السودان

الفاشر .. مدنيون تحت رحمة المعارك الحربية ومخاوف الانزلاق إلى الفوضى

كتبت : د.هيام الإبس

 

لا تزال مدينة  الفاشر  شمال دارفور تحت مخاطر العمليات الحربية رغم الهدوء الذى استمر اليوم فى وقت مبكر من الصباح، قبل أن تنتقل الأوضاع إلى مرحلة تبادل القصف المدفعى والغارات الجوية للقوات المسلحة شرق المدينة.

 

نجت مدينة الفاشر بأعجوبة خلال الأشهر الماضية من السقوط على يد قوات الدعم السريع، المتهمة دوماً من المواطنين ولجان المقاومة بتحويل الحياة فى المدن التى سيطرت عليها إلى أوضاع مضطربة، حيث تنتشر جرائم النهب والسلب، ومع ذلك فإن سكان عاصمة شمال دارفور لم يتمكنوا من ممارسة الحياة كالمعتاد، لطالما بقيت المدينة متأرجحة بين نيران المعارك، ومخاوف الانزلاق إلى الفوضى.

 

لم يعد المواطنون فى الفاشر يجدون فرقاً فى أيام الأسبوع واليوم الجمعة، لم يتمكن الغالبية من الذهاب إلى صلاة الجمعة، لأن القصف المدفعى تزامن مع وقت الذهاب إلى المساجد.

ويكافح المواطنون الذين لا يزالوا عالقين داخل مدينة الفاشر، فى الحصول على الوجبات من المطابخ الجماعية، قرب مراكز الإيواء والأحياء السكنية.

 

وأغلبها تحت سيطرة الجيش، بينما الأحياء الواقعة شرق المدينة تحت سيطرة الدعم السريع، لا يمكن تصور سير الحياة فيها بشكل طبيعى وفق شهادات الفاعلين فى غرف الطوارئ.

 

حيث تجوب ناقلات الجنود وعربات الدفع الرباعى الشهيرة بكثرة الاستخدام فى حرب السودان بواسطة الأطراف المتحاربة، تجوب فى شوارع الفاشر، ومن النادر مشاهدة الأوضاع كما كانت قبل الحرب.

 

وفى هذه الأوضاع، يتردد القليل من الناس إلى سوق الماشية، المركز التجارى الأوحد لشراء الاحتياجات الأساسية، أو الحصول على النقود الورقية مقابل المحافظ الإلكترونية المصرفية، ولا يفارقهم القلق من سقوط قذيفة صاروخية فى السوق الذى اشتهر بوقوع العشرات من القذائف خلال الشهور الماضية، أودت بحياة أكثر من 60 شخصاً.

 

ونفذ الطيران الحربى غارات جوية فى وقت مبكر من صباح اليوم، وقال السكان إنهم سمعوا تحليق الطيران، ولاحقاً سمعوا أصوات ضربات جوية فى الساعة الخامسة صباحاً، بالتوقيت المحلى، قبل أن تبدأ الأمور فى التحول، ويعود القصف مجدداً.

 

وكانت أصوات الغارات الجوية قوية شرق مدينة الفاشر، و لا يمكن للناس الحركة سوى داخل الشوارع الصغيرة والذهاب إلى مقاهى الإنترنت، للحصول على الأخبار والتحويلات النقدية.

و بدأ القصف المدفعى مجدداً بعد الظهيرة بين الطرفين وهى عمليات معتادة لخمسة أيام على التوالى دون توقف، لأن المعارك دخلت مراحل حرجة فى هذه المدينة، وكل طرف يسعى للتقدم الميدانى. طبقاً لسكان المدينة

 

وكان المتحدث باسم القوات المشتركة التى تقاتل متحالفة مع القوات المسلحة، أعلن أن العمليات ستنتقل من حالة الدفاع إلى الهجوم، فى اعتراف ضمنى أن القوات المسلحة و”المشتركة” لا تزال فى حالة الدفاع عن المدينة التى هاجمتها قوات الدعم السريع، منذ أبريل 2024 بشكل مكثف ونفذت نحو 150 هجمة عسكرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.