العيون الطريق إلى الحب من منظور إبن حزم
كتبت : هبة راضي
نشأ الأمام ابن حزم فى حياة الترف واللهو فى بلاط السلطان ببلاد الاندلس وتعلم الكثير من شئون الحياة من الناحية الدينية الى الناحية المادية. وعرف عنه أنه كان مولع بالحديث عن الحب بأسلوب راقى ، وسجل كل خبراته ومعارفه عنه فى كتابة (طوق الحمامة من الألف إلى الألفة) فى ثلاثين فصل ، ولفت الأنظار إلى طرق الحب المختلفة، وشرح تعبيرات الجسد فى إظهار الحب خاصة من خلال حركات العينين، والتى يعتبرها الامام ابن حزم الدليل على معرفة قصد الحبيب من حركات العينين ، فهناك نظرة تقول للحبيب أحذر أو لا تنساق فى الحديث ، وأخرى تحثه على مناجاة الحبيب للأقتراب منه أكثر، أو نظرة تعبر عن الاشمئزاز أو تحث على البعد والحسرة .
وقد أجاد ابن حزم التعبير عن لوعة الفراق بين المحبين بالموت أو الفراق بالبعاد . وروى بعض القصص التى عاصرها، وكان على صلة بأبطالها .
كما شرح بعبقرية جريمة الزنا وعقوبتها على المحب وشرح بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التى توضح جرم وفحش هذا العمل . وفي الوقت نفسه أظهر جمال ونقاء الحب العفيف الذى يرضاه الدين الحنيف .
وقد ترجم الكتاب الى عدة لغات ،ويعتبر أدق ما كتب عند العرب فى الحب بدراسة نقدية نظرا لتخلية عن قشور الكلام عن المشاعر العاطفية ، وايضا ربط ابن حزم بين ما تؤول اليه العلاقات المحرمة من تبعات وخيمة على المحب فى دنيا وأخراه من خلال التذكير بعواقب هذه العلاقات كما وردت فى الكتاب والسنة.