البحث العلمى

العنف عند الأطفال.. أسبابه وصوره وعلاجه

العنف ليس فطرياً ولكنه سلوك مكتسب وهو صورة من صور القصور الذهني

بقلم :الدكتور أيمن فرج البرديني

يعاني كثير من الآباء من تصرفات أطفالهم العنيفة والعدوانية، وخاصة الذكور في مرحلتي الطفولة المتوسطة والمتأخرة. وتتسم هذه السلوكيات بكثرة الحركة، ، والرغبة في استفزاز الآخرين والمشاكسة والعناد، والغضب والعصبية، أو السخرية بإلقاء السباب أو الصياح والصراخ، والركل والضرب، وقذف الأشياء وتخريب محتويات المنزل، وعدم الرغبة في التعاون وتلبية طلبات الأم أو المشاركة مع الآخرين، ويبدو الطفل العنيف أنانياً ومحباً للتملك والسيطرة.

تعريف العنف :

لم يكن العنف في يوم من الأيام فطرياً بل كان دوماً سلوكا مكتسباً في النفس البشرية، فلم يكن الإنسان عنيفاً يوم ولدته أمه بل إن عنف الطبيعة، وعسر الحياة والتربية، وعنف الآباء هو الذي يغرس العنف في خلايا الدماغ، حتى حملته صبغياته الوراثية فكاد أن يكون موروثاً.

والعنف صورة من صور القصور الذهني حيال موقف، وهو ذلك الفيروس الحامل للقسوة والمانع للمودة، ودليل من دلائل النفس غير المطمئنة وصورة للخوف من الطرف الآخر مهما تعددت أشكال ذلك الخوف، وانعكاس للقلق وعدم الصبر والتوازن، ووجه من وجوه ضيق الصدر وقلة الحيلة، ويعد مؤشراً لضعف الشخصية ونقصان في رباطة الجأش وتوازن السلوك، وأياً ما تكون العلة الفيسيولوجية أو البيئية فالعنف مرفوض حضارياً وأخلاقياً وسلوكياً واجتماعياً.

ويشتق العنف لغوياً من المصدر عنف، ومعناها لم يرفق به فهو عنيف، وعنف فلاناً : لامه وشده وعتب عليه، واعتنف الأمر : أخذه بعنف، والعنف بضم النون ضد الرفق والتعنيف بمعنى التعبير باللوم.

والعنف هو استخدام القوة المادية وبأساليب متعددة لإلحاق الأذى بالأشخاص والإضرار بالممتلكات, ويقصد بالعنف أيضاً الممارسة المفرطة للقوة بشكل يفوق ما هو معتاد عليه ومقبول اجتماعيا، وهو يتضمن لغة التداول في الأوساط والجماعات سواء كانت إجرامية أو مسلحة, وقد يكون العنف على شكل كلام أو أفعال.

ويعرف العنف من الناحية القانونية بأنه الاستعمال غير القانوني لوسائل الإكراه المادية من اجل تحقيق إغراض شخصية أو جماعية.

أصناف العنف وإشكاله :

١- العنف البدني أو الجسدي :

ويقصد به السلوك العنفي الموجه نحو الذات أو الآخرين لإحداث الألم أو الأذى أو المعاناة للشخص, ومن أمثلة هذا النوع من العنف الضرب والدفع والركل.

وهذا النوع من العنف يرافقه غالباً نوبات من الغضب الشديد ويكون موجهاً ضد مصدر العنف والعدوان.

٢- العنف اللفظي :

يتضح من تسميته أن هذا النمط من العنف يكون باللفظ, فوسيلة العنف هنا الكلام وهو كالعنف البدني من حيث تأثيره على نفسية الشخص المعنف.

ويهدف هذا النوع من العنف الى التعدي على حقوق الآخرين بإيذائهم عن طريق الكلام والألفاظ الغليظة النابية, وغالباً ما يسبق العنف اللفظي العنف الفعلي أو الجسدي.

٣- العنف الدلالي أو الرمزي :

هذا النوع من العنف يطلق علية علماء النفس تسمية العنف التسلطي, وذلك للقدرة التي يتمتع بها الفرد الذي هو مصدر هذا النوع من العنف والمتمثلة في استخدام طرق تعبيرية أو رمزية تحدث نتائج نفسية وعقلية واجتماعية لدى الموجه إليه العنف.

