✍️بقلم/ ممدوح الشنهوري*
الغضب والتعصب هما العدوّان الأخطر للإنسان، فهما السبب الرئيسي في هدر كرامته وكبريائه أمام نفسه قبل الآخرين، إذا لم يتحكم فيهما بحكمة وعقلانية. فكثير من المواقف في الحياة تتطلب السيطرة على النفس لتجنب العواقب الوخيمة التي قد تنتج عن ردود الفعل العاطفية غير المحسوبة.
Table of Contents
Toggleالغضب.. آفة اجتماعية خطيرة
لا يمكن إنكار أن الغضب والتعصب أصبحا من الآفات الفتاكة في المجتمع المصري، نتيجة الضغوطات الحياتية المتزايدة، سواء اجتماعية، عائلية، مادية، أو عملية. ومع ذلك، لا ينبغي للإنسان أن يسمح لهذه الضغوط أن تتحكم في أفعاله، وإلا فإنه يعرّض نفسه لمشاكل أخلاقية واجتماعية وقانونية قد يصعب الخروج منها.
الغضب يقود إلى الهاوية
كم من أشخاص فقدوا مستقبلهم وحياتهم بسبب لحظة غضب؟! وكم من جريمة أو مشاجرة انتهت بـ السجن أو الدمار الشخصي بسبب التعصب الأعمى وقت الأزمات؟! ولو تم إجراء دراسة اجتماعية على الجرائم المنتشرة، مثل القتل والمشاجرات العنيفة، سنجد أن نسبة كبيرة منها كانت نتيجة قرارات متسرعة ناتجة عن انفلات الغضب وعدم التفكير العقلاني في لحظة الأزمة.
الندم.. النتيجة الحتمية للغضب غير المحكوم
قال أحد الصالحين:
“قد لا أخشى عليك من الذنب، ولكن أخشى عليك من الندم بعد فعله!”
وهذا هو الواقع، حيث لا يدرك الإنسان خطورة ما فعل إلا بعد فوات الأوان، ليجد نفسه محاصرًا بين الندم، والخسارة، والدمار النفسي والاجتماعي، وربما خلف قضبان السجن.
كيف نسيطر على الغضب؟
على الإنسان أن يتحلى بـ الصبر والحكمة عند مواجهة الضغوط، وألّا يسمح للغضب أن يقوده نحو الهلاك. فمهما كانت الضغوطات الاجتماعية أو العائلية أو العملية، فإن رد الفعل يجب أن يكون متزنًا ومدروسًا.
وقد أوصانا رسول الله ﷺ بقوله:
🔹 عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رجلًا قال للنبي ﷺ: “أوصني”، قال: (لا تغضب). فردّد مرارًا، قال: (لا تغضب). – [رواه البخاري]
ختامًا
الغضب غير المحكوم قد يهدم مستقبل الإنسان، ويدمّر حياته الاجتماعية، والعائلية، والمهنية، وحتى النفسية. لذا، يجب على كل شخص أن يتحكم في انفعالاته، وألا يسمح للحظات التسرع أن تحدد مصيره. لأن الندم حينها لن يُجدي نفعًا، بل سيزيد الهم والضغوطات، وربما يكون الثمن باهظًا جدًا.
*كاتب صحفي وعضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان