يذكر التاريخ أن القدماء المصريين هم أول من أستخدم الأعَلَام أو الرايات كرمز لتحديد الهوية وتعبيراً عن هيبة الدولة و إستقلالها وعنوان الشرف والنزاهة والانتماء ، وتطور العَلَم مع مرور الوقت ليحمل شعار الدولة وفق المرحلة التى تمر بها وكان أول علم لمصر فى عام 4242 قبل الميلاد عندما كانت مصر منقسمة الى مملكة الجنوب وشعارها زهرة اللوتس ومملكة الشمال وشعارها زهرة البردى ومروراً بكل حقبة تاريخية كان لها عَلَمها ، وعندما جاء الفتح الإسلامى كان العَلَم عبارة عن راية سوداء اللون ثم فى عهد الدولة الأموية أصبح أبيض ، ثم الدولة العباسية أسود ، ثم الدولة الفاطمية أخضر ، ثم الدولة الايوبية أصفر ، وبعد الغزو العثمانى وإستيلاء العثمانيين على القاهرة وأصبحت مصر ولاية عثمانية كان العَلَم عبارة عن راية حمراء بها هلال ونجمة سداسية الأطراف ولونهما أبيض وأثناء حكم محمد على أراد أن يتميز عن الدولة العثمانية فقام بإستبدال النجمة السداسية بنجمة خماسية على نفس العَلَم ، وبعد تولى الخديوى إسماعيل حُكم مصر جعل العَلَم أحمر وبه ثلاثة أهلة بيضاء أمام كل منها نجم أبيض ذو خمسة أطراف ، وفى عام 1882وبعد الإحتلال الإنجليزى عاد عَلَم محمد على عَلَما رسميا للبلاد وفى عام 1914 تم إعلان الحماية البريطانية على مصر وإعلان السلطنة المصرية فتم إعادة عَلَم الخديوى إسماعيل ، وبعد إلغاء الحماية البريطانية وأصبحت المملكة المصرية أصبح العَلَم أخضر ذو الهلال الابيض والنجوم الثلاثة وعُرف بإسم العَلَم الأهلى ، وبعد ثورة 23 يوليو عام 1952 وإعلان الجمهورية أصبح العَلَم ذو ثلاثة الوان هم الاحمر والابيض والاسود و يتوسط المستطيل الابيض نسر صلاح الدين الذهبى ،وعقب إعلان الوحدة مع سوريا وأصبحت الجمهورية العربية المتحدة فتم إستبدال النسر بنجمتين خماسيتين الاطراف لونهما أخضر، وفى عام 1971 تم إعلان إتحاد الجمهوريات العربية ( مصر و ليبيا والعراق ) كان الصقر بدلا من النجمتين، وهو العَلَم الذى تم رفعه على أرض سيناء فى حرب 6 أكتوبر عام 1973 ، وفى عام 1984وبعد إنسحاب مصر من الإتحاد تم تغيير الشعار فى المستطيل الابيض ليكون نسر صلاح الدين الذهبى بدلا من صقر قريش وهو العَلَم الوطنى الحالى ، ومع كل هذا التاريخ العريق لعَلَم مصر نجد فى الوقت الراهن فى المؤسسات الحكومية من مدارس ومستشفيات وهيئات ترفع العَلَم على مبانيها ولكنها تُهمل واجباتها نحوه من نظافة وصيانة وإستبداله بأخر جديد وهذه المعاملة السيئة والمهينة للعَلَم تؤثر فى كل مواطن مصرى غيور على وطنه ولذلك يجب إتخاذ إجراءات صارمة ضد كل من يخالف أو يُهمل أو يُقصر فى أداء واجبه نحو علم بلاده ليظل علم مصر خفاقاً مزهواً نفتخر به ونفتديه بأرواحنا وأولادنا ، فهذا الرمز ( العلم ) يُعبر عن قيمة الوطن وإحترامه واجب ولا يجب الاستخفاف أو الاستهانة بقيمته لأن ذلك يعطى إنطباعا فى غاية الاهمية والخطورة ويؤدى الى هدم قيم المجتمع