كذلك يمكن أن يصنف العنف إلى :

١- العنف المباشر :

وهو العنف الموجه نحو الموضوع الأصلي المثير للاستجابة العدوانية.

٢- العنف غير المباشر :

وهو العنف الموجه إلى أحد رموز الموضوع الأصلي, أي ليس لموضوع الإثارة والاستجابة العدواني.

أسباب العنف :

هناك بعض هذه التصرفات تولد مع الطفل نتيجة لبعض العوامل الوراثية، ويسمى عنف مرضي، وبعضها الآخر يكتسبه الطفل من بيئته، ويسمى عنف مكتسب، فالعنف يحدث نتيجة لعاملين أساسيين هما :

١- العنف المرضى نتيجة للاضطرابات والأمراض النفسية :

والذي يحدث نتيجة لإصابة الطفل ياضطرابات نفسية معينة، تدفعه للتعبير عن رغباته بوسائل غير طبيعية، ويمكن تميزه عن العنف المكتسب من خلال عدة ملاحظات أهمها، إزاء الطفل لنفسه أو إزاءه للأطفال الآخرين بصورة مفرطة وغير طبيعية، كاستخدامه لأدوات صلبة فى التعامل، أو إقدامه على أفعال عنيفة، تهدد حياة الآخرين، دون إدراكه لحجم الخطر الذى يقدم عليه.

وهذا النوع من العنف غالبا ما يظهر لدى الأطفال المصابين بأنواع معينة من الاضطرابات النفسية والسلوكية، كفرط الحركة أو العنف الذي يظهر على المريض العقلي في حالة ما إذا كانت هناك هلاوس أو اختلالات (ضلالات) تدفعه أو تأمره بهذا، كذلك في الاكتئاب أو الهوس للتخلص من الحياة، وبالطبع تتطلب تلك الحالات ضرورة العرض على طبيب نفسي.

٢- العنف المكتسب نتيجة لسلوكيات الآباء :

السلوك العدواني للطفل شأنه شأن أي سلوك آخر، سلوك متعلم اكتسبه الفرد من البيئة التي يعيش فيها بلا شك، واستعمله كنوع من الحماية الذاتية، وتطور ليصبح وسيلة لحل المواقف الصعبة التي يواجهها الطفل، لذلك فهو يفتقر لوسائل الاتصال الاجتماعية السليمة التي تؤمن له احتياجاته، وتحقق له التوافق الاجتماعي دون اللجوء إلى إيذاء الآخرين.

ويحدث نتيجة تأثر الطفل بالبيئة المحيطة به، وأهمها بالطبع سلوك الوالدين تجاهه، فاستخدام أسلوب الضرب فى التربية، يوصل للطفل رسالة مفادها أن العنف يعد وسيلة لحل المشكلات، أو أنه سلوك يمكن التعامل به بين البشر.

كما أن مشاهدة أفلام الكارتون أو ألعاب الكمبيوتر، التى تحتوي على مشاهد عنيفة، قد يكسب الطفل تلك العادة، ولذا يجب أن يقوم الأهل بمراقبة كل ما يشاهده الطفل.

وهناك أسباب كثيرة ومتعددة ومتداخلة، تؤدي بالطفل لأن يتصرف بعنف، ومن هذه الأسباب ما يلي :

١- الرغبة في التخلص من ضغوط الكبار :

يعاني الطفل من الضغوط التي تنتج عن الكِبار، حيث يشعر الطفل أن تدخل الكبار في حياته يشكل عائقاً أمامه يمنعه ويقف أمام تحقيق رغباته، وهذه التصرفات العدوانية التي تبدو من الطفل تعتبر ردود أفعال للتعبير عن رفضه لهذه التدخلات، فكثرة توجيه الطفل، وعدم تركه للاعتماد على نفسه، يشعره وكأنه دمية بين أيديهم، ولا يمكنه التصرف كما يحلو له، فلا يجد غير الصراخ والضرب للتعبير عن رفضه وكيانه، فعندما تطلب الأم بعض الأعمال من الطفل، وتلح عليه في تنفيذها، وتزيد هذه الأعمال عن طاقة الطفل، كأن تطلب منه أن يقوم بأداء واجباته، وأيضا يحضر الدرس الجديد، ثم يقرأ، ثم يشاهد برنامجا اختارته هي، ثم تطلب منه أن يساعد أخته في أداء الواجبات… وهكذا، لا يجد الطفل في ظل افتقاره لأساليب التعبير الناضجة غير العنف والغضب للتعبير عن رفضه لهذه التدخلات.

