الغربة وسنينها..!! (1) تجربة واقعية تدونها: دينا سعد
الهجرة بين الأحلام والواقع
مما لا شك فيه ان القرن الواحد والعشرين حضر الينا محملا بالعديد والعديد من التغيرات .وبالرغم من ان كل الايام تحمل التغيير الا ان هذا القرن اتسم بسرعة التغيير فلا تكاد التعرف علي إختراع او ابتكار جديد حتي تطل علينا الايام بآخر .
وهذه السرعة في التغيير والابتكار أجبرت بلاد العالم اجمع علي تغيير وتبدل الاحوال بنفس السرعة. ولكن ليست السرعة في التغير والابتكار محملة بأشياء جيدة دوما .فهذا التغير السريع أجبر معظم دول العالم علي الدخول في أزمات إقتصادية تبعتها أزمات سياسية وتغيرات في النسيج العالمي والتوزيع الانساني بصفة عامة، وبدون إندلاع حروب عالمية إندلعت موجات هجرة عالمية لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الأولي والثانية.
وأصبح حلم السفر هو الأمل و المنتهي لكل شاب يطمح في مستقبل آمن، زاهر أو مجرد مستقبل مستقر. فتدفق العديد من الشباب العربي وخاصة بعد ما يسمى الربيع العربي هربا من خيبة آماله في ثورات لم تحقق مبتغاها وقتلت العديد من أحلام الثائرين وفي بعض الحالات ولدت إحساس بالهزيمة واليأس في نفوس الشباب.
فسارع العديد بإلقاء أنفسهم في أحضان المحيط يداعبهم حلم الحياة الجديدة في بلاد الفرنجة ،قفز العديد في قوارب قراصنة الهجرة الغير شرعية
وقبل دفع بعضهم لأعمارهم دفعوا مدخرات الأهل والأقارب وأحيانا الأصدقاء ورحلوا محملين بالديون .مرشدهم الأوحد في هذه الرحلة بعض أفلام التسعينات وحلم النجاح الباهر والثراء الفاحش
ففقد الوطن العديد من براعم مجدي يعقوب وأحمد زويل والعديد العديد من عنتر شايل سيفه . واصطدمت أحلامهم وآمالهم بواقع مؤلم لا يطابق رحلة النمر الأسود في شيء سوي الدقائق الأولي من الفيلم
فلم يجد أيا منهم في إنتظاره الحسناء الأجنبية المولعة بحضارة الفراعنة وبالبشرة السمراء وحلم الزواج من الفارس المصري الوسيم.
لم يجدوا أيضا صاحب العمل المستعد لتخطي حاجز جهلهم باللغة لمهارتهم في صنعة ما أو ابداعهم الذي يفوق التكنولوجيا الحديثة والبرمجيات المتقدمة. ولم يجدوا هذا المليونير الثري الذي يطاردهم ليقبلوا الزواج من ابنته وادارة أعماله مقابل شرف بنوتته.
وعلي عكس عنتر شايل سيفه لم تطاردهم الحسناوات راغبين في التقرب منهم ونيل شرف مرافقة الفارس الاسمر
وفي ضوء ما سبق أرى انه وجب علينا أن ننظر بواقعية وموضوعية لحلم السفر مقارنة بالواقع.
والأجزاء التالية تدوين لهذا