أراء وقراءات

 الغربة الأكثر قسوة

بقلم :عبير الحجار

 

فكرت كثيرا ولم اجد إجابة شافية لهذا السؤال:

أيهما غربة … وطن يعيش فينا ولا نعيش فيه ،أم وطن نعيش فيه ولا يعيش فينا؟.

أيهما اقسى إن كان كلاهما غربة ؟.

فالغربة ليست فقط هجرة وبعد وحرمان من العيش على ارض الوطن ، الغربة أيضا أن تعيش غريبا فى وطن لا تشعر بالإنتماء إليه. لا يحزنك همه ولا يفرحك إنجازه حتى تصبح غربتك فى الوطن أسوء ألف مرة من الغربة خارجه .

فإن كانت الغربة خارج الحدود يصاحبها الحنين والإشتياق، فإن الغربة داخله لا يرافقها إلا تبلد الإحساس وإنعدامه !

قال الإمام على بن أبى طالب – رضى الله عنه – جملته الشهيرة التي أختصرت الكثير وهى: ” الغنى فى الغربة وطن … والفقر فى الوطن غربة ” .حيث وضع الإمام يده على السبب الحقيقى للشعور بالإغتراب وجعلها المقياس الواقعى لهذا الأمر ، فالحالة الاقتصادية المتردية للفرد تجعله يفقد الأمن والأمان الاقتصادى والمعيشى الأنسب وهو كفيل بتسرب الشعور بالإغتراب .

فإن كان الفرد فى داره وبين اهله وتوفرت حاجاته تسرب اليه شعور المواطنة وتعزز احساسه بالامن والأمان .

ما ألت اليه الأمور فى مصر من شبه إنهيار للقاعدة الإقتصادية وطوفان غلاء الأسعار المستمر والقاتل لجيوب المصرين ، والهادم لأمالهم وأحلامهم ، بالإضافة إلى زيادة نسبة البطالة وكسر طموح الشباب إلى جانب تكميم الأفواه . كل هذا سببا كافيا لكى يتسرب شعورنا بالغربة ونحن تحت سماء الوطن .

فإن كان للوطن علينا حقوق فلنا عليه أيضا  واجبات حتى تتحقق أركان المواطنة .

عبير الحجار
إعلامية وكاتبة صحفية

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.