٢- التدليل الزائد :

يعتبر التدليل الزائد وحماية الطفل بشكل مبالغٍ فيه، إلى جانب تحقيق جميع رغباته أولاً بأول من أكثر الأسباب التي تولد الأنانية وحب الذات لدى الأطفال، وإذا صادف أن رفض للطفل طلب، فإنه غالباً ما يقابل ذلك بتصرفات هائجة وعدائية، تتمثل في الصراخ والصياح، والتدحرج على الأرض.

٣- التقليد :

من المعروف أن غالبية الأطفال يتعلمون السلوكيات الإيجابية والسلبية من النماذج والصور التي يشاهدونها كل يوم، حيث يراقب الطفل تصرفات أفراد عائلته باهتمام بالغٍ، ويقوم بتقليد تصرفات الشخصية التي يفضلها من بينهم، وإذا كان أحد أفراد الأسرة عصبياً فإن ذلك ينعكس على تصرفات الطفل، ويدفعه لتقليد شخصيته المفضلة في التعبير عن غضبه ورفضه، وفي تعامله مع الآخرين وخاصة إذا كان أحد الوالدين كالأم أو الأب، إلى جانب ما يشاهده الطفل يومياً من نماذج في أفلام الرسوم المتحركة، والمسلسلات التليفزيونية، التي تتصف بأعمال العنف والعدوانية، وغالباً ما يحاكي الأطفال هؤلاء الشخصيات السلبية في تصرفاتهم العدوانية.

 

٤- الغيرة  من الأقران :

تؤدي الغيرة بين الأطفال إلى الحقد والكراهية إذا لم تتم ملاحظتها وعلاجها في وقت مبكر، حيث يشعر بعض الأطفال بالغيرة من نجاح أحد الأطفال، ، فيبدو عليه تصرفات عدوانية نحوه تظهر على شكل مشاجرة، أو تشهير، أو إلقاء السباب.

٥- رغبة الطفل في جذب الانتباه :

نجد أن بعض الأطفال يحاولون جذب انتباه آبائهم والأفراد المحيطين بهم، وذلك من أجل إظهار أنفسهم، باستخدام القوة والعنف تجاه الآخرين، وخاصة نحو الإخوة والأخوات.

٦- تراكم مواقف الإحباط :

عندما يمر الطفل بمواقف محبِطة، مثل تكرار رسوبه في مادة دراسية أو كسر قطع أثاث في المنزل، ومعاقبة والديه على تقصيره، أو منعه من أداء نشاطات محببة، فإن ذلك يؤدي به إلى إظهار سلوكيات عدوانية، مثل ضرب الإخوة الأصغر منه، أو الأطفال زملاء المدرسة، أو الجيران للتعبير عن غضبه.

 

٧- تعرض الطفل للعنف :

عندما يتعرض الطفل لشكل من أشكال العنف كالعقاب الجسدي بقوة، واستخدام الضرب واللكم والصراخ والتوبيخ المحرج أمام أصدقائه وأخوته، فإن المظاهر العنيفة تؤدي بالطفل إلى الشعور بالظلم، وتكون ردود أفعاله عدوانية تجاه أفراد أصغر منه، أو أضعف منه لرد اعتباره أمام نفسه وأمام الآخرين، وتصبح هذه التصرفات العدوانية عادة قد رسخت، ومن الصعب التخلص منها لأنها تمنحه الاحساس بالقوة من وجهة نظره.

 

أشكال العنف ضد الأطفال :

أولاً: الاعتداء أو الأذى الجسدي :

هو أي اعتداء يلحق الأذى بجسم الطفل سواء باستخدام اليد أو بأية وسيلة أخرى، ويحدث على أثر ذلك رضوض أو كسور أو خدوش أو حروق أو جروح، وقد يصل الأمر إلى الاعتداء الجسدي إلى “الخنق” أو القتل.

 

ثانياً : الاعتداء أو الأذى الجنسي :

هو شكل من أشكال الاعتداء الجسدي، ويقصد به استخدام الطفل لإشباع الرغبات الجنسية لشخص آخر، ويبدأ الاعتداء الجنسي من التحرش الجنسي إلى ممارسة الجنس بشكل كامل مع الطفل، وهذا سيؤدي بلا شك إلى عدة آثار سلبية خطيرة على الطفل.

