقفزت عملة أخذت شهرة تسمي “بيتكوين” وشهدت اتجاها تصاعديا حيث واصلت ارتفاعاتها بشكل مذهل لكونها صناعة استثمارية جديدة.
هذه العملة ليست جديدة بل شهد العام 1998 أول طرح لفكرة إيجاد عملة افتراضية وكانت منظومة بيتكوين قد ظهرت علي دفعات وحتي العام 2009 وقد أعلن “ساتوشي تاكاموتو” هذه المنظومة. بعده جاء رجل أعمال استرالي يدعي كريج رايت في مايو 2016 وطرح نفسه بأنه هو المخترع لهذه العملة إلا أن التشكيك ظل يلاحقه حتي سقطت مزاعمه وعادت “بيتكوين” إلي أبيها “تاكا موتو” التي تقوم علي إيجاد عملة رقمية ليس لها وجود مادي تستخدم في عمليات الدفع الإلكتروني والتحويل المالي وهذا لا يرتبط بسوق مالي أو بنك مركزي كما تتخذ من الشبكة العنكبوتية محيطا أساسيا لتعاملاتها.
عملة “بيتكوين” يطلق عليها الذهب الجديد ولها حافظات تحمل توقيعا إلكترونيا مشفرا لصاحبها ثم تبدأ المعاملات عبر الشبكة في أي شيء وبأي شيء طالما توفر شرط التراضي بين المتعاملين. حيث بدأت ببضعة سنتات ثم قفزت قفزات بفضل الإقبال حتي بلغت إلي 17 ألف دولار للوحدة.
المراقبون يرون أن العملات الرقمية مجال للشكوك والانتقادات ووقائع النصب والعصابات الإجرامية كما في تشكيلات القرصنة الإلكترونية. وربما تستخدم في عمليات غسيل الأموال. كما أن “بيتكوين” لها شقيقات وأشقاء أقل شهرة مثل إيثيرام. لبتكوين وغيرها إذ يوجد نحو 16 مليون عملة رقمية يجري التداول عليها في الوقت الحالي.
يبدو أن مستقبل العملة الرقمية مثير للاهتمام وما نشهده هو مجرد بداية لهذه الظاهرة الاقتصادية العالمية التي من شأنها أن تغير كل نعرفه عن سوق العملات.