كتب / محمد السعيد.
استنتج باحثون أمريكيون أن جميع أنواع الديناصورات التي عثر على أحافيرها في القطب الشمالي كانت تعيش وتتكاثر فيه طوال السنة
رغم مناخه غير الملائم. وتشير مجلة Current Biology إلى أن هذا الاستنتاج يتعارض مع الفرضية القائلة بأن الديناصورات كانت في الشتاء تهاجر سنويا
من القطب الشمالي إلى المناطق الدافئة للتكاثر. وإن هذا يؤكد أن الديناصورات كانت من ذوي الدم الحار
ويقول كبير الباحثين (بات دروكنميللر ) كان الناس إلى فترة قريبة مصدومين من البيانات التي تفيد بأن الديناصورات عاشت في القطب الشمالي
قبل 70 مليون عام. والآن لدينا أدلة تؤكد أن الديناصورات عاشت هناك. وهذه أولى الإثباتات التي تشير إلى أن الديناصورات كانت تتكاثر في القطب الشمالي”
ويبني الباحثون استنتاجاتهم على اكتشافاتهم العديدة بعضها لم تكن معروفة للعلماء على مدى أكثر من عشر سنوات لأحافير الديناصورات
خلال البحث الميداني في التكوين الجيولوجي برنس-كريك الواقع على ضفاف نهر كونفيل في شمال ألاسكا.
وكان أخر اكتشاف لهم أسنانا صغيرة وعظام سبعة أنواع من الديناصورات التي كانت على وشك الفقس أو فقست وماتت فورا.
وأن بعض الأحافير كانت صغير جدا، بحيث من الصعب تصور العمل البحثي المضني لفصل العظام والأسنان المتحجرة عن الرمال.
ويقول دروكنميللر، “تحديد هذه المتحجرات يشبه البحث عن الذهب. لقد تطلب الأمر الكثير من الوقت والجهد لفصل هذه العظام والأسنان
باستخدام المجهر عن الرمال المحيطة بها. لقد زودتنا الأحافير النادرة التي وجدناها، بالكثير من المعلومات العلمية”.
وقد أدرك الباحثون بعد تأكدهم من أن هذه الأحافير هي لديناصورات قبل الولادة أو بعد الولادة مباشرة استنتجوا أن الديناصورات عاشت
طوال الوقت في القطب الشمالي. ويذكر أن الصيف في القطب الشمالي حتى في العصر الطباشيري كان قصيرا جدا
وأن فترة الحضانة للديناصورات تستمر 3-6 أشهر. أي إذا كانت أنثى الديناصور تضع البيوض في الربيع فإن صغارها تكون صغيرة جد
ا في الخريف ولا يمكنها الهجرة إلى المناطق الدافئة. ووفقا للباحثين كانت المنطقة التي عثروا فيها على هذه الأحافير
مشمسة في الصيف ما ساعد صغار الديناصورات على النمو وتحمل الشتاء القارس. ولكن لا يعرف كيف تمكنوا من ذلك.
يعتقد الباحثون أن الديناصورات الكبيرة كانت تدخل في فترة سبات في هذه الفترة أو أنهم عاشوا على غذاء بسيط إلى فصل الربيع
كما يفعل الموظ (نوع من الأيائل) حاليا. ويضيف دروكنميللر “لقد وصلت نتائج هذه الدراسة إلى أقدم الأسئلة في علم الأحافير
هل كانت الديناصورات من ذوي الدم الحار؟
نعتقد ربما ساعدها ثبات الحرارة على بقائها على قيد الحياة”.