 

ثالثاً : الاعتداء أو الأذى العاطفي :

هو إلحاق الضرر النفسي والاجتماعي بالطفل، وذلك من خلال ممارسة سلوك ضد الطفل يشكل تهديداً لصحته النفسية، بما يؤدي إلى قصور في نمو الشخصية لديه، واضطراب في علاقاته الاجتماعية بالآخرين, مثل الحرمان من الحب والحنان والمعاملة القاسية وحرمانه من التعليم.

 

رابعاً : الإهمال :

الإهمال نمط سلوكي يتصف بإخفاق أو فشل أو ضعف في الأسرة والمدرسة في إشباع كل من الاحتياجات البيولوجية والاحتياجات النفسية.

كبف نحد من هذه السلوكيات العنيفة لدى الطفل؟

يجب أن يكون الآباء مثالاً جيداً للطفل من حيث توفير الهدوء والصفاء في المحيط العائلي، بالحد من المشاجرات العائلية، ومن ثم اعتماد الحزم لضبط السلوك، وعدم التساهل، وفي الوقت نفسه عدم استخدام القوة، أو العقاب البدني، لوقف السلوك العدواني، بل يجب أن يحل أسلوب الحوار أو المفاوضات بدلاً من العقاب.

وفيما يلي بعض الأساليب التي تساعد على الحد من التصرفات العدوانية :

١- الحد من النماذج العدوانية :

يستطيع الأطفال أن يتخذوا من الكبار قدوة لهم في تعلم السلوك الهادئ وضبط الغضب، وذلك عندما يرى الطفل والدته نموذجاً إيجابياً، تتحدث إليه بصوت منخفض، تتحكم في نفسها عند التعامل مع مشاعر الغضب والمواقف المثيرة، وتجتنب الانفجار والعنف وتلتزم الهدوء في تعاملها معه، ولا تعتمد أسلوب الزجر والصراخ والتوبيخ، للحد من العدوانية، فإنه حتماً سيتعلم هذه الأساليب في مواقف الغضب.

 

٢- السيطرة على الغضب في المواقف المحبطة :

يجب على الوالدين مساعدة الطفل في تعلم السيطرة على مواقف الغضب من حيث التعود على كيفية ضبط النفس، والسيطرة على غضبه، وألا يثور لأتفه الأمور، وتدريبه على طرقاً جديدة يمكنه من خلالها ضبط نفسه، والتعبير عن عدم موافقته، أو عدم رضاه، ويجب أن تكون هذه الطرق أكثر إيجابية من العنف والعدوانية، وأن تكون نتائجها مرضية للطفل والأهل في ذات الوقت، لتشجيع الطفل على ممارستها في كل مرة يشعر فيها بالغضب.

ومن المهم أيضاً ان ينظم الوالدان حياة الطفل اليومية وتوفير أوقات مناسبة للراحة، لكي لا نستثير نشاطه أكثر من اللازم، فالطفل يحتاج للاسترخاء، وإثارة نشاطه أكثر من اللازم قد يجعله متوتراً ومرهقاً، وقد يؤدي فى النهاية لإثارة مشاعر العنف لديه وعدم تمكنه من السيطرة عليها.

كذلك يجب أن يعملوا على وجود توازن بين الروتين والاستقلالية، فكما أن وجود بعض الروتين في حياة الطفل اليومية يجعل الطفل يعرف ما الذي سيحدث، ويساعده على البقاء هادئاً وتحت السيطرة، فإن تمتع الطفل كل يوم ببعض الاستقلالية يعطيه مساحة من الحرية لكي يفعل ما يشاء، مع الوضع في الاعتبار أن تكون هذه الأشياء مقبولة.

