الفنان نجيب الريحانى نعى نفسه قبل 15 يوما من وفاته
كتب/خالد طلب عجلان
نجيب الريحاني، فنان له طابع خاص، ويُعد أحد أبرز رواد المسرح والكوميديا، وبمناسبة حلول ذكرى ميلاده نرصد معلومات قد لا يعرفها الكثيرون عن “الضاحك الباكي”، كما لقبه محبوه.
ولد نجيب الريحاني، في 21 يناير عام 1889، لأب عراقي موصلي مسيحي اسمه “إلياس ريحانة”، وكان يعمل بتجارة الخيل، واستقر في القاهرة وتزوج من سيدة مصرية قبطية، ونشأ في حي باب الشعرية بين الطبقة الشعبية البسيطة الفقيرة.
التحق نجيب بمدرسة الخرنفش، ثم الفرير، وأتقن اللغتين العربية والفرنسية حتى حصل على شهادة البكالوريا.
كان نجيب الريحاني عاشقًا للفن لدرجة أنه ترك وظيفته الحكومية بالبنك الزراعي، والتي التقى خلالها عزيز عيد، لكن الاثنان طردا من الوظيفة بسرعة، وركزا في المسرح والفن.
في بدايته الفنية، قابل شخص يدعى محمد سعيد، بأحد الملاهي الليلية، وعرضا سويا إنشاء فرقة مسرحية لتقديم اسكتشات خفيفة.
اعتزل الريحاني التمثيل فى المسرح عام 1946، بعدما قدم ما يقرب من 33 مسرحية، أبرزها مسرحيات: “الجنيه المصري” و”كشكش بك” و”حماتك تحب” و”آه من النسوان” و”الدنيا لما تضحك” و”ريا وسكينة” و”عندك حاجة تبلغ عنها”.
ظل الريحاني يمثل فى السينيما حتى ١٩٤٩ ومات قبل نهاية فيلم “غزل البنات” بقليل مما إضطر المخرج أنور وجدي بتغيير نهاية الفيلم. وقدم خلال مسيرته الفنية 7 أفلام سينمائية فقط، من بينها 3 في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، منها آخر أفلامه “غزل البنات”، من إخراج أنور وجدي، والذي جسد في أحداثه دور معلم اللغة العربية “الأستاذ حمام”.
رحل نجيب الريحاني في 8 يونيو عام 1949، عن 60 عامًا، بعد صراع مع مرض التيفويد، والذي أثر بالسلب على رئتيه وقلبه، ومن المفارقات الطريفة في حياة الريحاني، أنه رثى نفسه في إحدى الصحف، قبل 15 يومًا فقط من وفاته، فكتب قائلاً: “مات الرجل الذي اشتكى منه طوب الأرض وطوب السماء، إذا كان للسماء طوب، مات نجيب الذي لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب، مات الرجل الذي لا يعرف إلا الصراحة في زمن النفاق، ولم يعرف إلا البحبوحة في زمن البخل والشح، مات الريحاني في ستين ألف سلامة”.