أراء وقراءات

الفساد ..(1) المفهوم والتاريخ

بقلم / حسان أبو جازي

يعد الفساد من أخطر التحديات التي تواجه الدول ويحظي باهتمام متزايد من قبل الحكومات لأنه يؤدي إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية وانخفاض معدل النمو الاقتصادي وتدني معدلات الاداء والانتاجية ، والاخطر أن الفساد يعرقل الاصلاحات التي يجب ان تتم داخل الدولة.

وان شيوع ظاهرة الفساد علي الرغم من اختلاف صوره وحجمه من مكان الي مكان ، وتغلغه في مختلف نواحي الحياة يعتبر من اسباب الضعف الداخلي والخارحي لأي دولة.

ترجع ظاهرة الفساد الى بداية الخلق لذلك تناولت كافة التشريعات السماوية سبل معالجة لهذة الافة  فمثلا  وردبالقران الكريم  العديد من الايات تصف الاثار السيئة للفساد علي المجتمع عام وعلي الافراد بوالتي تطرقت الي الهلاك والنهاية السيئة  لكل فاسد  مثل قولة تعالي :

بسم الله الرحمن الرحيم

-إنمَا  جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا ﴿٣٣ المائدة﴾

-فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ ﴿١١٦ هود﴾

-وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ﴿٧٧ القصص﴾

-وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴿٧٧ القصص﴾-

-ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ﴿٤١ الروم﴾

-إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ﴿٢٦ غافر﴾

-فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ﴿١٢ الفجر﴾

-وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴿١١ البقرة﴾

-أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿١٢ البقرة﴾

-وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٢٧ البقرة﴾

-قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ﴿٣٠ البقرة﴾

-وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴿٦٠ البقرة﴾

-وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا ﴿٢٠٥ البقرة﴾

-مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ﴿٣٢ المائدة﴾

  • وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴿٦٤ المائدة﴾

-وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ﴿٥٦ الأعراف﴾

ويذكر ان الكتاب المقدس ( الانجيل ) يري ان جميع انواع الفساد خطايا ومن يرتكب هذة الممارسات لايرضي ربة.

كما ذكرت التوراة ان الفساد من يمكن ان تفسد الرؤيا. وذكر في التوراة ان الفساد لا ياتي علي شكل الرشوة المالية فقط ولكن هناك نوع خفي من الفساد الناتج عن المصالح الشخصية والذي يؤدي الي العنصرية والتعصب لا اراء معينة  وعدم مراعاة مشاعر  الاخرين والتطرف وكل هذة التصرفات الخاطئة تؤدي الي الدمار والفتك بالمجتمع  باكملة .

فالفساد يهدم القيم والاخلاق وثقافة الشعب الحميدة وعادتهم وتقاليدهم  ويكون سببا في شلل عملية البناء والتنمية الاقتصادية وتجعل الدولة عاجزة عن مواجهة التحديات . وعادة ما يقع اثر الفساد علي الفقراء والاقل قدرة علي تحمل  التكاليف .

عندما يتغلغل في جسد الحكومات يصبح كالسرطان الذي تمتد خلاياة الي باقي خلايا الجسد مثل الخدمات والصحة والتعليم والمرافق سواء الماء والصرف والكهرباء. ولذلك تبرز الحاجة الي جعل مشكلة الفساد وتفشية في العالم اولوية رئيسية من اولوياتنا لاثارة المدمرة علي جميع النواحي تهدد قوة ومكانة الدولة

وانطلاقا من خبراتنا العملية التي تمتد لاكثر من 30 عاما  سنتناول  مظاهر الفساد واشكالة واثاره واسبابه وكيف محاربته  في سلسلة  مقالات .

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.