 

٣- تعزيز السلوكيات اللا عدوانية وإيجاد البدائل :

مساعدة الطفل في اتخاذ أسلوب الحوار والنقاش في حل المشكلات والصراعات، وذلك عن طريق استخدام الحكمة والمنطق عند شرح الأشياء للطفل، بدلاً من الصراخ والعنف, فبدلاً من أن نقول بصوت مرتفع ومفاجئ “لا تضرب فلان!”، نقول، “الضرب يؤذي الآخرين، لا تمد يديك”، كذلك مكافئة السلوك الجيد والتعبير للطفل عن الحب والاهتمام وجعله يشعر بالأمان وبأنه محبوب ، فالمدح دائماً دافع جيد لتشجيع الطفل على التصرف بالشكل الصحيح ، كذلك فإن افتقاد الطفل للحب والاهتمام قد يجعله يشعر بالوحدة والعزلة.

ويجب تعويد الطفل على الإعتذار في كل مرة يبدي فيها تصرفاً غير لائق، أو يؤذي فيها من حوله، وذلك بتعليمه التلفظ بعبارات الاعتذار لمن أذاهم.

 

٤- عدم استخدام العقاب البدني:

يجب على الوالدين استخدام أسلوباً بعيداً عن الضرب والقسوة، فاستخدام العقاب البدني يعطي للطفل انطباعاً بأن استخدام العنف أمر مقبول عند الغضب، وإذا كان هناك بد من عقاب الطفل، فإن ما عليهم إلا أن استخدام أسلوب الحرمان المؤقت عن ممارسة نشاط محبب للطفل، مثل مشاهدة أحد برامج التليفزيون، أو ممارسة إحدى الألعاب المفضلة.

كذلك يجب الحرص على الثبات فالثبات يجعل الطفل يعرف ما هو المتوقع منه في جميع الأوقات، فإذا عاقبت الأم طفلها اليوم لأنه ضرب أخته، فلا تجعل المسألة تمر دون عقاب إذا فعل نفس الشيء في اليوم التالي مع زميله في الفصل.

 

٥- تجاهل السلوكيات السلبية :

على الوالدين أن تجاهل التصرفات العدوانية، وعدم الاكتراث بها، وخاصة إذا كان هذا التصرف متعمداً من الطفل لمحاولة جذب الانتباه.

 

٦ – توفير الوقت الكافي للطفل لممارسة اللعب والأنشطة :

توجيه الطفل لممارسة ألوان مختلفة من اللعب والأنشطة الرياضية، وخاصة في الهواء الطلق، وفي الحدائق العامة وعلى الشواطئ، وممارسة اللعب على الرمال والماء، الأمر الذي يوجد متنفساً لتفريغ طاقة الطفل، وذلك عن طريق الاشتراك في النوادي أو مراكز الشباب، بهدف تفريغ الطاقة الزائدة لديه في الرياضة التي يحبها، مما يجعله أكثر هدوءاً وأقل عنفاً.

 

٧- تعاون الأسرة في مراقبة سلوك الطفل :

يجب على الوالدين معرفة المواقف والظروف التي يظهر فيها السلوك العدواني، وذلك حتى يستطيع الوالدان التعرف على أسباب هذا السلوك، والتمكن من معالجته، والمساعدة في تدريب الطفل على اكتساب التصرف الحسن، وتوجيه الطفل إلى ممارسة السلوكيات الإيجابية، وتجنب كبت غضب الطفل، ومساعدته على استخدام الأساليب الصحيحة عند التعامل مع المشاعر السلبية، وأن يوضحوا له أن هناك طرقاً مقبولة للتعبير عن نفسه دون عنف.

كذلك مراقبة البرامج والأفلام التليفزيونية التي يشاهدها الطفل، ومحاولة مجالسة الطفل أثناء مشاهدته لبرامجه المفضلة، وتحديد الوقت الذي يقضيه أمام التليفزيون والكمبيوتر، حيث أن البرامج والأفلام العنيفة ستؤثر على الطفل، لذا يجب تجنبها.

وعلينا أن نتفهم مزاج الطفل والتصرف على هذا الأساس، فإذا كنا نعرف أن الطفل من النوع الذي يثار بسهولة، فيجب علينا أن نبحث عن طرق لإبقائه هادئاً ونتجنب الأشياء التي تثيره.

٨استشارة الطبيب :

يستدعي الأمر في بعض الأحيان تدخل الطبيب، أو المعالج النفسي لمعالجة العدوانية الزائدة عن حدها عند بعض الأطفال، حيث إن منهم من يحتاج إلى علاج نفسي، لأن تصرفهم بهذه الطريقة يكون غالباً نابع عن ردة فعل لموقف أو تصرف ما.

الدكتور أيمن البرديني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.