أراء وقراءات

القاضي الذكي

بقلم :عيد محمد

قصص قصيرة .. فى يوم من الأيام كان هناك محامى ذكى يدافع عن زوج تم إتهام بقتل زوجته، وكان المحامى متأكد من براءة الزوج حيث لم يتم العثور على أى دليل مادى للقتل ولم يتم العثور على جثة الزوجة أيضاً، وفى قاعة المحكمة عندما كاد القاضى أن تنطق بحكم الإعدام على الزوج بتهمة القتل العمد لزوجتة، وقف المحامى يدافع للنهاية عن الزوج متعلقاً بأى قشة لينقذ موكلة، فقال المحامى للقاضى : ” لكى يتم إصدار حكماُ بالإعدام على القاتل، لابد من توافر كافة الأدلة واليقين التام الذى لا يقبل الشك لدى هيئة المحكمة بأن المتهم قد قام بقتل الضحية .. والآن سيدخل من باب المحكمة أقوى دليل على براءة موكلى وهو أن زوجتة مازالت حتى هذة اللحظة حية ترزق، وقام المحامى بفتح باب المحكمة، فأتجهت على الفور جميع أنظار الحاضرين إلى باب القاعة، وسادت لحظات ثقيلة من الترقب والصمت ..
ولكن لم يدخل أى أحد من باب المحكمة، وهنا تقدم المحامى إلى القاضى قائلا : ” الكل كان ينتظر دخول القتيلة إلى المحكمة، الأمر الذى ينقى وجود قناعة تامة لدى هيئة المحكمة بأن موكلى قد قام بقتل زوجتة مما يسقط حكم الإعدام ويبين براءتة، صاح جميع الحاضرين بالقاعة معلنين إعجابهم الشديد بدهاء المحامى العبقرى، ولكن فجأة نطق القاضى بالحكم ..
حكم الإعدام على المتهم لتوافر اليقين التام الذى لا يقبل الشك بأن المتهم قد قتل زوجتة، فتعجب المحامى وأنطلقت أصوات الحاضرين تتساءل عن مصدر هذا الحكم، فرد القاضى الذكى بكل بساطة : ” عندما أشار المحامى إلى أن الزوجة مازالت حية ولم تقتل وأنها سوف تدخل من هذا الباب ، توجهت أنظار الجميع إلى الباب منتظرين دخولها إلا شخص واحد فى القاعة، لم يلتفت إلى الباب وذلك لأنه يعلم جيداً أنها قتلت و أن الموتى لا يعودون، وهذا الشخص هو الزوج المتهم !.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.