انفردت مصر القديمة بأنها أول الحضارات والتى علت أى حضارة أخرى وكانت رمز الثراء والقوة ومصدر القيم الانسانية ، فما الذي حدث ، وكيف تحولت اوضاع المصريين الى معاناة وفقر .
والفقر الذي أقصده ليس بالفقر المادى أو نقص فى الموارد الطبيعية أو الاقتصادية فمصر غنية جدا بمواردها الطبيعية والبشرية ، ولكن أقصد الأوجه الاخرى للفقر وخاصة الفقر الأخلاقي لانه السبب في كل اوجه الفقر الاخرى .
واوجه الفقر كثيرة وخطيرة من الصعب رصدها جميعا ومن اهمها
– فقر الفهم والوعي : فهو أبشع انواع الفقر ،فالجهل يخلق عتمة مناسبة لاصطياد العقول الفقير والتى يسهل السيطرة عليها وتوجهها وما اكثرها فتجعل أصحابها تربة خصبة لزرع الكراهية الغير مبررة للاخر ولكن العقول المستنيرة والذكية التى تفكر وتتناقش وتفهم وتحب وتعارض وترفض عن إقتناع لا عن جهل او كسل او استسلام فهى تمثل الغنى الحقيقى .
– فقر الأخلاق : الفقير الحقيقى هو فقيرا للأدب والاخلاق حتى ولو كان غنيا فمن لا يجيد لغة الاحترام فهو فقير فلا يعيب الانسان فقره فليكن فقيرا لا يأكل سوى رغيف ويفترش الارض بينما هو محترما انيقا من الداخل يحترمه الجميع .
– فقر العدل : حين يختل ميزان العدل ويسود الظلم ولا يأخذ كل ذى حق حقه ولا ينصف مظلوما فهذا هو الفقر بعينه، وقال تعالى (( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تنتهون )) صدق الله العظيم .
– فقر الضمير : حين تقال نعم فى لحظة لا وتقال لا فى لحظة نعم وحين يكون النفاق مبدأ .
-فقر الابداع : حين يقف الإنسان عاجزا عن الابداع أو الابتكار أو القدرة على التغير ويكتفى بالتقليد فقط فهذا افتقار .
أما الفقر المستحب والمرغوب فيه ان نكون فقراء اللى الله سبحانه وتعالى.