احدث الاخبار

القلم … يسقط وينكسر… رغم الدعاء.. بقلم : الدكتور حسين ربيع

أطرح تساؤلاً:

ماذا لو أمسكت القلم ووقفت فى شرفة الدور الثالث عشر ….. معذرة فى شرفة الدور الثلاثين ……آسف.. أعتذر مرة أخرى …. لنقل أنها فى شرفة الدور الواحد والسبعين فى هذه البناية الضخمة ….. نعم الواحد والسبعين ….. آخر كلام ….

ثم قبل  أن تلقى بالقلم من الشرفة الى أسفل ….وقف الخلق جميعاً…. بمافيهم صوامين عباد علماء دعاة الى الله …. وأشاعث أغابر وناس طيبين و “ولايا ” ساعة المغربية …..وضعفاء ومظاليم …… داعين الله أن لا يسقط القلم إلى الأرض …… ماذا يحدث ؟؟؟؟

من المؤكد واليقين …… أن القلم سيسقط على الأرض …. وتنكسر رقبته

هنا يقفز سؤال آخر غير السؤال الذى فى خاطرنا والذى سنجيب عليه فى الآخر ……

هل ممكن أن لا يسقط القلم على الأرض ؟؟؟؟

الاجابة نعم ….. ممكن طبعاً …. ولكن لابد أن نحدث ” تغييراً ما ” … بدون هذا التغيير … سيسقط ألف مليون دشليون قلم على الأرض ….. وتنكسر رقبته… ونحصل على نفس النتيجة …. مادمنا نكرر التجربة أو الممارسة أو الخطأ …. بنفس الظروف …. وبنفس درجة الوعى ….. ودون احداث ال ” تغييراً ما ”

ولابد أيضاً لأن يكون هذا التغيير فى أنفسنا …. معذرة …. آسف مرة أخرى …. فى نفس القلم … أى من داخله

“ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ”

هو: تغييراً ما ؟ …. مثل ماذا ؟

الاجابة : الكثير والكثير … والعقل البشرى مذهل فى أفكاره وابداعاته وابتكاراته.

  • مثلا نضع فى القلم زوائد وأجنحة …. تتطور من وظائف القلم وتجعله يطير شراعيا ويهبط بسلام.
  • مثلاً نجعل فيه مظلة … تنفتح بتأثير الجاذبية الأرضية وتهبط به كالهابط بالمظلات.
  • نجعل القلم محركاً بالطاقة الشمسية تجعله يطير كالطائرة.
  • نضع وسادة هوائية فوق الأرض الصلبة حيث يقع القلم.
  • نضع طشت ماء بعمق كاف.

ثم بعد احداث هذا “التغيير ما” …هنا فقط… يجىء دور الدعاء الى الله والتضرع اليه … يسأله التوفيق

هو: ماشى ياسيدى …. وماسيدك الا أنا …. جاوب السؤال الصعب ده …. من غير زعل ولا استفزاز.

هل حضرتك ملحد ؟؟ أو يعنى كافر بالله وقدرته واستجابته للدعاء ؟!!!!!

الاجابة: لا والله

هو: تمام …. مادمت تبتسم واثقاً أنك مؤمن بالله …جاوبنى ….. لماذا تنفى دور الدعاء وتجعله كما لو كان ضلالاً بواحاً …. ليس له قيمة …. كما لو كنت تستهزىء بالدعاء الى الله عز وجل؟؟؟؟!!!!!!

الاجابة: مرة أخرى لا والله …. مطلقاً اطلاٌقاً .. خالص مالص بالص.

بل الاستهزاء وقع ممن وضع الدعاء الى الله  فى غير موضعه …. وليس منى مطلقاً.

التجارب المتكررة التى أثمرت فى كل مرة عن  تكسر القلم وتفتته …. كان فيها القلم مستسلماً لقضاء الله وسنته …. وهذا القضاء من الله سبق الدعاء… وحكم الله  فى الأمر بقضائه وسننه الكونية … التى هى نسميها القوانين العلمية … أو الظواهر المعرفية …وفيها  أن القلم سيسقط وتنكسر رقبته …. فى كل مرة …. لأن القلم مستسلم لأمر الله … أسلم نفسه لله …متبعاً لسنن الله وقوانينه من جاذبية أرضية.. .. والقلم ليس مثل الانسان …. ليس له عقل … ليس له أختيار .. القلم مكره “غصب عنه” على استسلامه لله …..”أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ”

وكل من كانوا يدعون ويتضرعون الى الله … ألا يسقط القلم أو لا ينكسر ….. يعارضون الله  على قضائه بسقوط القلم !!!   ويكأنهم يطلبون من القلم ألا يستسلم  لقوانين الله  !!!! ….. أو الى الجاذبية الأرضية ألا تتعامل مع القلم كما أمرها الله .. ولكن كل منهما… ينفذ أمر الله بقضائه بسقوط القلم  …. ولايقدر الله ولا يشاء …  للقلم عدم السقوط أو انكسار الرقبة.

“أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ”

أما فى الحاله الثانية … بعد احداث التغيير ما …. فهذا التغيير أيضا يتحق باستخدام عقل الانسان فى التعامل مع قوانين الكون وسننه الله  القاضية ومشيئته النافذه طوعا وكرها على هذا الكون ….. وهنا كان دور الدعاء فى التوفيق للانسان فى استخدام هذا القوانين …. لعلم الانسان أن التوفيق أيضاً من الله….. وليس للدعاء دور فى الوقوف ضد قضاء الله … الا اذا شاء الله.

ولذلك فشل الدعاة فى منع سقوط القلم قبل التغيير …….. ونجحوا فى الحصول على طلبهم فى الثانية.

هو: يعنى يا فالح ( اللى هو أنا ) …. أنت وحدك اللى عارف وفاهم …. طيب والدعاة الذين مازالوا يدعون لبلدهم ولأنفسهم بالخير وألا يسقط القلم ولا ينكسر….. هل هؤلاء أغبياء ؟…. مش فاهمين ؟؟…. سيذهبون الى الجحيم مثلاً ؟؟!!!!

أنا:  لم أقل ذلك اطلاقاً …. ولست أملك أن أدعيه ….. الجنة والجحيم …. هى فى قدر الله ….وقدر الله هو الذى نصنعه نحن بأنفسنا واختياراتنا …. لأننا نحن الانسان الذي له فضل خاصية الاختيار طواعية ..

أما قضاء الله فى السنن الكون وقوانينه ….. فهى كما ذكرت سابقاً ….. لا يغيرها الدعاء …. ولكن يغيرها الانسان نفسه … بقوانين كونية أخرى تعرف عليها الانسان وتعلمها الانسان نفسه …. أى أنه يغير قضاء الله …. بقضاء الله أخر ….. وهنا يكون دور الدعاء الى الله ….. فى التوفيق فى العمل بسنن كونية أخرى.

وأما موضوع الجنة والنار …. فليس موضوعى ولا موضوعك ….. الله وحده صاحب الأمر …… العادل الحكيم

من يستخدم الدعاء فى غير موضعه عامدا ليضل الناس …… له حظه فى الدنيا ….. وحسابه فى الأخره.

وأما من يستخدم الدعاء فى غير موضعه جاهلاً ساذجاً قاصرا فى فهمه …. محدوداً فى رؤيته …. عاجزاً عن مهمته …. ضحلاً فى معرفته ….. فحظه فى الآخرة…. أما في الدنيا …. فيكفيه تجاربه الخاسرة ….وأقلامه المنكسرة.

الدكتور حسين ربيع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.