Site icon وضوح الاخبارى

الغضب

الغضب 1

صورة ارشيفية

بقلم:عزه السيد

كم مره ندمت فيها بعد الغضب؟؟

كل إنسان معرض للغضب وذلك نتيجة ضغوط الحياة المختلفة، وساعة الغضب يغلى الدم وتتسارع اﻻنفاس وتحمر العيون وتتغير المﻻمح وتتحول السماء الصافية إلى عاصفة هوجاء و في بعض الأحيان ﻻ نستطيع كبحها أو السيطرة عليها ويظهر وحش مخيف فيغير السلوك ويتعدى كل الحدود

عندما أغضب قد انطق ببعض اﻻلفاظ واهدد وأصبح حادة الطباع وقد انطق ببعض الكلمات ليست كالكلمات ولكنها طلقات وصواريخ وحمم بركانية

وبعد هدوء العاصفة فجاءه أشعر بالندم

ﻻننى اراجع حساباتى وتصرفاتى واتسال ماذا فعلت؟ ؟

وماذا قلت؟ ؟

وكيف فعلت كل هذا؟ ؟

وأشعر وقتها بالندم على كل ما صدر منى، ﻻن ضميرى يبدأ حسابه معى

لم يكن من المفروض أن أقول. …..

كان من الحماقه أن أتكلم عن….

كيف لى ان اتجرأ وأقول….

يعتبر الغضب أحد أشكال السلوك اﻻنسانى الطبيعى والذي يحدث لكل منا طالما بقى في حدوده الطبيعية المعقولة، وكثيرا ما يؤدي هذا الغضب إلى العنف

ويحدث الغضب عادة بصور متفاوتة تبعاً لطبيعة كل واحد منا وطبيعة الموقف الذي يتعرض له، وقد يصدر الغضب والعنف عن شخص أو جماعه، كما يعتمد مقدار الغضب على عوامل كثيرة منها النفسي، و واﻻجتماعى، والدينى

ومن العوامل التي تحدد مقدار الغضب عند الأشخاص ردة الفعل

فهناك من يتملكه رده فعل هادئة نسبياً على أفعال قد تكون في ظاهرها سيئة جدآ ولكن ﻻنهم يتمهلون ويفكرون قبل رده فعلهم يمكنهم التحكم بافعالهم وتصرفاتهم. وهناك من يتملكه رده فعل قاسية على أعمال بسيطة وتكون رده فعلهم بالعنف الشديد وقد تكون هناك بعض التبريرات ﻻفعالهم وقد ﻻ تكون

كما أن هناك بعض اﻻشخاص ﻻيستطيعون السيطرة على نوبات الغضب التى تتملكهم ويصبحون في حالة هياج شديد ويتحولون فجاءه من أشخاص هادئ الطباع إلى عاصفة تدمر كل من حولها حتى وإن كان السبب بسيطاً أو تافها وهذا النوع من الشخصيات ﻻ يصلحون للمناصب القيادية حيث يمكن في لحظة ان يدمر ما بناه في سنوات 

وكما قلت إن الغضب شعور انسانى طبيعى يصيبنا جميعاً وﻻ نستطيع أن نمنعه ﻻن منعه يقلل من شعور اﻻنسان بالتنفيس عما بداخله نتيجة موقف ما حدث له

وقد اتفق خبراء علم النفس أن اﻻساس ليس منع الشعور بالغضب بل هو كيفية التعامل وقتها والتعبير عنه، فنحن نتفق أن ﻻ أحد منا يريد أن يعبر عن غضبه بطريقة تؤذي من حولنا سواء ممن نعرفهم أو الغرباء

ويجب على كل فرد منا أن يعرف ما هي اﻻسباب الحقيقيه وراء الشئ الذي أثار غضبه، ﻻننا ﻻنريد أن يأخذ الغير فكرة خاطئه عن اخﻻقنا وﻻ عن بيئنا، فإن أول شئ يتبادر إلى ذهن المحيطين بالشخص الغاضب هو انظروا إلى تربيته ويقولون (كل إناء ينضخ بما فيه)

فنكون بذالك أخطأنا في حق أسرتنا دون ان نشعر، وندمر علاقات جيدة بيننا وبين اﻻخرين بسبب تجنبهم لنا وعدم رغبتهم فى مخالطة من له هذا الخلق السئ الذي ظهر فجأة أثناء ثورة غضبه

إن للغضب أسباب كثيرة فقد يغضب اﻻشخاص بسبب اعتداء أحد من الناس عليه بالسب أو بالضرب أو اﻻيذاء، وقد يغضب اﻻنسان بسبب رؤيته موقف معين ﻻ يرضاه وغير ذلك من السلوكيات التى تثير في اﻻنسان مشاعر الغضب حيث يرغب وقتها فى توجيه اللوم إلى من يقوم بالخطأ ويرغب في تقويمه أو ردعه عن ما يقوم به، وكثيراً ما تتسبب نوبات الغضب التي تسيطر على البعض منا إلى الكثير من الكوارث والمواقف الدامية وفي كثير من الأحيان قد تؤدى إلى القتل بسبب أشياء بسيطه تافهة إن تحكمنا في رده فعلنا وقتها لن نندم

لذلك أن اﻻوان أن نقف مع أنفسنا وقفة ونعرف أن طريقة التعبير عن غصبنا أيا كانت لن تزيل ما حدث من أضرار وإنما ستتسبب في المزيد من اﻻضرار لنا وللآخرين

وأن نعرف أن طرق التعبير الصحيحة عن الغضب هى فن وعلم قبل أن تكون أسلوب شخص، فمهما كانت حالتنا متأخرة وتتحكم فينا اﻻنفعاﻻت،  أو مهما كانت المرحلة العمرية التى تنتمى اليها فلم يفت اﻻوان بعد ، فالمعرفه ﻻحدود لها وﻻسيما إن كانت تمس حياتنا الشخصية وتساعدنا في بلوغ أهدافنا و فى التمتع بالعيش في سﻻم مع من نحب.

ويجب علينا أن نتدرب على التحكم في انفعاﻻتنا وإعطاء عقلنا الفرصة للتفكير قبل القيام بردة الفعل، و محاوله معرفة اﻻمور على حقيقتها قبل أن نتصرف تصرفا قد نندم عليه

وأن ﻻ ندع الغضب يعمي بصيرتنا ويؤثر على تصرفاتنا ﻻن الغضب جواد ﻻ يبصر يطيح بكل من أمامه

Exit mobile version