القدس بين وعد الله ووعد ترمب

تلوح بين الحين والآخر أحداث توقظ الأمة من سباتها وتجعل الغافل يقظا وتحيى الوعي في أفئدة المؤمنين.
على رأس هذه الأحداث تحتل القدس المكانة الأولى ودائما ما نراها في الصدارة.
لا تزال حتى كتابة هذه السطور الأحداث تتسارع في هذه البقعة المباركة عقب إعلان ترمب القدس عاصمة لدولة الكيان الصهيوني والذي كان من نتيجته انتفاضة عارمة في كثير من المدن والعواصم العالمية.
القدس مدينة الله والأنبياء جميعاً تسلمها نبي من نبي حتى صلى نبينا صلى الله عليه وسلم بالأنبياء اماما ببيت المقدس.
القدس هي نقطة تلاحم الحق مع الباطل وانتصار الحق في نهاية المطاف.
القدس جزء من عقيدة المسلمين فهي مسرى نبينا ومنها معراجه قال الله تعالى:
“سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) .الإسراء : 1
وقد نوه القرآن إلى مكانة القدس وعظيم شرفها في غير ما آية حيث قال الله تعالى:
وإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) .البقرة 58
“يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ) .المائدة 21
“( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا) الأعراف 137
“وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ) . الأنبياء 81
القدس أرض الرباط والجهاد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لذا أعلم الله رسوله صلى الله عليه وسلم انها سوف تحتل واغتصب وأن هناك مرابطين سيقفون على ثغورها يحمون الأمة الإسلامية ويدافعون عن شرفها .قال النبي صلى الله عليه وسلم”لا تزال طائفة من أمتى على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم حتى يأتى أمر الله وهم على ذلك ، قيل يا رسول الله وأين هم ، قال ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس ” رواه أحمد في مسنده .
وطبيعة المعركة بين المسلمين واليهود طبيعة خاصة حيث تحكمها العقيدة فاليهود يتحركون بعقيدة كتابية توراتية تحكم كل تصرفاتهم بقول موشى ديان:
“مهمة جيش إسرائيل ليست حماية المؤسسات بل حماية المقدسات”
فإذا أرادت أمة الانتصار فعليها بالعقيدة الصحيحة وتطبيقها عمليا فإذا رفعوا راية التوراة رفعنا راية القرآن واذا رفعوا راية اليهودية رفعنا راية الإسلام.
تهويد القدس ليست منحصرة في قرار نقل سفارة بل هي عملية شاملة ومشروع متكامل الأركان لإقامة “إسرائيل الكبرى’
يقول الدكتور سفر الجوالين في كتابه”الوعد الحق والوعد المفترى’ ما ملخصه أن رؤساء أمريكا وكل من يتبوأ هذا المنصب لديهم عقيدة ‘المسيح المخلص”الذي سيأتي في اخر الزمان وهو المسيح ابن مريم عليه السلام أما اليهود فهم يعتقدون أن “مخلصهم”نبي اخر يأتي في اخر الزمان ولتهيئة مجىء هذا المخلص يتعاون الطرفان مع بعضهم البعض ولكن هذا المجىء مرتبط بثلاثة أمور:
الأول تجميع اليهود من بقاع العالم وإقامة دولة لهم وهو ما حدث بالفعل.
الثاني السيطرة على القدس وجعلها عاصمة للكيان الصهيوني وهذا ما يحدث الآن.
الثالث بناء هيكل سليمان على الطريقه اليهودية على أنقاض المسجد الأقصى المبارك وهو مالم يحدث حتى الآن.
ولعل الصورة الآن أصبحت واضحة المعالم واللعب أصبح مكشوفا جدا لكل ذي بصيرة وعقل
تحتاج القدس إلى “رجال” يحملون همها ويدافعون عن شرفها وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم قائلا:
“لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ» (رواه مسلم).
لكن مقومات هؤلاء العباد تحتاج لوقفة أخرى إن شاء الله وقدر.