الكاتب الصحفي الكبير صالح إبراهيم يكتب: المصريون يحتفلون بالصعود للمونديال بالعلامة الكاملة

في ليلة كروية لا تُنسى، وعلى أرض استاد القاهرة وبين أكثر من 40 ألف مشجع متحمس، كتب منتخب مصر فصلًا جديدًا في كتاب المجد الكروي، بصعوده إلى مونديال 2026 بالعلامة الكاملة، بقيادة المدرب الوطني واللاعب الأسطوري حسام حسن. رغم الغيابات المؤثرة، ورغم التحديات الفنية، إلا أن الروح المصرية والانتماء الحقيقي كانا حاضرين بقوة، ليصنع الفراعنة فرحة وطنية تتكرر للمرة الرابعة في تاريخهم يوم 12 أكتوبر، تحت مظلة الانتصار العظيم.
**مبروك لمصر الصعود المشرف للمونديال القادم ٢٠٢٦ بالعلامة الكاملة ..بقيادة المدرب الوطني واللاعب الموهوب حسام حسن..حيث نجح في الفوز في جميع مباريات التصفيات ماعدا مباراة واحدة انتهت بالتعادل ، ليحصل على العلامة الكاملة وتتحول المباراة التي شهدت أمواجا معاكسة مختلفة ، إلى مهرجان احتفالي من الجمهور الغفير الذي يستحق كل التقدير ولم يهدأ ثانية واحدة عن التشجيع المثالي والحماس الذي ينطق الحجر ،وتصادف أن يأتي هذا الحدث الكبير في يوم ١٢ أكتوبر -تحت مظلة الانتصار العظيم- ويكرر ما فعله المنتخب ٣ مرات من قبل ١٢ أكتوبر من سنوات ماضية.
**كانت الظروف مهيأة للمنتخب الوطني -رغم غياب محمد صلاح (فخر العرب) والشناوي (الحارس الأول) عن المشاركة في المباراة بفرمان من حسام ليعطي الفرصة لأكبر عدد من قائمة المنتخب لتمثيل مصر اليوم وأعطاهم الفرصة كاملة ليسجلوا أسماءهم في سجل الشرف ولكن روح الاطمئنان التي سادت المنتخب -لضمان الصعود للمونديال حتى في حالة حالة خسارة المباراة- جعلتها مباراة غريبة في أطوارها طوال الشوطين..
**لاعب واحد نجح في دخول التاريخ وهو محمد حمدي الذي سجل هدف مصر الأول والوحيد بضربة رأس رائعة في الدقيقة العاشرة من المباراة، وبعدها تبارى مصطفى محمد وزيزو ولاعبون آخرون من خط الوسط والدفاع في إهدار الفرص المؤكدة بسبب التسرع أو سوء الحظ ، لتضيع على المنتخب فرصة الفوز التاريخي طوال المباراة ووسط سيطرة مصرية كاملة على مجرى اللعب ونكسب بهدف وحيد لا يطمئن أحد (أقصد نتيجة المباراة وليس الصعود المضمون).
**في الشوط الثاني أدرك مدرب غينيا بيساو أن أمامه فرصة للتعادل وتحقيق المفاجأة امام أكثر من ٤٠ ألف متفرج مصرى..جاءوا يرتدون القميص الأحمر ..فأجرى تعديلات موفقة بين لاعبيه في وقت مبكر ومعقول ليتمكنوا من امتلاك ناصية اللعب وإحراج لاعبي المنتخب ..
**لكن السماء كانت رفيقة بنا وأرادت ألا تنتقص من الفرحة الكاملة، فتألق الحارس محمد صبحي ومعه خط الدفاع بمساندة من تريزيجيه وكوكا (أحسن لاعبي المباراة في تقديري) مع تدخل سليم من بعض لاعبي الوسط وصاحب ذلك سلوك أعتدنا عليه من بعض الحكام الأفارقة وهي المساندة للفريق الضيف وهذه المرة استخدم سلاح الإنذارات واحتساب الاخطاءالسادجة في معظمها.
**استيقظ لاعبونا على الخطر ودانت لهم السيادة على مجريات المباراة وتحول اللعب في معظم الوقت إلى منتصف ملعب غينيا بيساو، فيما عدا بعض الهجمات المرتدة للاعبي الفريق الضيف الشباب المتحمس أصحاب المستقبل الواعد..
ولكن لم تسفر هذه الهجمات عن هدف التعادل رغم استمرارها حتى الوقت الإضافي ..
**في تقديري أن حسام حسن لم يكن موفقا في إجراء التغييرات بين البدلاء والتي أكدت الظن أنه أراد مجاملة البعض بإعطائهم الفرصة بنيل شرف المشاركة واختار (حرق الأعصاب) والذي لم يشعر به هو وجهازه الفني وحدهم بل أيضا الجماهير الغفيرة في ستاد القاهرة، ومن المؤكد أن ذلك قد طال المشاهدين في البيوت..وكانت لقطة ذكية من مخرج المباراة التركيز في هذه اللحظات على وجه صلاح والشناوي حيث لمحنا القلق يطل من العيون.
**يطلق الحكم صفارته ليفوز منتخب الفراعنة وتبقى كاميرات اون سبورت التي نقلت المباراة الحاسمة في أرض الملعب لفترة طويلة في احتفالية شعبية رائعة شارك فيها لاعبي المباراة والاحتياطي وممن حضروا للاستاد وغابوا عن المباراة وأعرب الجميع عن تمنياتهم للمنتخب باستكمال الفرحة الفوز بكأس الامم الافريقية أواخر ديسمبر /أوائل يناير حتى يحصلوا على زاد معنوى يساعدهم في أمريكا للخروج من دائرة التمثيل المشرف التي اعتدنا عليها حتى أصابنا الملل، لعلنا نصعد أخيرا إلى أدوار تليق بمكانة وتاريخ الفراعنة..
صالح إبراهيم
نائب أول رئيس تحرير جريدة الجمهورية