كتب – محمد السيد راشد

عُقدت القمة الخليجية الأوروبية الأولى الأربعاء 16 أكتوبر بالعاصمة البلجيكية بروكسل، بمشاركة قادة ومسؤولين من الجانبين الخليجي والأوروبي. ركزت القمة على تعزيز التعاون الثنائي ومناقشة التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، خصوصاً الحرب في غزة ولبنان.

بيان ختامي ودعوة لوقف إطلاق النار

في ختام فعالياتها، أصدرت القمة بياناً يدعو إلى التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2735، بما في ذلك وقف إطلاق النار الفوري بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية. كما حثت القمة جميع الأطراف على تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية لسكان غزة وفتح المعابر لتقديم الدعم العاجل.

وأكد البيان التزام القمة بحل الدولتين الذي يضمن تعايش إسرائيل وفلسطين بسلام داخل حدود عام 1967.

أمير قطر يدعو لدور أوروبي أكبر

خلال كلمته، صرّح أمير قطر، تميم بن حمد، قائلاً: “نثمن موقف الدول الأوروبية الداعم للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير”، مضيفًا أن الدول الأوروبية يجب أن تعزز الإجماع الدولي بشأن حل الدولتين. وأعرب الأمير عن أمله في نقل هذا الإجماع إلى خطوات فعلية نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وأشار الأمير إلى ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير الشرعية، مثل الحروب الأهلية والفقر، مؤكداً على أهمية التعاون لمواجهة هذه التحديات.

الأزمة الروسية الأوكرانية

أعرب الأمير عن موقف مجلس التعاون الخليجي الذي يدعو إلى احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وأكد دعم المجلس لجهود الوساطة لحل الأزمة الروسية الأوكرانية بشكل سلمي.

تعزيز التعاون الاقتصادي

من الناحية الاقتصادية، أشار الأمير إلى أن حجم التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي بلغ 204.3 مليار دولار في عام 2022، مع ارتفاع كبير في حجم الاستثمارات المتبادلة. ودعا إلى تعزيز هذا التعاون عبر آليات جديدة.

تصريحات المستشار الألماني

أكد المستشار الألماني، أولاف شولتس، خلال القمة، التزام بلاده بدعم إسرائيل عسكريًا في معركتها ضد حماس وحزب الله، محذراً إيران من استمرار الهجمات على إسرائيل. كما شدد على ضرورة تقديم مساعدات إنسانية لسكان غزة والالتزام بالقانون الدولي.

وأشار شولتس إلى استعداد ألمانيا للتحدث مع روسيا بشأن تحقيق “سلام عادل” في أوكرانيا، مؤكدًا أن الجنود الروس هم أيضاً ضحايا لسياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

تصريحات رئيس المجلس الأوروبي

أعرب رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، عن أمله في أن تكون القمة بداية لفصل جديد من التعاون بين الخليج وأوروبا. وأكد أن الهدف المشترك هو تعزيز الاستقرار والأمن والنمو الاقتصادي، مع التركيز على الثورة الرقمية والتحول الأخضر.

كما أكد ميشيل على أهمية العمل المشترك لمواجهة التحديات العالمية، بما في ذلك حل النزاعات وتعزيز حقوق الإنسان.

رئيسة المفوضية الأوروبية: التحول الأخضر

أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، التزام الطرفين بشراكتهما في تحقيق التحول الأخضر والتنويع الاقتصادي، مشددة على ضرورة تعزيز التعاون في مجال التكنولوجيا النظيفة.